الفصل الثامن والعشرون

أولًا: ٣ آلاف قراءة!!!🥺💙💙💙💙

ثانيًا: هذا الفصل به أكثر من ٣٠٠٠ كلمة، استعدوا🌚
ثالثًا: + لا تنسوا التصويت والتعليق بين الفقرات💙✨
—————

كانت الفتاة جالسةً على مقعد في إحدى الحدائق القريبة من مسكنها، لم تدُر الكثير من الأفكار بعقلها وإنما كانت تتأمل الطبيعة بهدوء. 

أعطى رئيسها جميع الموظفين إجازةً اليوم قلقًا من قدوم العاصفة لمنطقتهم أيضًا، لم يكن الجو مشمسًا ودافئًا، لكنها على الرغم من ذلك أرادت الخروج في ذلك اليوم لأنها شعرت أنها تختنق بسبب الجلوس في شقتها طوال اليوم.

«ما الذي تفعلينه هنا؟» جاءها صوتٌ من خلفها مخرجًا إياها من لحظات تأملها، استدارت لتعرف صاحب الصوت ليستقبلها وجه تايهيونغ الهادئ بطيف ابتسامةٍ قد رُسم عليه.

«هذه الحديقة قريبة من شقتي.» أجابته وهي تنظر له يقترب ليجلس بجانبها على المقعد الطويل «لكن ما الذي تفعله أنت هنا؟ أنا متأكدة أن هذه الحديقة ليست قريبةً من شقتك على الإطلاق.»

وضع رأسه براحة كفه وبدأ ينظر لها مدةً حتى أجابها أخيرًا «أتيت لأرى حبيبتي.»

«لديك حبيبة؟» منذ متى هذا؟ «لمَ لم تخبرني بذلك سابقًا؟» لكنك قبلتني في الريف.

- ظننت أنكِ تعرفينها.

- لا، لا أعرفها..

- هل تريدين أن تتعرفي عليها اليوم؟

نظرت لساعة يدها بشرود ثم نهضت من مكانها «لنترك هذا الأمر ليومٍ آخر، عليّ العودة الآن لأكمل بعض الأعمال.»

«أوه... هل تملكين بعض الوقت لاحقًا كي-» قاطعته بسرعة قبل أن ينهي جملته «لا، ليس لدي أي وقت لأفعل أي شيء هذا الأسبوع. وبالإضافة لذلك أعتقد أنه من الأفضل أن تنقل لقاءك مع حبيبتك لمكان يستطيع حمايتكما من الأمطار القادمة.»

ابتسمت وودعته ثم غادرت الحديقة تحت أنظاره، وصلت لشقتها في لمح البصر ودخلت ثم ألقت بنفسها على السرير.

لمَ تظاهرت أنك تحبني إذًا؟
لمَ جعلتني أصدقك؟
لمَ لم تذكر حبيبتك أمامي قط؟
لمَ قبلتني؟

أمسكت بهاتفها بينما أطلقت تنهيدة من أعماق قلبها وكتبت رسالة نصيةً ترسلها لصديقتها

- زايا هل أنت مشغولة؟

- لا، تفضلي

- ما الذي تفعلينه؟

- أُعدل بعض المستندات

- هذا يعني أنكِ مشغولة

- ليس بذلك الأمر الكبير، ما الذي أردتِ التحدث عنه؟

- أوه لا شيء
أردتُ أن أعرف ما تقومين به حاليًا فحسب

- لا أصدقك لكن حسنًا
هل تشعرين بالملل؟

- قليلًا

- ما رأيك أن نخرج لاحقًا؟

- قد تمطر اليوم، لا أريد الخروج في المطر

- هممممم
ما رأيك إذًا أن تأتي لشقتي كي نشاهد فلمًا؟

- لا، تعالي أنتِ لشقتي

- لمَ لا تأتين أنتِ؟

- جيمين يسكن معك...

- وإذًا؟
لن يعود حتى المساء، لذا انهضي من مكانك وتعالي لشقتي بسرعة

- حسنًا حسنًا

وهذا ما حصل، خرجت أحلام من شقتها وذهبت لشقة زايا. كانت زايا قد جهزت الكثير من الوسائد والأغطية لأن شقتها قد تحولت للقطب الجنوبي فجأةً، لم يتبقَّ أي شيء ليكون هناك إلا البطاريق لبرودة المكان.

«ما هذا البرد؟!» سألت أحلام مصدومة «هل تحاولين تجميدي؟»

- هنا تأتي فائدة البطانيات!

- لا فائدة ترجى منها مادمتِ قد وضعتها هنا في البرد!

- أوه... لا بأس إذًا هنا تأتي فائدة مشروب الشوكولاة الساخن!

وضعت أحلام يدها على وجهها غير مصدقة لغباء صديقتها ثم جلست على الأريكة وأبعدت خصلات شعرها عن وجهها «ماهو الفلم الذي اخترته؟»

- شريك!

- يع! ما الذي تحبينه في هذا الفلم السخيف؟

- إنه رائع.

- إنه طفولي.

شهقت زايا بدرامية «كيف تجرؤين؟»

- أنا أحلام، بالطبع أجرؤ. ضعي فلمًا غيره.

- ماذا تريدين أن تشاهدي؟ فلم رعب؟

- لا.

- دراما؟

- لا.

- غموض؟

- هممم... أيضًا لا.

- رومانسية كوميدية؟

- يع بالطبع لا!

نفذ صبر زايا ووضعت حاسوبها المحمول بيد أحلام «اختاري أنتِ.»

- لمَ أنت غاضبة؟

- بل لمَ أنت معكَّرة المزاج هكذا؟

- مزاجي ليس معكرًا إنه طبيعي، لنشاهد فارس الظلام.

- شغلِّيه بينما أطفئ المصابيح.

بدأ الفلم ولم تتوقف أحلام عن إبداء إعجابها بأداء الممثل هيث ليدجر لشخصية الجوكر، كانت زايا تعلم أنها تحب شخصيته في هذا الفلم لكنها تعلم أيضًا أن أحلام لا تتحدث خلال الأفلام.

هل ضربها أحدٌ على رأسها اليوم؟ ما بها غريبةٌ هكذا؟

انتهى الفلم وأُكملت معه حبات الفشار، مددت أحلام نفسها على الأريكة بسرور مغمضةً عينيها «كان هذا فلمًا رائعًا.»

ضحكت زايا على تعليقها «ألا تملين منه أبدًا؟»

- أبدًا!

نهضت زايا لتشعل الأنوار وتعيد الأواني المطبخ «ما الذي فعلته اليوم؟»

أجابتها دون أن تتحرك من موضعها «ذهبت للحديقة و...»

- و؟

- ولا شيء، لم أفعل أي شيء بعد ذهابي لها إلا قدومي هنا.

- ما الذي فعلته في الحديقة؟

- تأملت الأشجار فحسب.

- هذا فقط؟ هل كنت تفكرين بشيء ما؟

- لا، كنت أتأمل الحديقة فحسب.

ساد الصمت للحظات ثم قطعته زايا بعد سماعها لصوت قطرات المطر تصطدم بالنوافذ والأسطح «هل تُمطر؟» حركت ستائر النافذة لتنظر خلفها ولم تصدم عندما رأت قطرات المطر تنساب على زجاج النافذة «إنها تمطر بالفعل.»

وضعت أحلام هاتفها جانبًا «نشرة الأرصاد الجوية تقول أن المطر لن يتوقف حتى الساعة الثامنة مساءً.»

«أي بعد ساعتين تقريبًا...» ضحكت زايا «حسنًا إذًا ستُحبسين هنا حتى يتوقف المطر لأنكِ لم تحضري معك مظلة.»

تذمرت أحلام «كان من المفترض أن تمطر الساعة السابعة.»

- لقد أمطرت قبل ساعة من الوقت المتوقع، لمَ تتذمرين؟

- ماذا لو بدأت ترعد أيضًا؟

- عندها سأشغل لك إحدى حلقات المحقق كونان وأعطيك سماعةً عازلة الصوت لتشاهديها وأنت تشربين حليب الشوكولاة دون إزعاجٍ من الرعد.

سكتت أحلام قليلًا ثم لفت نفسها بالغطاء «حسنًا أنا أوافق.»

- بالطبع توافقين.

لم ترد أحلام على محاولة زايا في مضايقتها لذا غيرت الفتاة الموضوع «لدي سؤال.»

- ماهو؟

- ما الذي حصل في آخر يوم قضيناه في الريف؟

احمرّ وجه أحلام وشعرت بقلبها يطير، لكن هذا استمر لجزء من الثانية فقط عندما تذكرت ماقاله تايهيونغ لها عصر اليوم 'أتيت لأرى حبيبتي'، شعرت بقلبها الذي حلَّق يقع ساحقًا جناحيه بالأرض التي لم ترحمه، فامتعض وجهها لكنها أجابت «شيءٌ كان من الأفضل لو لم يحدث.»

أوه هذا ليس جيدًا «ألا تريدين أن تتحدثي عن الأمر كي ترتاحي قليلًا؟»

«هل كنتِ تعلمين أن تايهيونغ لديه حبيبة؟» سألتها فجأةً.

- أنتِ... لا تقصدين نفسك صحيح؟

- هذا ليس وقت المزاح زايا! بالطبع لا أقصد نفسي.

- هل أخبرك هو أن لديه حبيبة؟

- أجل، أخبرني بذلك اليوم في الحديقة...

أنهت كلامها وسمعت الفتاتان فجأة صوت دوي الرعد في السماء، جفلت أحلام فأسرعت زايا لتحضر سماعتها عازلة الصوت وتوصلها بحاسوبها المحمول ثم وضعته بحجر أحلام بعد أن وضعت إحدى حلقات المحقق كونان.

ربتت على ظهرها ثم سحبت هاتفها معها للمطبخ وكتبت رسالةً نصية لجونغكوك بسرعة، أرسلتها ثم أخرجت علبة حليبٍ بالشوكولاة من ثلاجتها ووضعته في يد أحلام التي اندمجت بسرعة مع أحداث الحلقة على الرغم من أنها قد شاهدتها سابقًا.

جلست في الزاوية الأخرى من الأريكة وفتحت الرسالة التي وصلتها توًا من جونغكوك

- تايهيونغ لديه حبيبة؟!

- ماذا؟
لا ليس لديه حبيبة.

- إذًا لمَ أخبر أحلام اليوم بذلك؟!

- أخبر أحلام بماذا؟!!
أف.
لا تقلقي سأتصرف.

- بسرعةٍ أرجوك أشعر أنها ستطعنه عندما تراه.

- عُلم.

ما لم تكن زايا على علمٍ به هو أن جونغكوك كان مع تايهيونغ في ذلك الوقت، كانا ينتظران أن يخرج جيمين من الشركة التي يعمل بها كي يذهب ثلاثتهم لتناول العشاء معًا.

ضرب جونغكوك مؤخرة رأس تايهيونغ براحة يده ثم نظر له بحنق.

«ما الذي فعلتُه لأستحق هذا؟!» صرخ به تايهيونغ منزعجًا.

رد عليه جونغكوك بانزعاج أكبر وسأله بسخط «ما الذي قلته لأحلام اليوم أيها الأخرق؟»

- ماذا؟

- هل قلت لها أن لديك حبيبة؟

«لا!» رد تايهيونغ مستنكرًا لكن تعابير وجهه تغيرت بعد لحظات للفهم «أوه..»

- أوه؟!

- لقد رأيتها في الحديقة وأخبرتها أنني أتيت لرؤية حبيبتي عندما سألتني عن سبب قدومي، لكنني كنت أقصدها!

ابتسم له جونغكوك، لم تكن الابتسامة التي تعني لا تقلق سنحُل سوء الفهم هذا، بل كانت الابتسامة التي تعني 'سأقتلك.'

فُتح الباب الخلفي للسيارة ودخل جيمين مبتسمًا «مرحبًا.» قال فرحًا، لكنه سرعان ما لاحظ الجو المشحون في السيارة «ما الذي حدث؟»

«لقد قال تايهيونغ لأحلام أن لديه حبيبة.» أجابه جونغكوك دون أن يرفع نظره عن تايهيونغ المُحبط «ويبدو أن أحلام متضايقةٌ للغاية الآن، وهذا شيء متوقع.»

«حسنًا أزل نظرة القتل هذه عن وجهك ولنذهب للمطعم ثم نفكر في حل بينما نأكل.» رد جيمين بينما يضع حزام الأمان في مكانه «انطلق تايهيونغ، لا تقلق سنفكر في طريقة لنصلح بها المصيبة التي افتعلتها.»

أومأ الفتى بحزن فعبث جيمين بشعره مبعثرًا إياه قليلًا وهو يضحك «قلت لك لا تقلق.»

أرسل جيمين رسالةً نصية لجونغكوك

- لمَ أحزنته وجعلته يقلق هكذا؟

- كي يعمل بما نقوله له، لقد ضربته على رأسه أيضًا ليصبح عقلانيًا قليلًا.

- سأقتلك أيها الأرنب :)

- الضرورات تبيح المحظورات ؛)

- لم يكن ضربه ضروريًا.

- بل كان كذلك.

«لقد وصلنا.» قال تايهيونغ وهو يوقف السيارة «انزلا.»

نزل الثلاثة ودخل تايهيونغ للمطعم قبلهما، قبل دخولهما ضرب جيمين مؤخرة رأس جونغكوك «لا تكررها.»

«حاضر سيد جيمين.» رد ضاحكًا قبل أن يدخل هو أيضًا للمطعم يلحقه جيمين.

جلسا على الطاولة المخصصة لهم وقال كل واحد منهم ما يريده للنادل ثم بدأ جونغكوك يتحدث «كيم تايهيونغ، هل تحب أحلام؟»

- أجل أحبها.

- ولمَ لم تخبرها بذلك حتى الآن؟

«لأنني لستُ متأكدًا من حبها لي.» قال ثم أكمل «ماذا لو كانت تراني كصديقٍ فقط ثم أدمر أنا صداقتنا بسبب حبي لها؟»

تدخل جيمين «هل تعتقد أنها كانت لتغضب عندما تعلم أن لديك حبيبة لو أنها لا تحبك؟»

رد الفتى المضطرب بعد برهة «أعتقد أنها غضبت لأنها تراني كصديقها وعلى الرغم من ذلك لم أخبرها بشيء مهم كهذا.»

تنهد جونغكوك «إذًا أنت تريد دليلًا على حبها لك على الرغم من أن الجميع يخبرك بأنها تحبك؟»

«أجل.» برر لنفسه «قد تكونون قد فهمتموها خطأً.»

أخرج جيمين هاتفه واتصل لزايا «مرحبًا أيتها الجميلة.»

سخر جونغكوك منه «لقد ظهر جيمين اللعوب.»

«اسكت أنت.» قال له ثم أعاد توجيه كلامه لزايا «نحتاجك في مهمة.»

شرح جيمين لها الموضوع وأخبرها بأنه يحتاج أن يجعلها تجعل أحلام تعترف بحبها لتايهيونغ «هلَّا جعلتها تعترف ثم أرسلتِ لنا صورةً من محادثتكما؟» مرت ثوانٍ قليلة ثم قال «حسنًا إذًا.»

«أحلام مع زايا في شقتنا لذا ستسألها وسنسمع نحن مايدور بينهما من حديث.» وضع هاتفه على الطاولة ونقر زرًا يكتم أصواتهم وآخر يرفع صوت زايا وأحلام ثم خاطب جونغكوك وتايهيونغ «يمكننا أن نتحدث ولن تسمع أي منهما مانقوله، لذا يمكننا أن نأكل بسلام أيضًا.»

فكر جونغكوك قليلًا ثم قال «لكن أحلام ترفض الاعتراف بذلك أيضًا.»

«ولهذا سنترك المهمة لزايا، أخبرتها أن تستجوبها بالإنجليزية أيضًا كي لا تقول كل شيء بالعربية ولا نستفيد شيئًا.» أجابه جيمين.

بدأت المهمة ووصل الطعام أيضًا، لذا كان الفتية يأكلون بينما تستجوب زايا أحلام محاولةً أن تجعلها تعترف بحبها لتايهيونغ.

كانت محاولات زايا في جعلها تعترف شبه فاشلة، وصبر أحلام بدأ ينفذ بسبب تكرار زايا للأسئلة.

«أنا أراه كصديق فقط.» قالت أحلام بينما تبعد شعرها عن وجهها بعصبية.

«لمَ غضبت إذًا عندما علمتِ أن لديه حبيبة؟» سألتها صديقتها مجددًا.

«لم أكن لأغضب لو لم يقبلني حسنًا؟ لقد غضبت لأنه استغلني!» ردت عليها بحنق وهي تنهض «سأعود للشقة.»

أمسكت زايا بذراع أحلام بحزم وأعادتها مكانها على الأريكة بقوة وسألتها بجدية «هل قبلك رغمًا عنكِ؟»

«قمتَ بتقبيلها!؟» سأل جيمين وجونغكوك الفتى المحرج بصدمة.

كان وجه تايهيونغ قد بدأ بالاحمرار «هلَّا تحدثنا عن هذا الموضوع في وقتٍ آخر؟»

«سنتحدث عنه بالتأكيد.» رد عليه جيمين والصدمة لا تزال مرسومة على وجهه.

لم تجب أحلام سؤال زايا وإنما نظرت للجانب بصمت فتحدثت زايا مجددًا «سأسألك مجددًا وإن لم تجيبيني فسأعتبره موافقةً على كلامي وسأذهب له وأقتله.» كررت سؤالها بحزم أكثر «هل قبلك رغمًا عنك أم لا؟»

نظر جيمين لتايهيونغ «آمل أن يكون الجواب لا لأنني لا أريد أن أحمل جثة صديقي الذي قتلته حبيبتي.» قال بسرعة ثم وضع لقمة أخرى في فمه عكس تايهيونغ الذي لم يلمس طعامه البتة لشدة توتره منذ بداية الاستجواب.

«لا.» أجابت أحلام بهدوء فأرخت زايا إحكام قبضتها على ذراعها قليلًا لكنها لم تتركها.

«أحلام.» قالت لها بالجدية ذاتها «كوني صادقة وأخبريني عن ماهية المشاعر التي تحملينها لتايهيونغ، لم يقبلك بغير إرادتك وغضبتِ عندما عرفت أن لديه حبيبة، هل تحبينه أكثر من صديق أم لا؟»

ابتلع تايهيونغ ريقه وحان أخيرًا الوقت الذي تنفجر فيه أحلام.

«أجل أحبه أكثر من صديق لكنه يملك حبيبة لذا من المستحيل أن نكون أكثر من صديقين!» سحبت يدها من قبضة صديقتها بعنف «هل أنتِ سعيدة الآن؟!»

ابتسمت زايا ثم نهضت من مكانها واحتضنت أحلام بسرعة «سعيدةٌ كثيرًا.»

أحلام لا تبكي أبدًا، وهي لا تعلم لمَ سقطت دموعها فجأة بينما تحتضنها زايا.

أنهى جيمين المكالمة بينما ينظر هو وجونغكوك لتايهيونغ بانتصار، لكن عقل تايهيونغ لم يكن معهما، وعندما عاد لمكانه رفع رأسه لينظر لهما بابتسامة مربعة مرسومة على وجهه الذي عاد احمراره له «لقد قالت أنها تحبني.»

«ما الذي ستفعله إذًا؟» سأله جونغكوك مبتسمًا «أخبرنا بخطتك.»

بينما كان الثلاثة يتناقشون حول خطة تايهيونغ كانت زايا تحاول جعل أحلام تبتسم مرة أخرى «لمَ أنت عابسة هكذا؟» سألتها وهي تجلس على الأرض ممسكةً بيدي أحلام «ابتسمي من أجلي وإلا ستدفعينني للبكاء أيضًا.»

لم ترد عليها أحلام لذا فكرت زايا بشيء ما ثم عبثت بهاتفها قليلًا ووجدته «أحلام انظري لهذا.»

نظرت لهاتف زايا ورأت صورة لتيما وهي تقع في الوحل عندما كانوا في الريف، ونجحت تلك الصورة في إضحاكها أخيرًا «التوقيت رائع!» علقت ضاحكة.

ضحكت زايا معها «كان من المفترض أن تكون الصورة لها بينما تقف بجانب بركة الوحل فحسب.»

- أرسلي الصورة لي، أريد أن أضايقها بها.

- تم.

مر الوقت بينما تضحك الصديقتان حتى سمعتا الباب يُفتح «لقد عُدت!» صرخ جيمين.

«أهلًا بعودتك!» ردت عليه زايا بالنبرة ذاتها.

دخل جيمين ورحب بأحلام، ثم ظهر تايهيونغ من العدم ورحب بالفتاتين أيضًا.

نظرت زايا وأحلام لبعضهما البعض، لم تكن الأولى تعلم أن تايهيونغ سيأتي، هل ستقتله أحلام الآن؟

«إنها لاتزال تمطر بغزارة بالخارج، ويبدو أن المطر لن يتوقف حتى منتصف الليل.» قال تايهيونغ بهدوء ثم خاطب أحلام «هل تريدين أن أوصلك للمنزل؟»

نظر جيمين لزايا نظرة خاطفةً فتدخلت قبل أن ترفض أحلام العرض «أجل أوصلها لو سمحت، من المخيف أن تعود فتاةٌ وحدها في هذا الوقت المتأخر من الليل.»

نظرت أحلام لزايا باستنكار: أيتها الخائنة.

أعادت زايا لها النظرة: ستشكرينني لاحقًا.

خرج الشابان ورفع تايهيونغ مظلته لتغطيه وأحلام معًا «كوني قريبة.» همس لها.

كانت أحلام غاضبة من نفسها لأن قلبها يخفق فرحًا عند وجود تايهيونغ على الرغم من أنه قد حطمه، لذا لم تنبس بأي كلمة لتايهيونغ طوال الوقت.

«انتظري لا تنزلي.» قال لها فور أن توقفت السيارة بجانب المبنى الذي تسكن به.

نزل هو من السيارة بسرعة فاتحًا المظلة ليحمي بها أحلام من المطر على الرغم من أنها لن تسير كثيرًا حتى تدخل للمبنى.

دخل معها للداخل، وركب معها الدرج، وانتظرها حتى فتحت باب شقتها ثم تحدث بابتسامة حزينة «أعلم أنكِ غاضبةٌ مني.»

استدارت له بعد أن دخلت للداخل، لكنها لم تعلق على كلامه.

«هل تسمحين لي ببضع دقائق من وقتك؟» سألها وطيف الابتسامة الهادئة على وجهه يعارض الضجيج في قلبه الخائف.

أومأت له الفتاة سامحةً له بالحديث، فتحدث «ليس لدي حبيبة.»

رفعت رأسها مستفهمة «ما شأن هذا الآن؟»

- أعلم أنك غاضبة لأنني قلت لك أن لدي حبيبة، لكن هذا لم يكن قصدي عندما أخبرتك أنني أتيت لأرى حبيبتي.

- ما الذي كنت تقصده إذًا؟

- كنتُ أقصدك.

ماذا؟ لم تقتنع أحلام بكلام الفتى، لذا كان عليه أن يكمل حديثه.

«عندما قلت أنني أتيت لأرى حبيبتي كنت أقصد أنني أتيت لأراكِ أنتِ. لقد قصدتكِ بحبيبتي.» بدأ كلامه «لقد شعرت بنفسي أنجذب لكِ منذ أول يومٍ حطَّت به قدمك في الشركة، لم أستطع أن أشيح بنظري عنكِ حينها، شعرت أنك ملاكٌ قد هبط ليحمي قلبي ويعيده لما كان عليه سابقًا.»

أخذ نفسًا ثم أكمل حديثه «كل يومٍ كنتُ أتأملكِ وأنتِ تعملين ولم أكن أملُّ من ذلك أبدًا. لا أعلم ما هو أول شيءٍ أسرني بك، أكانت بشرتك البيضاء وكأنها الثلج في أوله؟ أم كانت عيناك الساحرتين، لا أعلم هل سرقتِ بهما لون القرفة أم العسل، جلُّ ما أعرفه أن عيناكِ تجلبان الحرية للأسير. هل كانت ابتسامتك التي سُرعان ما تخبئينها بيدك الجميلة؟ أم ضحكتكِ التي تجعلني أسترخي وأنسى مصائبي؟ كيف لكِ يا أحلام أن تأسري قلبي هكذا؟»

شعرت أحلام برأسها يدور من هذا الغزل كله لكن لم يبدُ أن لتايهيونغ أي نية بالتوقف عن التعبير عن مشاعره، فقد اقترب منها أكثر وجعل أصابعه تتخلل بين خصلات شعرها «لم أتوقع أن قلبي سيؤسر بسبب صوتِ فتاة، لكن صوتك قد فعل ذلك. أنا آسفٌ لجرحي إياك بسبب ما قلته، لكنني سأمضي بما أردت.» سكت للحظة ولمْ يُسمع في تلك اللحظة إلا صوت المطر وصوت قلبيهما اللذين قاما بقرع الطبول بقوة، كلاهما يعلم ما سيُسأل، لكن واحدًا منهم فقط متيقنٌ من الإجابة على السؤال «أحلام... هلَّا صرتِ حبيبتي؟»

ظنت أحلام أن قلبها سيخرج من مكانه، بدأ يؤلمها كثيرًا، كان يؤلم حتى شعرت بالدموع تهدد بالترقرق، حاولت أن تهدئ نفسها لكنها لم تستطع، حاولت أن تنظر لعيني تايهيونغ لكنها لم تستطع رفع عينيها عن يدها التي كانت تشد على مقبض الباب بقوة، حاولت أن تخرج الكلام من فمها لكن أحبالها الصوتية عجزت عن التحرك «أ... أنا...» شعرت بحنجرتها تتمزق مُحترقة، وشعرت بصدرها يشتعل، إنها تريد أن تجيبه، تريد أن تجيبه حقًا لكنها تعجزعن ذلك.

تايهيونغ لا يزال ينتظر إجابتها، فوضعت يدها اليمنى فوق قلبها وهي تتنفس بقوة «أج.. أجل.» صوت تنفسها بدأ يعلو، وصوت دقات قلبها وقلب تايهيونغ بدآ يطغيان على صوت رشات المطر.

لم تمنع الحرارة التي أشعلت جسديهما تايهيونغ من أن يترك المظلة تسقط من يده وترتطم بالأرض ليضم أحلام لصدره بقوة وكأنه يريد حبسها بداخله.

حاوطت أحلام جسده بذراعيها أيضًا، ثم دفنت وجهها بصدره مغمضةً العينين، زفرت مخرجةً الضوضاء التي بداخلها لتتحول لسكينة مريحة ثم فتحت عينيها مجددًا «هل هذا حُلم؟» همست.

«ليس حُلمًا.» أجابها بالهمس ذاته «وإن كان حلمًا فستكونين أنتِ كل أحلامي.»

ابتسمت الفتاة وشعرت بجناحي قلبها يرفرفان مجددًا، لكن شيئًا ما لفت انتباهها «ماهذا الشيء الذي يلمع خلفك؟»

أبعدها تايهيونغ قليلًا عنه ليدير وجهه وينظر «أهذه... عدسة؟»

«إنها عدسة كاميرا.» قالت أحلام مستنكرة وجود عدسة كاميرا، لكن هاتف تايهيونغ رن غير سامح لهما بالتفكير بها.

تحدث الشاب بهاتفه «ماذا؟ لماذا؟ حسنًا حسنًا.» أنزل هاتفه ونقر زرًا ليجعل صوت المتصل عاليًا «ماذا تريد جونغكوك؟»

«أوه لستُ جونغكوك فقط.» ضحك الفتى «بل جونغكوك وويليام وتيما وزايا وجيمين أيضًا، وكلنا رأيناكما وسمعنا كل حديثكما هذا.»

«أنا فخور بك تايهيونغ!» صرخ ويليام بسعادة.

«أنا فخورة بكِ أحلام!» صرخت تيما بسعادة أكبر.

نظر الشابان لبعضهما مستغربين ثم سأل تايهيونغ «هلَّا شرحتم لنا مايحدث أولًا؟»

«أراد ويليام مساعدتي في جعلكما تتواعدان، لكنني لم أكن سأستطيع المساعدة فقلت له أن يطلب ذلك من زايا.» بدأت تيما الشرح، ثم أكملت زايا.

«حادثني جونغكوك وأخبرني أن ويليام يريد مساعدتنا لجعلكما تتواعدان بأسرع وقت، لكن بينما كنا نفكر في خطة قرر السيد تايهيونغ أن يقول لأحلام أن لديه حبيبة.» توقفت زايا قليلًا.

«آسف..» همس تايهيونغ.

أكملت الفتاة «من حسن حظنا أن تايهيونغ كان سيخرج مع جونغكوك وجيمين اليوم لذا... أنا آسفة أحلام لكن الاستجواب كان لأن تايهيونغ لم يكن مصدقًا أنك تحبينه، كان عليّ أن أستجوبك بينما يسمعون هم ما تقولين.» ثم استدركت «بالمناسبة لم يكن أحدٌ منا يعلم بشأن القبلة إلا عندما أخبرتِنا، وكنت سأقتل تايهيونغ فعلًا لو أنه قبلك دون موافقتك.»

قاطعتها تيما «لحظة أي قبلة؟»

«تايهيونغ قبَّل أحلام في آخر يوم لنا في الريف، سنخبرك بالتفاصيل لاحقًا.» قال لها جونغكوك وهو يضحك على احمرار وجه أحلام ثم أكمل بعد أن شهقت تيما من الصدمة «كانت خطة تايهيونغ تقتضي على أن يوصلك للمنزل ويعترف لك، لكننا كلنا نريد أن نشهد هذه اللحظة الأسطورية، لذلك تواصلت مع ويليام وجهزنا كاميرا بجهاز مايكروفون قوي ثم وصلناها بأجهزتنا كي نستطيع أن نشهد على اعترافه الرومانسي هذا. كان من الصعب أن أركبها وأتأكد أنها تعمل ثم أهرب قبل أن تصلا.» تنفس جونغكوك أخيرًا.

«تايهيونغ لم أكن أعلم أنك رومانسي هكذا.» قال جيمين ضاحكًا بسرور «لقد أصبتماني بالجفاف واضطررت لضم زايا لي كي لا يتكسر قلبي.»

ضحك الجميع ثم تحدث ويليام مجددًا «تايهيونغ أحضر معك الكاميرا وعُد للمنزل، أحلام مرحبًا بك في العائلة، تصبحون على خير جميعكم.»

«تصبح على خير..» قالت تيما قبل أن تستوعب «لحظة، أي عائلة؟ ما الذي يحدث؟»

ضحك الكل فأخبرها تايهيونغ بالحقيقة الصادمة «ويليام هو الوصي علي، لذا فنحن عائلة.»

ودع البقية الشابين بعد أن أنهت تيما الصدمة الثانية لها في هذه الدقائق ثم أنهوا المكالمة وأوقفوا الكاميرا عن التصوير.

نظر أحلام وتايهيونغ لبعضهما مبتسمين «ادخلي ونامي.» قال لها.

- حسنًا.

- هيا ادخلي.

- سأدخل...

ظل كلاهما يتأملان ببعضهما مبتسمين، كلاهما يشعران بالسعادة تملأ قلبيهما.

قبل تايهيونغ جبين أحلام «تصبحين على خير أحلامي.» أمسك بمقبض الباب وأغلقه ثم أخذ مظلته التي سقطت والكاميرا، تأمل الباب الذي تكون حبيبته خلفه بسعادة ثم غادر.

«تصبحُ على خير.» همست واضعةً يدها على الباب «أحلامًا سعيدة.»

—————

أولادي صاروا حبايب☹️💙
المهم عسى عجبكم الجبتر بس؟ تعبتوا من القراءة؟
أشوفكم الاسبوع الجاي☺️💙

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top