طعنه القدر. 2

(1/3/2017)

أمسكت بيدي تلك الفتاه ، وضعت ورقه صغيره بها ثم نضرت في عيني الخاليه وقالت... لأني ارى الحياه في عينيك.
ثم التفتت ورحلت لم تنظر خلفها حتى.

رفعت يدي بثقل فأنا أقف هنا منذ نصف ساعه وقد تخدرت يداي بل كامل جسدي من البرد.... فتحت  الورقه... مكتوب... 1/1/2019 (عنوان متنزه في ال 9)
ما هذا.....؟
لم أفهم في أول برهه.... ثم أدركت هذا التاريخ بعد عامين تقريباً..... هل هي مجنونه؟

لأول مره منذ ثلاث سنوات من اليأس شعرت بأمل في قلبي....فمنذ ان اكتشفت اصابتي بالسرطان قبل 3 سنوات وانا لم أرى سوى الناس اليائسين حولي، ولم أشعر بشيء سوى اليأس، شعرت ان هذا الشعور الجيد كل ما احتاجه، وسأكتفي به لما تبقى بحياتي، نضرت إلى السماء...... وقلت انا اكره نفسي، واكره كل شيء لكنني سأعيش حتى آخر لحظه لأجل من احب.................

جلست ببطئ على السياج ثم نزلت وضعت قدمي الحافيه على الأرض تأوهت من شده الألم فلم تستطع قدمي ان تحملني فسقطت ارضاً..... بقدر ماكان الألم مبرحاً الآ انه لم يتفوق على ألم قلبي...
وهو يختلط مع ألم تلك الفتاه التي لم التقي بها سوى منذ 5 دقائق..... دموعها كانت صادقه ونقيه بحق.......

ياااااااا سيد بيون هل انت بخير ماذا تفعل هنا؟كنا نبحث عنك في كل مكان.
(صرخت الممرضه بينما تركض بأتجاه بيكيهون)

انا بخير..... سأكون بخير (قال بيكيهيون بينما أمسكت الممرضه بيديه لتساعده على النهوض)

انا لن استطع ان أحملك لوحدي سيدي انتظر سأجلب المساعده واعود(قالت الممرضه ثم تركت بيكيهيون متكئاً على الجدار لتغادر)

سأكون بخير انا حقاً سأكون بخير... (قال بيكيهيون بصوت مرتجف و بأبتسامه بينما سقطت دمعه من عينيه )
________________________.        
     (اليوم التالي 2/3/2017 الساعه ال 8 صباحاًفي غرفه الطبيب)
اذاً سمعت ما حصل معك البارحه هل انت بخير (سئل الطبيب بيكيهيون الذي كان يجلس أمامه بقلق)

انتم تبالغون كنت استنشق الهواء فحسب (قال بيكيهيون بأبتسامه جانبيه مزيفه)

على كل حال سيد بيون يجب أن تكون أكثر حذراً....كما تعلم انت لست بحال جيده.... لذا هل انت متأكد من رغبتك في ترك العلاج الكيمياوي(سئل الطبيب بعد أن شابك يديه ليضعها على المنظده أمامه)

اوه انا هنا بشأن هذا.... اريد الأستمرار في العلاج(قال بيكيهيون بتوتر لكن مع امل، الكثير منه)

لكن سيد بيون كنت البارحه واثقاً من انك تريد ترك العلاج..... ما الذي غير رأيك؟ (سئل الطبيب بتحير)

الأحتماليات..... هي ما غيرت رأيي مع القليل من الأمل وكره النفس(قال بيكيهيون بأبتسامه على وجهه بطريقه ساخره)

الأحتماليات؟... انها خمسئه بالمئه فقط.... ثم كما اخبرتك ربما تجعل من حالتك تسوء اسرع وستكون اكثر ايلاماً(قال الطبيب بعد أن نهض من مقعده ليجلس أمام بيكيهيون)

خمسه بالمئه بالنسبه الي.... انها مئه بالمئه (قال بيكيهيون بأبتسامه مزيفه أخرى ودموعه تكاد تسقط من عينيه فهو يعلم أن نسبه شفائه شبه معدومه، وانه ربما يفقد حياته بوقت أبكر)

هل انت متأكد بني؟ (سئل الطبيب بيكيهيون بعد أن وضع يده على كتفه )
     
انا متأكد..... نعم خمسه بالمئه كافيه(قال بيكيهيون بأبتسامه)

كما تريد اليوم سنكمل علاجك الذي توقف منذ اسبوعين....وبأذن الله ستكون بخير (قال الطبيب بأبتسامه مفعمه بالأمل بعد أن طبطب على كتف بيكيهيون)

_________________________.         
      (30/4/2017 الساعه ال 6 مساءً)  (في غرفه بيكيهيون في المستشفى بعد شهران من تلقي العلاج)

بالكاد استطيع تحريك قدمي،رأسي  سينفجر اقضي حاجتي في أنبوب، واتنفس في آخر، واكل في آخر، جسدي يحتوي على ست فتحات ثلاثه في معدتي اثنان في أسفل بطني، واحدها في جانبي حالياً انه اليوم الرابع بدون نوم، لم انم سوى ساعتين بعد أن خدروني، امضي طوال الليل وانا اتألم، وفي بعض الليالي، انا فقط ومن غير أن أشعر ابدأ بالصراخ

أحياناً اندم لأنني لم ارمي نفسي من ذلك السطح في ذلك اليوم مضى شهران منذ أن بدأت تلقي العلاج، الأطباء يرون انها معجزه، لأنني اتحمل هذا الكم من الألم، ولم اموت بعد، لكنني اعتقد انني لن اتحمل، على الأغلب لست أنا من لن يتحمل.....!

بل جسدي لقد انهار وانا لا ألومه، كفاه الماً دعوني لا أفكر بنفسي فقط، جسدي اكتفى فهم لا يحقنون روحي بتلك الحُقن، بل جسدي من يحصل على 6 منها كل يوم.

انا ممدد على السرير منذ اربع ايام الأن، غير قادر على تحريك يدي او قدمي، أصبحت جثه ممدده فحسب،

امي تجلس على الكرسي الذي بجانبي وهي تبكي منذ يومان، نعم انها تحاول أن لا تسقط دموعها أمامي، لكنني لا ألومها، فأنا اتمنى ان اموت قبل أن أرى ابني يموت أمامي.

عشت طوال حياتي كفتى غني من عائله غنيه، لطالما فكرت انني سأموت في السبعون او الثمانون من عمري وانا اجلس مسترخياً في إحدى الجزر التي يملكها جدي،.

انا اندم بحق عن الكثير من الأشياء عدم زيارتي لقبر والدي، معاملتي السيئه لأمي، ولأنني لم احاول بقوه ان اجعل اخي يحبني، أو انني لم ألفت انتباه جدي اكثر، فهو حتى لم يتحمل رؤيتي اموت، كان يحاول ان لا يبكي لكنني رأيتها، تسقط، دموعه، ضن انني كنت نائماً قبل يومين عندما أتى، لكنني شعرت بحبه لي، حبه الذي لم يظهره لي منذ  23 عاماً.

اكثر ما كنت افكر به خلال الشهران الماضيان، تلك الفتاه التي اعطتني الأمل بالحياه والتي جعلتني أشعر بالحياه مجدداً، حتى على علم انني لن اعيش للتاريخ الذي كتبته لي، هذا مؤسف، انا قاتلت بقسوه، بكل جهد حتى اعيش، لكن مع الأسف شهران كانا كافيان، ليسحبا كل ما تبقى من الحياه في جسدي، انا حقاً مرهق، لذا سأستسلم اريد ان ارتاح حقاً.

نضرت إلى الساعه أمامي، لأعلم وقت وفاتي، الساعه ال 6 مساءً...... الأن انا حقاً مستعد للرحيل،كنت لازلت اسمع شهقات امي وهي تقول انا احبك، لكنني حتى لم يكن بأمكاني الرد اغمضت عيني...... لأغط
في نومً عميق.

_______________________.          
         (الساعه ال 10 وآل 30.دقيقه صباحاً )

انا بخير امي فقط نزلت لأستنشق الهواء، ثم اني  اريد ان احرك قدماي لا تقلقي سأعود في غضون دقائق انا سأغلق الأن وداعاً(قال بيكيهيون ثم أغلق هاتفهه بعد مكالمه أخرى من أمه لتطمئن عليه،)

نهض ثم امسك بعكازته التي تساعده على الحركه، ليعود إلى غرفته، بدأ بالسير حتى وصل إلى المصعد، ضغط الرقم 40.للطابق الأربعون، وعندما كان في ان انتظار ان يفتح المصعد نظر حوله ليرى ذات الفتاه، نعم كانت ذات الفتاه على السطح.

نضر إليها بصدمه ثم بدأ بالسير بسرعه نحوها، لكنها بدأت بالركض نحو باب المستشفى للخروج، أوقع عكازته ثم بدأ بالركض، خلفها وكان يصرخ، ياااااا أيتها الفتاه انتظري انتظري..............

توقفي،ارجوكِ توقفي (صرخ بيكيهيون بعد أن جلس معتدلاً على السرير وهو يلهث، والعرق يسقط من جبينه، وثيابه التي ابتلت عرقاً،)

بيكيهيون... بني هل انت بخير؟ بيكيهيون هل انت غير قادر على التنفس أأنادي الطبيب؟ (صرخت ام بيكيهيون بعد أن نهضت بسرعه وهي تمسك بيكيهيون من جانب كتفيه، كما اعتادت ان تفعل عندما يختنق او يتقيأ،)

لا امي انا فقط كنت احلم انا بخير(قال بيكيهيون بينما يحاول ان يجعل نبضات قلبه تعتدل من خلال التنفس المنتظم)

تنفس فقط سيكون كل شيء بخير (قالت والده بيكيهيون وهي تطبطب على كتفه بحنان)

امي هل انا حي؟ هل انا حي(سئل بيكيهيون بتحير وهو ينظر إلى امه بينما سقطت دمعه من عينيه)

اوه يا عزيزي..... نعم انت لاتزال حي... لا تقلق ستكون بخير(قالت بعد أن جلست بجانبه لتعانقه بقوه وهي تردد ستكون بخير عزيزي. )

______________________________________

(بعد عامين 30/12/2018 الساعه ال 8 مساءً)

كما اخبرتك..... هذه هي قصتي (قال بيكيهيون بينما يجلس في المقعد الخلفي في سيارته وهو يتحدث مع السائق)

اذاً سيدي هل شفيت من السرطان؟ (سئل السائق بيكيهيون وهو ينظر اليه من خلال مرآه السياره)

ياااااا ايها الأحمق الغبي.... بالطبع لقد شفيت انا هنا اتحدث معك (صرخ بيكيهيون بغضب بعد أن ضرب مقعد السائق بغضب)

ارجوك  اكمل لقد حمستني بالفعل ماذا حصل بعد أن استيقظت في ذلك اليوم؟ (سئل السائق بيكيهيون بفضول)

كريس اخبرتك بأن هذه هي النهايه... انا حقاً متعب لا تكن كالأطفال(قال بيكيهيون بتململ بعد أن اتكئ على مقعد السياره بأريحيه ليسند رأسه للخلف، فأغمض عينيه)

يااااا.... ارجوك  لقد مضى اسبوع وانا انتظر النهايه(قال  كريس بتوسل)

اوه تباً انت لن تتوقف أبداً لذا سأكمل....لكن انتبه للطريق ايها الأحمق (قال بيكيهيون بتهجم)

اوه نعم اكمل اكمل... سأنتبه(قال كريس بحماس)

جلس بيكيهيون بأعتدال ليكمل حديثه

اذاً في ذلك اليوم كان ذلك الحلم الحلم الأول الذي احلم به منذ أن بدأت بالعلاج.... في بعض الأحيان اضن انه هو ما انقذني من الموت...... اقصد الفتاه.

بعد ذالك اليوم عشت ايام صعبه كثيره لكنها كانت تصبح أسهل وأسهل..... عندما أخبرني الطبيب اني وبعد ست أشهر من العلاج...... وبمعجزه شفيت تماماً من السرطان.

كان ذلك اليوم من غير مبالغه هو الأسعد والأغرب على الأطلاق، فقط قبل 6 أشهر تماماً كنت أقف على حافه السياج للطابق الأربعون، بفكره ان اقتل نفسي.

ثم فجأه أتت فتاه مع ألم كبير وورقه صغيره استطاعت ان تنقذ حياتي.... كان هذا حقاً ذو معنى كبير.

هل تتذكر وجهها؟ (سئل كريس)

وجهها؟.... انا لن انساه أبداً على الرغم من انني لم انظر إليها سوى لدقيقه او اقل، بموقف محتدم، ونقاش حاد، انا اتذكر ملامحها الناعمه، عينيها الحالكه السواد، بياضها الناصع، خديها المحمرين بسبب البرد، وشعرها القصير، وغرتها التي كانت تلامس رموشها، وبالأخص صوتها ذو النبره الحاده الذي علق بذهني بينما تناديني بالأحمق(قال بيكيهيون مع تلك الأبتسامه التي ترتسم على وجهه عندما يذكرها كل مره)

واه..... هذا حقاً رومانسي جداً(قال كريس بسخريه وهو يضحك)

ايها الأحمق اصمت والأ(قال بيكيهيون بعد أن ضرب مقعد كريس مره اخرى بقدمه لكن هذه المره بقوه اكبر)

لا لا لا انا امزح انا اسف..... لكن ألم تبحث عنها..... ألم تعرف اسمها او اي شيء عنها؟ (سئل كريس بفضول)

لقد بحثت عنها لكنني لم أجد شيء، فلم أكن أمتلك اسمها او اي شيء عنها، فقط ظهرت مره واحده في كاميرا المراقبه في المستشفى في 1/3/2017 عندما تحدثت مع موظفه الأستقبال، وعندما سئلنا موظفه الأستقبال اخبرتنا انها لم تسجل اسمها فهي كانت قد اوصلت طرداً إلى صاحب الغرفه رقم. 110 احد الأغنياء اللذين طلبو ان يستسلمو طرودهم  بيد من احضرها.
وقد بحثت عن جميع الأماكن التي توصل الطرود لكنها شبح.

اوه ربما تعمل لدى شركه  توصيل غير مسجله(قال كريس بعد أن حرك حاجبه وهو ينضر إلى بيكيهيون في المرأه)

ربما.... (قال بيكيهيون بصوت خافت)

هل تريد أن ابحث انا اعرف الكثير منهم(سئل كريس بيكيهيون بأبتسامه)

لا..... على كل حال سنلتقي بعد يوم واحد(قال بيكيهيون بأبتسامه عريضه بعد أن أصلح ربطه عنقه بحماس)

هل تضن انها ستأتي(سئل كريس بسخريه)

بالطبع ستفعل ايها السافل(قال بيكيهيون بأبتسامه جانبيه بينما ضرب مقعد كريس بقوه لدرجه جعلته يصرخ، ثم نزل بيكيهيون من السياره فقد وصل أخيراً الى قصره.... قصر عائله بيون)

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top