حادث مرعب
☆☆☆☆☆☆ حادث مرعب ☆☆☆☆☆☆
لقد كان الجو هادئا و كالمعتاد ذهب يوسف لزيارة أحد المسرحيات التي تقام على مدى استقرار المهرجان...
يوسف هو أحد الكتاب الفضوليين من الأساس، و هو رجل أعزب لم يبلغ الأربعين من عمره، استكمل دراسته في أكبر الجامعات الموجودة بعصره ، نظرا إلى أن عائلته كانت من طبقة النبلاء. استأجر يوسف منزلا ليس بفخم و لا بسيط أو هما معا!
عاش بعيدا عن أهله معتمدا على نفسه، و قد ذهب تلك اللية لحضور مسرحية "كسارة البندق" و لكنه فوجئ بأن و جد بعد وصوله الفراغ ، لا أحد هناك مع أنهم اعتادو إقامة أي حدث، أي أحدث في ذلك المكان، استغرب و قال في نفسه:
يوسف:
_ ولكن هل تم تأجيل المسرحية... توقعت أن يكون المكان مزدحما بالزوار.
و فجأة شعر أن أحدا يقترب منه ، يتسلل من خلفه ببطء. تسلل الرعب إلى قلبه و بدأت يداه ترتجفان مع أنه لم يكن متأكدا مما يشعر به -إلا أن شعوره صادق دائما- فالتفت بسرعة عند العد إلى 1، 2، 3، 4...10 .
و لم يجد أحدا هناك ظن أنه كان يتخيل لكن لم يستطع تفسير ذلك الشعور الممزوج بالقلق و التفاجئ... و عندما التفت أمامه ليعود إلى سيارته ذات الطراز القديم - نظرا إلى أنهم في عصر ليس بقديم- فظهر من العدم رجل غريب الهيأة، قصير القامة، شبيه بالأقزام، يعتمر قبعة مستديرة يبدوا عليها الإهتراء، و ثياب مرصعة بخيوط ملونة ، استطاع يوسف أن يستظهر مواصفاته بسبب ضوء القمر المكتمل، هلع فعاد بضع خطوات معدودات إلى الوراء، و راح يحملق بعينيه حوله و هو يقول.
يوسف:
_ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أعوذ بالله من ...
ثم اقترب منه القزم بهدوء و بروية، و قدم له ملصقا يغطيه سائل أحمر كالدم، ربما كان دم بالفعل! استلم يوسف الملصق و بدى له كأن القزم يتفحصه بعينيه و هو يتمتم بكلمات غير مفهومة نوعا ما.
مسح بيده على الملصق لتتضح صورة شخص مشوه الوجه، تغطيه آثار الحروق و يستقر بأعلى رأسه فأس صغيرة، شعر يوسف بالإرتباك و الدهشة و بينما يداه ترتجفان دونما شعور، أتمم القراءة و كان العنوان بلون باهت ، بارز وسط تلك الورقة المبللة بالدم -أو سائل آخر فهو لم يكن متأكدا- كان العنوان "كسارة البندق" .
فقبل أيام أتاه رسول في منتصف الليل بظرف أسود اللون، و له ختم ذو شكل غريب جدا، يشبه رمزا ارتأته عيناي من قبل في مكان ما . طرق هذا الشخص الباب ثلاث مرات، و في كل مرة كانت تزداد صخبا، و من ثمة فتح يوسف الباب مندهشا...
كونه يوسف كاتبا فضولي يحب القراءة و فن المسرح، وافق على مشاهدة المسرحية مع أنه لم يسمع بها من قبل .
ثم أخذ القزم يجره نحو كوخ خشبي مهترء ، ذو نوافذ بالية و مكسورة، و باب... ليس له باب!!.. كان مفتوحا! لكن أحدا لا يجرؤ على اقتحامه .
و ما لبث القزم أن أفلت يوسف حتى تسمرت قدميه عند مدخل الكوخ، و قد وضع يوسف الملصق الملطخ بالدم في جيب سرواله و أخذ يغلق سلسلة سترته القطنية لسبب الكتبان الريحية المنبثقة من قلب الكوخ الخشبي.
لحظات فقط ثم قذف القزم بيوسف نحو الداخل، فإذا بالأرضية المهترئة تتكسر و تصبح أجزاء ، لتكون فيما بعد صضوعا كبيرة، تشع من خلالها أضواء تعمي الأبصار. فضلا عن أن يوسف فقد بصره برهة من شدة سطوع الضوء.
فضل المسكين يسقط في تلك الهاوية عديمة القاع -و ربما لساعات - ، فتح يوسف عينيه بهدوء و بروية، أملا أن يتوقف بصره كالمعتاد ، على صورة عائلية ، له مع كافة أفراد عائلته الصغيرة، و المعلقة على الجدار المقابل حيث كان سريره .
لكنه يال الفاجعة ، خاب ظنه ، فقد أفاق على صورة وجه غريب عليه كانت امرأة آية في الجمال، و صوتها في غاية الرق و الحنو، و هي تنادي .
ليليان:
_ سيدي ، أنت بخير؟!..
لكن يوسف كان تحت تأثير مخدر السقوط الشاهق ... فلم يستطع أن ينطق بحرف، فإذا بها -المرأة- تصب على وجهه ماء كالسيل يجري عبر تجاعيد وجهه الغير الواضحة تماما، فتح عينيه ببطء شديد ...
راح يتأمل فتاة شديدة الحسن أمامه، ثم انتفض من مكانه بسرعة، و قد احمرت مجنتاه من شدة الإحراج.
لقد كانت فتاة تصغره بحوالي خمس أو ست سنوات، كانت تبتسم في وجهه كالملاك تماما، لكن نظراتها إليه أشعرته بالإحراج و خاصة أنه مستلق في سرير مهترئ و قد كان جسمه ملفوفا بالضمادات التي يتخللها لون أحمر فاقع. بعد أن استقر يوسف على السرير و قد كانت عيناه تدوران في الغرفة قالت له.
ليليان:
_ أخيرا استيقظت...؟!
ثم ابتسمت و تركت له المجال لطرح التساؤلات، و هذا ما حصل، استغل يوسف الفرصة لينهال عليها بتساؤلات لا متناهية و مختصرة، فلم تفهم ليليان أيا مما قاله فقد قال يوسف.
يوسف:
_ من؟ أين؟ متى؟ كيف؟ ماذا؟ لماذا؟ ماذا تكونين؟ من هو؟ كيف؟ ما هذا؟ لماذا هذا؟
هل أنا...؟!
قاطعته ليليان و هي تنفجر من شدة الضحك، قائلة.
ليليان:
_ نعم..لا..أظن ذلك..من يدري..وقتما تريد..لا أظن..لست متأكدة..و لا...
يوسف:
_ماذا...؟!
ليليان:
_رويدك، أنا لست آلة لأستوعب كل هذه الأسئلة...!
يوسف:
_ و لا أنا... لم أفهم أي كلمة مما قلته...!
ليليان:
_ أجل أعلم... فعلت ذلك لأوقفك عن طرح الأسئلة و الإستفسارات التي لا أدري من أين
أتيت بها...!
يوسف:
_ آه... آسف كنت مرتبكا بعض الشيء... لدى... سأطرحها علك شيئا شيئا...حسنا؟!...
ليليان:
_ تفضل...!
يوسف:
_ حسنا...أولا...من هو ذلك الرجل و من أنتي؟
ليليان:
_ أنا اسمي ليليان... و عن أي رجل تتكلم...؟!
يوسف:
_ القزم الذي قدم لي الملصق، و الذي دفعني في ذلك الكوخ...!
ليليان:
_ لا أدري لقد وجدتك مغمى عليك فأحضرتك إلى هنا...لكن، كيف هو شكل القزم ...؟
قام يوسف بوصف شكل القزم الغريب.
ليليان: "بصوت منخفض"
_ إنه زين ...!
يوسف:
_ من ...؟ لا يهم علي الذهاب... بالمناسبة أين أنا ...؟
ليليان: "بحزن"
_ لا .. لا يمكنك المغادرة ...
انتفض يوسف من على الفراش القديم المغطا بالغبار، و انسحب من أمامها في وقوف المتأهب.
يوسف:
_ إذن أنت من طرف القزم صحيح ... أنتم متفقون علي ها ...
هزت ليليان رأسها نافية ما قيل.
ليليان:
_ بل من طرف غارا ...
التفت يوسف نحوها و قال بنبرة جادة.
يوسف:
_ و من غارا هذا ...؟ ها ...؟
غمر المكان صمت ثقيل إلى أن قاطعه وقع خطى بطيء يتقدم نحوهما، إلى أن اقتحم الغرفة الضيقة التي تشبه القبو.
☆☆☆☆☆☆ هل أعجبكم البارت الأول؟ ☆☆☆☆☆☆
إنها أول محاولة لي في روايات الرعب لدى ... إعذروني إن كان البارت قصيرا أو غير مرعب كفاية.
و إذا كان لكم أي استفسار فأنتظركم في التعليقات.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top