الفصل التاسع والثلاثون
لاتنسوا التصويت والتعليق بين الفقرات💙✨
اقرؤوا الملاحظة نهاية الفصل🌚💙
—————
الاثنين، الحادي والعشرون من شهر نوفمبر.
كان تايهيونغ يحاول تمالك أعصابه، لم يستطع أن ينام لشدة توتره، فاليوم هو اليوم الذي يجب عليه أخذ عشرة ملايين دولار ليونجين وإلا فستتأذى أحلام. من أين تظن أنه سيستطيع أن يحضر لها هذا الكم من النقود؟ هل تريد منه سرقة الشركة؟ هذا ما يبدو. هل سيسرق تايهيونغ الشركة؟ بالطبع لا.
«تلك المرأة تريد عشرة ملايين دولار وإلا ستؤذي أحلام.» خرجت الكلمات من فمه بصعوبة بينما يجلس على مقعد السيارة ينظر لويليام الذي تفاجأ وهو يقود. «قالت أنها تريدها نقدًا وتريدني أن أسلمها إياهم بمفردي.»
«ومن أين تظن هذه التافهة أننا سنحصل على عشرة ملايين!» تذمر ويليام بخفوت لئلا يسمع تايهيونغ «من المستحيل أنها تريد النقود فقط... ما الذي تخطط له؟»
- ماذا؟
- من المستحيل أنها تريد النقود فقط، لذا علينا تعيين حارس شخصي لأحلام أيضًا.
«طلبت من جون أن يراقبها بالفعل لأنني سأكون بالبيت طوال الوقت.» سكت تايهيونغ للحظة ثم رجى ويليام «لا أريدها أن تحصل على أي شيء، لكنني لا أريد أن يلحق بأحلام أي شيء أيضًا، أرجوك افعل شيئًا ويليام.»
«لا تقلق تايهيونغ، لن أسمح لتلك المرأة بأن تمس أيًا منكم بأي مكروه.» شد ويليام قبضته على المقود. سأحميهم جميعًا ولو تطلب ذلك أن أسجن.
ساد الصمت السيارة مجددََا مثقلًا قلب تايهيونغ، وزاد ذلك الثقل أكثر عندما بدأ هاتفه يرن معلنا ورود مكالمةٍ من حارسه الشخصي الذي قد كُفل بمراقبة أحلام «ماذا هناك؟ هل حدث شيء ما؟» لم يكن تايهيونغ يملك أي وقت ليعطيه للرجل ليتحدث، كان يشعر بالخوف يتصاعد بداخله بمرور كل ثانية لا يعرف بها شيئًا عن فتاته.
«لقد صعدت الآنسة أحلام على متن الحافلة لكنها لم تنزل بالمحطة التي يجب عليها أن تنزل بها لأجل الوصول للشركة.» أخذ ويليام الهاتف من قبضة تايهيونغ المصدوم وأمر جون بملاحقة الحافلة حتى تترجل أحلام منها ثم أغلق المكالمة وأعاد الهاتف لتايهيونغ الذي سارع بالنقر على جهة الاتصال -حُب- منتظرًا الإجابة التي لم تصله.
ظل يتصل مرارًا وتكرارًا وفي كل مرة تختفي كلمة -حب- من الشاشة ينقرها مجددًا بنبضات قلبٍ خائفة ومتسارعة. كل مرة كان يرجو أن تجيب ليهدأ قلبه قليلًا لكن بكل دقيقة تمر لا يسمع فيها صوت الفتاة كان صوت دعواته يرتفع أكثر وأكثر قلقًا مما قد حدث ومنعها من الإجابة.
بينما تايهيونغ يصارع هاتفه منتظرًا ردًا من أحلام كان ويليام قد أجرى مكالمة لأحد معارفه من الشرطة طالبًا منه الذهاب للشركة لأمر عاجل، وكان ذلك الشرطي المدعو بروبرت موجودًا فعلًا هناك كما طُلب منه فور وصول ويليام وتايهيونغ القلق. سار ويليام وروبرت ناحية مكتب الرئيس، وأما تايهيونغ فقد جرى مسرعًا ناحية مكتبه على أمل وجود أحلام هناك، ذلك الأمل قد تهشم بسرعة عندما رأى مكتبها فارغًا على غير العادة، لكنه جلس على كرسيه بهدوء لئلا يلتفت له بضعة الموظفين الذين قد وصلوا مسبقًا للمكتب.
بينما كان تايهيونغ يحاول جاهدًا تشتيت تفكيره عن الأفكار السلبية وطمأنة نفسه بأن أحلام بخير، كان ويليام يشرح لروبرت ماحدث بالأيام الأخيرة مع يونجين وكونها والدة تايهيونغ البيولوجية «لقد هددت تايهيونغ بأحلام وأعتقد أنها قد نفذت تهديدها الآن.» فتح درجًا كان مُقفلًا وأخرج منه ظرفًا بنيًا «هذا الظرف به صور لها ومعلومات عنها ستكون كافية لإلقاء القبض عليها، إن لديها ماضٍ بالبغاء وتجارة المخدرات.» فتح روبرت الظرف ليرى مابه أثناء إجراء ويليام مكالمة سريعة لجيمين «مرحبًا جيمين، نعتقد أن أحلام مفقودة، أريد منك أن تأتي للشركة فورًا، تايهيونغ ليس بخير.»
تايهيونغ نفسه لم يستطع أن يبقى مكانه أكثر، حاولت تيما تهدئته لكن محاولاتها المستمرة كانت تبوء بالفشل في كل مرة «اهدأ تايهيونغ، لا شك أنها أطالت بالنوم فحسب.» مدت له كأس ماء «اشربه واهدأ قليلًا حسنًا؟ أنا متيقنة من أنها بخير وقد تأخرت لأنها سهرت ولم تنم مبكرًا.»
أمسك تايهيونغ بكأس الماء ورفع نظره لتيما الهادئة، ثم وضع الكأس على سطح المكتب المجاور الفارغ ونهض من مكانه على عجل «لو كان الأمر كهذا لأجابت على اتصالاتي على الأقل.» تحركت قدماه بسرعة ناحية المصعد الكهربائي وصار يدمر زره بإصبعه على الرغم من أن ذلك لن يجعل المصعد يتحرك له بشكل أسرع.
فُتح باب المصعد أخيرًا وخرج منه جونغكوك الذي زالت ابتسامته فور رؤيته لوجه تايهيونغ الشاحب والمتكدر «ما الخطب؟»
كان القلق يكاد يفتك بتايهيونغ، لكنه تمكن من إخراج جملة قصيرة كانت كافية لجعل جونغكوك يسحبه لمكتبه «أحلام قد اختفت.»
«أخبرني بما حدث بالتفصيل.» قال جونغكوك بعد أن مد تايهيونغ كأس ماء أجبره على شربه فور وصولهما للمكتب الفارغ لعدم حضور جيمز بعد.
«تلك المرأة هددتني بأنها ستؤذي أحلام إن لم أعطِها عشرة ملايين دولار، لذا طلبت من جون أن يراقب أحلام كي لا يصيبها أي مكروه... لكنه أخبرني بأنها استقلت الحافلة ولم تنزل بالمحطة التي تنزل بها عادةً لتأتي للشركة، وحاولت الاتصال بها مرارًا لكنها لم تجب على أي من مكالماتي...» كان تايهيونغ قلقًا، وكان على جونغكوك اختيار كلماته بعناية.
أخذ جونغكوك نفسًا عميقًا محاولًا تحليل الموضوع بطريقة لا تفزع تايهيونغ أكثر ثم تحدث «قد تكون قد استيقظت بوقت متأخر ونسيت أخذ هاتفها معها لعجلتها، ولهذا فهي لا تجيب على مكالماتك... أو ربما تكون قد غفت على متن الحافلة.» كانت أمارات القلق ما تزال مرسومة على وجه تايهيونغ، لذا حاول جونغكوك تلطيف الجو قليلًا ونجح بذلك عندما رأى ملامح الآخر ترتخي قليلًا «لنذهب لمكتب ويليام الآن حسنًا؟»
دخل الشابان مكتب الرئيس بعد أن ألقى ليو التحية عليهما ليرا جيمين موجودًا هناك أيضًا «ما بالكم مجتمعون هكذا حول الشاشة؟» سأل جونغكوك فور دخوله ورؤيته للجميع متجمهرًا حول شاشة حاسوب ويليام.
«ماذا حصل؟ هل نزلت أحلام من الحافلة؟» سأل تايهيونغ متجهًا ناحية الواقفين بجانب ويليام «هل هي بخير؟»
«لقد وجدها جون، أخذها وديفيد لمنزلي حيث ستعتني بها أوليفيا.» أخبره ويليام بهدوء «أُخذت أحلام من الحافلة قبل أن يعرف جون بذلك، لحسن الحظ أنه استطاع تتبع هاتفها ووجدها.»
«أين وجدها؟ هل هي بخير؟» سأل ولم ينتظر الجواب بل استدار على الفور قاصدًا الذهاب لحبيبته «سأذهب لمنزلك أنا أيضًا.»
أمسك جيمين بطرف كم تايهيونغ ليوقفه «اهدأ قليلًا.»
«بالله عليك كيف تتوقع مني أن أهدأ وحبيبتي قد خُطفت؟!» زجر به «ألا تفكرون أيها البشر بعقولكم؟ أتعتقدون أنني سأقول: أوه حسنًا هذا يعني أنها بخير، ثم أعاود العمل وكأن شيئًا لم يكن؟!»
لم يتوقع جيمين هذا من تايهيونغ، لكنه لم يستغرب هذا الانفعال أيضًا؛ فلو خُطفت زايا لكان حاله أسوأ بكثير من هذا الأخير «لم يقُل أي منا ذلك، لكن جون قد وجدها الآن وهي بخير. لا داعي لأن تذهب لها على الفور، بل عليك أن تتحكم بأعصابك وتفكر بعقلانية لتعرف من الذي فعل هذا بها.»
سخر تايهيونغ «يونجين هي من فعلت ذلك بها، ليس هذا السؤال بالصعب.»
«ألا تعتقد أنه من المستحيل أنها قد فعلت ذلك بمفردها؟ لن تتمكن من اختطاف أحلام هكذا حتى لو ساعدها بارك دوكسو.» برر جيمين «لم يأتِ كلاهما للندن إلا حديثًا، ومن غير المعقول أنهما سيتمكنان من اختطاف فتاة بالغة وأخذها لمستودع مهجور دون أن يلحظهما أحد.»
لم يبدُ الاقتناع باديًا على وجه تايهيونغ بعد، فقرر ويليام أن يتدخل «هوِّن عليك تايهيونغ، يودُّ روبرت هنا أن يطرح عليكم بعض الأسئلة عن يونجين ودوكسو، يمكنك الذهاب لأحلام بعد أن تجيب عليها.»
أومأ تايهيونغ برأسه موافقًا «حسنًا... لكن ما هذا الذي تنظرون له بالشاشة؟»
ألقى جيمين وويليام نظرةً خاطفة لبعضيهما، ثم أشار ويليام لتايهيونغ بالاقتراب. لربما لم تكن تلك فكرةً حسنة، فلا أحد سيود أن يرى شخصًا يعرفه موثقٍا بالحبال على كرسي صدئ، وبالطبع لم يرد تايهيونغ أن يرى أحلام بهذا الشكل أبدًا.
بجانب صورة أحلام كانت صورة أخرى لملاحظة صغيرة قد كتبتها يونجين على ورقة أُلصقت بملابس الفتاة، كُتب بتلك الملاحظة تحذير آخر للجميع «اعتبروا هذا تحذيرًا كي لا تحاولوا التملص من تسليم النقود. لديكم ثلاثة أيام وإلا سيحصل ما هو أسوأ بكثير.»
شهق تايهيونغ، وزادت شدة قبضته على نفسها حتى غار شيء من راحة يده للداخل بسبب أظافره... لو لم تخرج أحلام لما حصل شيء، لو لم تتعرف عليه أحلام لما أصابها شيء، لو لم يُحبَّ تايهيونغ أحلام لما مسها شيء، وبما أن الذنب ذنبه فعليه تصحيحه مهما كلَّف الأمر.
شعر تايهيونغ بيدٍ حطت على كتفه أفاقته من حلَقة تأنيب الضمير التي وقع بها، كانت تلك يد روبرت الذي جره للجلوس على أبعد أريكة موجودة بالمكتب ليطرح عليه أسئلته ويدون الإجابات بدفتر ملاحظات صغير.
«ما هي طبيعة علاقتك مع ويليام؟» سأله الشرطي رغم علمه بالإجابة مسبقًا كونه أحد معارف ويليام.
لم يكن تايهيونغ يحب التحدث عن علاقته مع الآخر؛ لأن التحدث عنها يعني التحدث عن ماضيه، والتحدث عن ماضيه يعني تذكره لما كان يتعرض له على يد والدته، وبالطبع لم يكن تايهيونغ ليرغب بأن يخبر شخصًا غريبًا بمعلوماتٍ شخصيةٍ عنه وعن حياته، لكنه مضطر لذلك إن أراد أن يتخلص من شبح ماضيه للأبد «ويليام قد تبناني.»
«هذا يعني أنك ابنه بالتبني صحيح؟» أكد الشرطي وتلقى إيماءة خفيفة من تايهيونغ «لكنك دائمًا ما تدعو نفسك بكيم تايهيونغ، ويناديك الجميع بكيم تايهيونغ أيضًا.»
«جيمين وجيون ينادياني بكيم تايهيونغ لأنهما على معرفة بي قبل أن يتبناني ويليام...» فسر تايهيونغ للرجل منزعجًا «يعرفني الباقي باسم كيم تايهيونغ لأنني كوري، ولو عرَّفت نفسي كتايهيونغ جين أو ارتديت بطاقة العمل التي كُتب عليها تايهيونغ جين لشكَّ كل من يعمل هنا بوجود علاقةٍ بيني وبين ويليام. بعد الشكِّ تأتي الأسئلة لتقطعهُ باليقين، ولست بمزاجٍ يسمح لي بالإجابة على أسئلتهم التي لن تنتهي، ألديك اعتراض على هذا؟»
«كلا، على الإطلاق...» كان تايهيونغ وقحًا وفظًا بالنسبة لروبرت، لكنه أكمل أسئلته دون أن يظهر أي تعبيرٍ يدل على ما يفكر به «متى كانت آخر مرةٍ رأيت أمك-»
«لا أم لي.» قاطعه تايهيونغ بحدة ليزفر الآخر ويعاود طرح السؤال «حسنًا، متى كانت آخر مرة رأيت بها كيم يونجين قبل أن تراها بإنجلترا؟»
- عندما كنتُ بالثانية عشر من عمري وطردتني من المنزل.
- ماذا عن بارك دوكسو؟
- قبل أن أُطرد أيضًا.
- هل لديك أي تواصل معهما؟
- رسائل التهديد التي وصلت وكون تلك المرأة تظهر من العدم.
- أمتأكدٌ من ذلك؟
- أجل أنا متأكد.
«أتعلم ما الذي أفكر به تايهيونغ؟» سأل روبرت بعد أن أغلق دفتر الملاحظات الصغير الذي كان بحوزته لينظر تايهيونغ له بعدم اهتمام وانزعاج، كل ما كان يريد فعله الآن هو الذهاب لمنزل ويليام ليرى كيف حال أحلام بعد ما جرى لها «أعتقد أنك تساعدهما بطريقة ما، وأعتقد أنك تعرف بنفسك ككيم تايهيونغ عوضًا عن تايهيونغ جين لأنك ما تزال ترغب بشيء يربطك بوالدتك الحقيقية.»
«عفوًا؟!» صرخ به تايهيونغ بغضب وانضم له صديقا طفولته «كيف تجرؤ على قول هذا؟!»
لم يرُق ما قاله روبرت لويليام أيضًا فرفع يده منزعجًا ليُخرس الجميع «هذا يكفي. تايهيونغ اذهب لأحلام.»
نهض تايهيونغ غاضبًا واندفع خارجًا من المكتب غير آبهٍ بالباب الذي صُفع وبالسكرتير الذي لم يملك أدنى فكرةٍ عن سبب خروجه غاضبًا هكذا، أما روبرت فقد أكمل استجوابه مع جيمين بالطريقة المستفزة ذاتها.
«متى كانت آخر مرة قابلت بها والدك؟» سأل روبرت بنفس النبرة التي توحي وكأنه يعلم كل شيء في الحياة.
«عندما كنتُ بتايلند فور بلوغي السادسة عشر.» أجاب جيمين محاولًا تمالك أعصابه.
دون روبرت إجابته وطرح سؤاله الثاني «متى تعرفت على حبيبتك؟»
رفع جيمين حاجبه مستغربًا ومنزعجًا أيضًا «وما دخلها بالأمر برمته؟»
نقر روبرت بقلمه على حافة دفتره «لقد عرف والدك مكان عملك بسرعة، قد تكون تتواصل معه.»
«عفوًا؟!» كان ذلك كافيًا لإغضاب جيمين، فنهض من مكانه قابضًا يديه راغبًا بلكم ابتسامة هذا الرجل عن وجهه لولا أن جونغكوك أمسكه وحال دون ذلك «يستطيع معرفة مكان عملي بنقرة زر على شبكة الإنترنت، لا شأن لحبيبتي بما يجري! أدِّ عملك جيدًا بدلًا عن رميك للاتهامات هكذا!»
تجاهل روبرت فوران جيمين ونظر لجونغكوك مخاطبًا إياه «ما سبب قدومك لإنجلترا بينما لديك ألف دولة غيرها؟ ألا ترى ذلك مثيرًا للريبة ولو قليلًا؟»
أدار جونغكوك وجهه ناحية ويليام «مع احترامي الشديد لك ويليام، هذا المحقق لا فائدة منه.» ثم واجه روبرت مجددًا ورسم على شفتيه ابتسامة ساخرة «يوجد ما يُدعى بالقدر.»
بعيدًا عن المكتب المشحون وبمكان أقل إزعاجًا، كان تايهيونغ يسرع خطاه ليصل لغرفته بمنزل ويليام حيث أخبرته أوليفيا عن وجود أحلام بها. كان الخوف يُجمد أوصاله، ولم يزل عندما رآها نائمةً على سريره بوقتٍ غالبًا ما تكون حيويةً به.
اقترب منها وحرك رأسها بخفة كي لا يوقظها من نومها وكي يتأكد من عدم وجود أي كدمة أو جرح يدل على أنها قد تعرضت للأذى. عندما اطمأن من عدم وجود أي شيء بوجهها رفع الغطاء قليلًا عن جسدها ليرى ما إن كان هناك أي شيء، لكنه لم يجد سوى بعض الآثار الخفيفة للحبل الذي رُبطت به.
غطاها ثانيةً وقلبه لا يزال يتجرع مرارة التأنيب، جلس على الأرض ملاصقًا السرير وأمسك بكفها بخفة، رفعه لشفتيه وقبله بروية متمتمًا بوعده أنه سيحميها من أي مكروه كان. وضع تايهيونغ رأسه على السرير دون أن يترك كف الفتاة مهلكًا قلبه بلوم ذاته لما حدث وعقله بالتفكير بطريقة يتخلص بها من خطر يونجين على أحلام، غرقُ تايهيونغ بتفكيره أغفله عن استيقاظ الفتاة.
رأسها كان يؤلمها بشدة، فأعادت إغماض عينيها لتتذكر ما جرى. تذكرت أنها ركبت الحافلة وجلست بمكانها المعتاد بالخلف، ثم شعرت بمنديل يغطي فمها وأنفها فخدرها. فتحت عيناها لترى جون أمامها بينما لا تستطيع الحراك ولا تعي ما يجري، سألها إن كانت تتذكر اسمها وتاريخ اليوم ولم تستطع أن تقوم بشيء غير أن تومئ له برأسها محاولةً ألّا تستسلم للنوم ثانيةً، بعدها ساعدها جون على دخول السيارة حيث نامت مجددًا، والمرة التالية التي فتحت بها عينيها رأت نفسها هنا: بغرفة تايهيونغ بمنزل ويليام.
شعرت برأسها يؤلمها مجددًا فشدت يدها وأنّت جاذبة انتباه تايهيونغ الذي رفع رأسه بسرعة ومد يده ليأخذ كأس ماء كان موجودًا على المنضدة، أعطاها الكأس لتشرب وجلس على السرير أمامها «هل تشعرين أنكِ بخير؟» سألها بصوت مرتجف.
أومأت أحلام، لكنها لم تتمكن من أن تنطق بغير كلمة واحدة «تَعِبة...»
اقترب تايهيونغ منها أكثر وضمها لصدره لتغمض الأخرى عينيها شاعرةً بالدفء والأمان. أدمعت عينا تايهيونغ، ونجحت إحدى الدمعات بالتسلل على خده فمسحها بكتفه وهمس «أنا آسف.» لكن أحلام لم تقُل أي شيء ودفنت رأسها بصدره أكثر جاعلةً من دمعة أخرى تنزلق على خد الشاب.
بقى كلاهما على هذا الحال حتى سُمع صوت طرق الباب ودخلت أوليفيا حاملةً صينية طعام «صباح الخير، لقد سمعت بعض الأصوات فأعددت بعض الطعام للآنسة.» قالت بصوتها الحنون وهي تضع الطعام على المنضدة «كلي جيدًا.»
«شكرًا لك أوليفيا.» ابتسم تايهيونغ قليلًا للمرأة قبل خروجها ثم أمسك بالملعقة والصحن وبدأ يطعم أحلام بصمت.
لم تكن أحلام تمانع أن تُطعم نفسَها بنفسِها، كانت تملك طاقة كافيةً لفعل ذلك. لكنها لم ترد أن تقول شيئًا يضايق تايهيونغ، كما أنها لا تملك طاقة كافية لتجادله.
أنهت أحلام طعامها وأخذ تايهيونغ الأواني الفارغة للمطبخ بسرعة البرق -لأنه لا يريد أن يترك أحلام وحدها- وعندما عاد أشارت له أن يجلس بجانبها فوق السرير. جلس إلى جانبها وزحفت قليلًا لتلتصق به وتحيط جسده بيديها وكأنها دب كوالا «أنتَ دافئ...»
«أتريدين أن تنامي قليلًا بعد؟» سألها تايهيونغ بينما يعبث بشعرها مبتسمًا فهمهمت بإيجاب ليستلقي كلاهما على ذلك السرير.
طبع تايهيونغ قبلة خفيفة على رأسها دون أن يتوقف عن العبث بشعرها، ثم طبع قبلة أخرى على جبينها. فتحت الفتاة عينيها وهام كل منهما بالآخر، ثم أطبقا جفنيهما مجددًا ليتشاركا قبلة دافئة كانت كفيلة ليعرف كل منهما كم يحتاج الآخر ويشتاق له، قبلة قد أفصحت عن القلق الذي مر به تايهيونغ خوفًا على أحلام، وقبلة اعترفت بالأمان الذي تشعر به أحلام عندما تكون بأحضان تايهيونغ.
نام كلاهما مجددًا مرهقين، بينما كان غيرُهما مستمرًا بالعمل حتى حان وقت الانصراف والعودة للمنازل. كان جونغكوك قد أنهى ما بيديه للتو وذهب لمكتب تيما الضجِّرة كونها وحيدة ذلك اليوم كي يخبرها بأنه سيوصلها للبيت.
«أنتِ تعرفين أن ويليام هو الوصي على تايهيونغ صحيح؟» سأل جونغكوك تيما التي أومأت بعد أن ركبا السيارة يقودها جورج الذي قد عينه ويليام كحارس شخصي لجونغكوك «لكننا لم نخبرك كيف أصبح الوصي عليه، وبما أن الوضع خطرٌ الآن فأعتقد أن عليكِ أن تعرفي ما يحدث.»
بدأ جونغكوك يُخبر تيما بإيجاز عن يونجين ودوكسو، عن تعنيفهما لتايهيونغ وجيمين في صغرهما، عن ظهورهما مجددًا، عن تهديد يونجين لتايهيونغ بأحلام، وأخيرًا عن اختطافها لأحلام صباح اليوم.
«تبًا، هذا سبب غيابها وعدمِ ردها على أيٍ من رسائلي...» تمتمت تيما بخفوت «أين هي أحلام الآن؟»
«إنها بمنزل ويليام، لكنها ستعود لشقتها مع بعض الحراس بعد قليل.» أجابها «عليكِ أن تأخذي حذركِ أنتِ أيضًا؛ فنحن لا نعلم ما قد يفعله أولئك الاثنان.»
- لم أتوقع أن يصل الأمر إلى هذا الحد..
- أحضر ويليام شرطيًا من معارفه ليُساعد، لكنه يشك أن تاي متعاونٌ مع يونجين. قد يستجوبك أنتِ أيضًا ليحصل على مزيد من المعلومات.
- لا أعتقد أنه سيفعل لكنني سأساعد بقدر استطاعتي.
وصلت السيارة لمبنى تيما السكني ونزل جونغكوك معها ليوصلها لباب شقتها «أعتقد أن على جورج أن يبقى هنا ليتأكد من ألّا يتعرض لكِ أحد.»
«لا داعي لذلك، أنتم الخمسة معرضون للخطر أكثر مني بكثير.» ثم ابتسمت وأضافت «بالإضافة إلى أنني أقوى مما تعتقدون.»
ابتسم جونغكوك، لطالما استطاعت تيما تغيير مزاجه بسهولة «تصبحين على خير.»
«لحظة جونغكوك!» نادت تيما بسرعة «من ستأخذ معك لحفلة الشركة يوم الجمعة؟»
«هل تذكرين عندما أخبرتكِ أنني يتيم؟» أومأت الفتاة غير عالمة ما دخل يتمِ جونغكوك بالحفل «لقد وجدتُ أختي الحقيقية، لذا سأحضرها معي لنقضي بعض الوقت قبل أن تعود لكوريا.»
«أوه أنا سعيدةٌ لأجلك حقًا!» زادت ابتسامة تيما وسعًا «لا تنسَ أن تعرِّفها على أفضل صديقة ستحصل عليها بحياتك كلها.»
ضحك جونغكوك مجددًا وتمنت له تيما ليلة هانئة قبل أن يغادرَ وتدخلَ لشقتها، أخرجت هاتفها من حقيبتها بعد أن خلعت زوج حذائها ونقرت على إحدى جهات الاتصال المسماة: أبي، لم تمرَّ إلا ثوانٍ حتى رُفع الهاتف وتحدثت تيما «مرحبًا، كيف حالك؟ أعتقد أنني بحاجة إلى مسدس.»
صوت المسدسات كان واضحًا ببيت ويليام، ليس لأنها تُستخدم، لكن لأنها تُحشى بالرصاص تأهبًا لأي دخيل. فقد شددت الحراسة أكثر بعد اختطاف أحلام، والحرس الذين سيأخذونها لشقتها لن يترددوا بإطلاق النار على أي شخصٍ مشبوه على الرغم من أن تايهيونغ كان من أشد المعارضين لعودتها.
«سأعود معها إذًا!» كان خوف تايهيونغ قد بدأ يتحول لغضب، ولم يكن مقتنعًا بأي شيء يقوله ويليام.
- لا تستطيع أن تذهب معها لأن الحرس سيبقون هناك ليراقبوا المكان ولن تستطيعَ العودة للبيت.
- حسنًا إذًا سأبقى هناك.
- لا يمكنك ذلك، عليك أن تكون هنا.
- ولمَ علي أن أكون هنا؟
سحبت أحلام تايهيونغ للجانب قبل أن يتفاقم غضبه ويتشاجر مع ويليام متحدثًا بكلام لا يقصده، عانقته لأن العناق مهدئ فوري له ثم أمسكت بيديه «لن يصيبني أي مكروه، يوجد معي أربعة حراس شخصيين، وسأقفل الباب وأتأكد من أن جميع النوافذ موصدة بإحكام فور وصولي للشقة.»
زفر تايهيونغ نفسًا مرتعشًا «لا زلتُ خائفًا، لا أعلم ما سيحدث بي إن أصابكِ مكروه مجددًا.» قطب حاجبيه ووضع جبينه على جبينها هامسًا «كان خطئي أنكِ خطفتِ المرة الأولى، لا يمكنني أن أسمح بحدوث مرة ثانية.»
انتهى الحراس من الاستعداد للذهاب ونادى أحدهم أحلام ففصلت العناق، لكن تايهيونغ أعادها واحتضنها مجددًا ثم قبلها بهيام قبل أن يهمس مرة أخرى «سأتصل لك، وعليكِ ألّا تنهي المكالمة حتى تصلي للشقة وتتأكدي من إحكام غلق كل شيء.»
أومأت أحلام وقبلت وجنتي الأسمر وبعدها شفتيه بسرعة لتغادر، وفورما حطت قدمها خارج منزل ويليام حتى بدأ هاتفها يرن معلنًا اتصال تايهيونغ، وفت أحلام بوعدها وبقت تتحدث معه بهمس طوال الطريق.
عندما وصلت للمبنى السكني خرج معها حارسان وبقى الآخران بداخل السيارة، انتظر أحد الحارسين أمام باب الشقة بينما دخل الآخر معها للداخل ليتأكد من عدم وجود أي شيء مثير للشبهات بالداخل وتأكد من إحكام غلق النوافذ قبل أن يخرج ليقف بجانب زميله أمام الباب.
«كل شيء على ما يرام بالشقة.» أخبرت أحلام تايهيونغ الذي ما زال قلقًا وغير مرتاحٍ لكون فتاته بعيدة عنه، لكنه حاول أن يتغاضى عن خوفه لأجلها.
«حسنًا...» أخذ نفسًا عميقًا ثم تحدث بجدية مطلقة «ارتاحي الآن، لا تفتحي الباب لأي شخصٍ كان، وإن حدث أي شيء فاصرخي بأعلى صوتكِ ليسمعك الحرّاس.»
«حاضر.» ضحكت أحلام بخفة ليبتسم تايهيونغ أيضًا وقد هدأ قليلًا «أحبكِ، تصبحين على خير.»
«أحبكَ أيضًا، تصبح على خير.» أنهت المكالمة ولم تلبث ثانيةٌ حتى رن هاتفها مجددًا، غير أن هذه المرة كانت تيما هي المتصلة «مرحبًا تيما.»
- كيف حالك أحلام؟ هل أنت بخير؟
- أجل، هل علمتِ بما حدث اليوم؟
- لقد أخبرني جونغكوك بالأمر.
بينما كانت الفتاتان تتحدثان عن كل شيء ولا شيء، كان جيمين متوترًا قلقًا بينما ينتظر أن تصل حبيبته من عملها، كيف سيستطيع أن يخبرها بشأن ما حدث دون أن تهلع وتجزع؟ لم يملك أي وقت للتفكير بطريقة، فالباب قد فُتح لتظهر زايا من خلفه.
ابتسم لها ابتسامة خفيفة ثم تحدث لاحقًا إياها للغرفة «زايا... سأخبرك بشيءٍ ما لكن عديني أنكِ ستبقين هادئة.»
«هل أصاب أحلام مكروه؟» سألت زايا على الفور خائفة وقلقة.
استغرب جيمين، هل من المعقول أن زايا قد سمعت شيئًا؟ «وما أدراكِ أنني كنتُ سأحدثك عن أحلام؟»
«لقد كنت أشعر بشيء ما بقلبي منذ الصباح فحادثتها لكنها لم ترد على أي من رسائلي.» أخبرته على عجل «عندما حاولت الاتصال بها كل ما كنت أسمعه هو صوت تلك المزعجة التي تقول 'إن الهاتف المتنقل المطلوب لا يمكن الاتصال به، يرجى إعادة المحاولة لاحقًا'»
«أوه..» همس جيمين لتصرخ به زايا بغير صبر «أخبرني ما الذي حصل فورًا!»
«حسنًا سأخبرك لكن أريدك أن تهدئي وتتذكري أن أحلام بخيرٍ الآن وبشقتها ويوجد حرس خارج بابها.» قال لها في محاولة لطمأنتِها لكن كل ذلك قد أحدث أثرًا عكسيًا.
«لمَ الحرس؟! ما الذي حصل؟!» شهقت زايا «هل فعلت يونجين شيئًا لها؟! تحدث!»
«لقد اختُطفت أحلام صباحًا لكن لم يفعلوا لها أي شيء، قيدوها بمستودع كتهديد ليحصلوا على عشرة ملايين دولار-» كاد جيمين أن يكمل لولا خروج زايا المفاجئ من الغرفة «إلى أين أنتِ ذاهبة؟َ!»
«إن كنتَ تعتقد أنني سأجلس هنا مكتوفة اليدين بعد أن تعرضت صديقتي للاختطاف فتوقعك خاطئ.» أخذت مفاتيح سيارتها ومعطفها مجددًا متجهةً نحو الباب «أنا ذاهبة لشقة أحلام.»
«حسنًا حسنًا انتظريني سآتي معك.» أخذ جيمين معطفه بسرعة أيضًا ولحقها «الوضع خطرٌ ولن أسمح لكِ بالقيادة وأنت قلقة ومنفعلة هكذا.»
كما قال جيمين، لم يسمح لزايا بالقيادة. كان يعلم أنها ستخالف كل القوانين المرورية بسبب قلقها وهما ليسا بحاجة للدفع لأي مخالفات مرورية. فتحت زايا باب السيارة فور وصولهما للمبنى السكني وكادت تنزل لولا أن جيمين أمسك بيدها كي لا تخرج.
«زايا، اهدئي قليلًا، لا يمكنك النزول وحدكِ عليّ أن أكون معك كي لا يصيبك أي شيء.» جلست زايا مكانها دون أن تقول أي شيء وانتظرت حتى أطفأ جيمين السيارة وفكَّ حزام الأمان ثم خرجت بذات اللحظة التي خرج بها وجرته من يده ليصعدا للشقة.
لم يسمح الحارسان لزايا بالدخول على الرغم من أنها أخبرتهم بأنها صديقة أحلام، لا تستطيعُ لومهم في الحقيقة، لكن خوفها وقلقها بدآ يلجمانها وكادت تبكي لولا أن جيمين قال لها أن تتصل لأحلام لتفتح الباب بنفسها، ففعلت.
فورما فُتح الباب اندفعت زايا للداخل وأمسكت برأس أحلام بقوة تتفحصه يمنة ويسرة كي تتأكد أنها لم تُصب بأي شيء حقًا.
«هل تأذيتِ؟ هل فعلوا لك أي شيء؟» سألت بسرعة فهزت أحلام رأسها نفيًا بالسرعة ذاتها.
انهمرت دموع زايا فجأة واحتضنت صديقتها بقوة «كنتُ خائفة للغاية لأنك لم تردي على أي من رسائلي أو اتصالاتي!»
«آه.» تنهدت أحلام براحة «ها قد عادت زايا الحقيقية التي تبكي دائمًا.» على الرغم من أن أحلام قد اختُطفت صباحًا إلا أن زايا لم تسمح لها بالسخرية منها وضربت كتفها بيدها بقوة.
«لا يهم...» تمتمت زايا بعبوس بينما تمسح دموعها عن عينيها الحمراوين «اذهبي ونامي، لا شك أنكِ متعبة الآن والوقت قد تأخر. لقد أتيت لأتأكد أنك بخير فحسب. تصبحين على خير.»
خرجت زايا بعد سرقتها لبعض المناديل الورقية لتكفكف بها دموعها، وأما أحلام فقد استلقت على سريرها تنظر لدمية النمر وتفكر بما قد حدث اليوم. كان يومًا صعبًا ومليئًا بالأحداث... لقد تحولت حياتها لفلم.
—————
اولًا: شرايكم وانه راجعة بفصل فيه أكثر من ثلاثة الاف كلمة☺️
ثانيًا:
شكرًا شكرًا شكرًا من كلللل قلبي على ٥ الاف قراءة😭💙💙
ممكن ناس يشوفون هالشي تافه وممكن ناس يشوفونه شي قليل لانها ٥ الاف مو مليون، لكن بالنسبة لي هذي وااايد مهمة.
اول هدف كنت حاطته في بالي لأحلام هو انها توصل ٥ الاف، من لما نشرتها قررت اني بحتفل لما توصل للخمسة وفعلًا احتفلت لما وصلت بتاريخ ١٨ يونيو
وربعي عززوا لي وأحلام الحقيقية (يعني البنت الي اخذت منها شخصية أحلامي) رسلت لي باقة ورد
عندكم ربع جي يعززون لكم؟🥺💙💙💙💙
صج ان الهدف كان ٥ الاف قراءة في سنة لكن بعد انها وصلت لهالعدد فرحني وايد
وضحكني شوي ان روايتي الثانية: أمنية النجوم وصلت الى ٥ الاف اليوم الي بعده بالضبط😂😂😂
أحلام هي اكثر رواية تعبت عليها فعليًا، اسهر عليها وادقق في تفاصيلها وابحث لها وايد عشان ما احط معلومات غلط.
أحلام هي شغفي وحدي شاكرة اني بديت اكتبها.
وحدي شاكرة لكل شخص شاف انها تستحق القراءة والتعليقات والأصوات، صح اني احب اقرأ تعليقاتكم وأرد عليها والتصويت يخبرني اذا انتوا مستمتعين بالرواية او لا لكن انكم ماتحطونهم ما يهمني بقدر ما يهمني انكم تستمتعون بالرواية💙💙
شكرًا من كل قلبي لكم وأتمنى ان أحلام تكون من رواياتكم المفضلة وتظلون تحبونها للنهاية💙
شكرًا مرة ثانية، أحبكم 💙💙💙
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top