الفصل الخامس: شيطان رونايدا(part1)

اهلا كيف حالكم😊
اعتذر على التأخير فقد انشغلت كثيرا الفترة الماضية..سأحاول جعل النشر منتظما قدر الامكان لكنني لا اعدكم بذلك فقد انشغل بسبب الدراسة💔
ارجو ان تعذروني حقا😔
سأترككم الآن مع البارت الذي انتظره الكثيرين😆

بالطبع لن تتضح شخصية شيطان رونايدا بالكامل في هذا الفصل فحسب بل ستعرفونه اكثر مع مرور الاحداث..ارجو حقا ان ينال البارت اعجباكم❤

تفاعلكم وتصويتكم وتعليقاتكم تهمني جدا ولا تدرون حجم سعادتي عندما أقرأ تعليقاتكم وحجم الحماس الذي تبعثه في نفسي لاكتب اكثر واكثر💔
اريد ان تعلقو على الفقرات أيضا..يسعدني ان اعرف رأيكم في كل جزء من القصة فأنتم من يحفزني للكتابة والنشر شكرا لكم حقا❤

                        ********

في ذلك المبنى الكبير،حيث تلك الأروقة الواسعة والغرف الكثيرة التي جعلته يبدو كالمتاهة تماماً.. وخارج إحدى تلك الغرف في ذلك الممر الطويل، جلس الجميع على مقاعد الانتظار الحديدية المصفوفة بعناية إلى جانب تلك الغرف..

بدت وجوههم متجهمة بينما ينتظرون هناك في صمت وترقب..
لم ينطق أي منهم بشيء،فقد خيم عليهم القلق لسيطر على تفكيرهم تماماً...

قطعت إيلينا ذلك الصمت الكئيب مخاطبة جيسي الجالسة إلى جانبها بقلق:هل ستكون بخير؟

تنهدت جيسي بضيق ثم نظرت إلى الغرفة لتقول برجاء:أرجو هذا حقاً!!

عندها تكلم روك قائلا بهدوء:ستكون بخير...أنا واثق من هذا!

نظر الجميع إليه،لكن أحداً لم يعلق على كلامه. بعد بضع دقائق خرجت ليندي وميسا من تلك الغرفة... كانت دماء آي قد كست معطفها الطبي الأبيض بلون أحمر قاني..
بدت منهكة ومتعبة جداً وهي تسير نحوهم بخطى متثاقلة...

نظر الجميع إليها وقد قامت كل من جيسي وإيلينا من مكانهما، أما روك فقد وقف أمامها ليسألها بانفعال: كيف هي الآن؟ أهي بخير؟!!

أجابت ليندي بارهاق:لا تقلق إنها على ما يرام...لا أستطيع القول أنها بخير تماماً فقد كانت إصابتها خطيرة جداً ، لكن على الأقل لم يعد هناك خطر على حياتها...

تنهد روك بارتياح ليقول: هذا جيد...

سألته ليندي باهتمام: ماذا عن ذلك الطفل؟ أهو بخير؟

روك: ان دايكي يعتني به في الغرفة المجاورة، ما يزال غائباً عن الوعي...

علقت ليندي باستياء:حسناً ذلك طبيعي جداً فقد فَقَدَ الكثير من الدم،في الواقع لقد استغربت كثيراً من أنه استطاع الصمود كل ذلك الوقت...

ثم سكتت وقالت:لكن حسناً...لا أعتقد أنه سيكون بمقدورنا المغادرة من هنا سريعاً, يجب أن تبقى آي هنا لبعض الوقت حتى تتحسن قليلا قبل أن نكون قادرين على نقلها إلى المقر..عليك أن تتحدث مع سايشو حول هذا الأمر...

روك: ما يزال سايشو في الخارج، يبدو أنه سيتأخر لبعض الوقت...

ليندي:امممم،حسناً لا بأس...سوف أذهب الآن لأطمئن على حالة ذلك الطفل،يمكنكم الدخول ورؤية آي

روك: ألا بأس في أن ندخل جميعاً؟

ليندي:لا مشكلة..المهم ألا تقتربوا منها كثيراً. قالت هذا ثم ذهبت إلى الغرفة المجاورة لغرفة آي وقد رافقتها ميسا في صمت.

دخل روك إلى تلك الغرفة ليلحق به كل من جيسي وجينيرو وإيلينا..بينما بقي فين وإيريك وليو ويولا جالسين على مقاعد الانتظار...

كان ليو منزعجاً جداً وقد بدا أنه على وشك الانفجار غيظاً في أية لحظة،كان يحرك ساقه ويضرب بها الأرض بعصبية بينما عقد يديه أمام صدره وأرخى نفسه على الكرسي بغيظ محاولاً تمالك أعصابه بصعوبة..

عندها وقف إيريك أمامه ليخاطبه بعتاب قائلا: ليو...لقد كانت تصرفاتك منذ موت دينيس تزعجني حقاً لكنني مع هذا لم أكن أنوي التدخل في ذلك، لكنك هذه المرة قد تجاوزت حدودك أكثر من اللازم!

عندها سأله ليو بحدة رافعاً حاجبه باستنكار: ما الذي تقصده بكلامك؟

أجاب إيريك بغيظ: لا تتظاهر بالغباء..إنني أتحدث عن ما قلته لروك قبل قليل، أنت تعلم أن روك قد تأذى بما فيه الكفاية بسبب موت دينيس،لم يستطع روك أن يسامح نفسه أبداً على ما حدث، ولا أن يعيش حياة طبيعية من بعد موته والسبب في ذلك هو أنت!
لأنك لم تسامحه فهو قد ظل هكذا يلوم في نفسه على كل شيء كالأحمق...إنه يعاني بما فيه الكفاية بسببك، ومع هذا فقد جعلته يتألم أكثر بسبب كلامك الغبي ذاك!

عندها قال ليو بعصبية: هل تلومني أنا الآن على ما حدث؟!

أجاب إيريك بحزم: إنني لاألومك، وأنت تعرف جيداً أنه لا أحد ملام على هذا! لا أنت، ولا روك أيضاً...لقد مات دينيس بسبب إهمالنا جميعاً! إلقاء المسؤولية على عاتق شخص واحد لن يفيدنا بشيء ، هل تعتقد أن دينيس سيكون سعيداً إذا ما علم أنك تتصرف هكذا؟!

عندها قام ليو من مكانه وقال بغضب: وما الذي تعرفه أنت؟! لا يمكنك أبداً أن تفهم ما أشعر به! لقد كان أخي يمثل كل شيء بالنسبة لي..لكنني مع هذا فقدته..
ثم أضاف بقهر:بالنسبة لشخص لم يجرب هذا الشعور لا يحق لك أن تقول لي كلاما كهذا!

عندها صاح به إيريك قائلا:إنني أعلم!

ثم وضع يده على كتفه الأيسر وضغط عليه بقوة ليقول بانفعال: إنني أعلم ذلك أكثر من أي شخص آخر! شعور العجز، شعور الضعف..أن تفقد كل شيء في لحظات دون أن تكون قادراً على فعل أي شيء...إنني أعرف هذا الشعور جيداً! أنا لا أتذكره أحياناً فحسب...
ثم ربت على كتفه حيث آثار تلك الحروق وقال بألم:هنا...في كل مرة انظر إليه أتذكر! لا يمكنني نسيان هذه المشاعر ولو للحظة، ليس أنا من لا يعلم كيف تشعر، بل أنت الذي لا تعرف عني أي شيء لذلك توقف عن التحدث هكذا كما لو أنك الضحية الوحيدة هنا!
ثم أخذ نفساً عميقاً وهو يحاول أن يتمالك نفسه، وقال حانقاً بصوت منخفض سمعه الجميع: تباً..ما الذي أقوله الآن!

ثم تنهد بضيق ونظر إلى ليو ليقول بهدوء وقد وضع يده على كتف ليو: ليو، ليس الأمر أنني ألومك أو أعاتبك، الأمر فقط أنني لا أريدك أن تفعل شيئاً قد تندم عليه لاحقاً...لوم روك هكذا لن يغير أي شيء ولن يعيد دينيس للحياة..
ثم أضاف برجاء: لذلك أرجوك...ضغط على كتفه قليلا وقال: ذلك كافٍ بالفعل!

كان كل من يولا وفين ينظران إليه بدهشة...وكذلك ليو نظر إليه مذهولا وقال: إ..إيريك...ذلك...

قاطعه إيريك قائلاً بابتسامة حزينة: لا تسألني على أي شيء...ثم نظر إليه بتلك الابتسامة ليردف بقوله: فكر في كلامي فقط...إنني أكره رؤيتك على هذه الحال حقاً لذلك، أرجو أن تتوقف عن التصرف هكذا....

قال هذا ثم لحق بالبقية حيث ترقد آي...كان ليو لا يزال مصدوماً من كلامه، نظر إلى حيث يجلس كل من يولا وفين اللذان كانا متفاجئين أيضاً....

بدا ليو مضطرباً وغاضباً ومندهشاً في الآن نفسه... نظر إليهما بحدة وقد اكفهر وجهه حنقاً، عندها قام فين من مكانه وقال متهرباً من نظرات ليو القاتلة: آآه.... سأذهب إلى ميسا وليندي،علي مساعدتهما في العناية بذلك الصغير!
قال هذا ثم تملص من مكانه بسرعة إلى حيث ليندي وميسا وقد أغلق باب تلك الغرفة وراءه بسرعة..

ما إن غادر فين المكان وبقي كل من يولا وليو وحدهما، تنهدت يولا بضيق ثم نظرت إليه لتسأله بهدوء: ألن تجلس؟

لم يرد ليو على كلامها وقد بدا متضايقاً جداً فقالت يولا بتفكير: اممم هل كانت عشر سنوات؟  خمسة عشر؟  عشرون؟
لا أعلم حقاً كم مضى من الوقت منذ أن عرفت إيريك لكن هذه هي المرة الأولى التي أسمعه يتحدث فيها عن نفسه...كلنا نعلم أن آثار الحروق تلك في جسده وراءها قصة ما، لكن إيريك لم يخبر أحداً بها، حتى ناوكو لا تعلم عنها شيئاً...أتساءل ما الذي حدث له حقاً....

عندها قال ليو بعصبية: ذلك لا يهمني!

نظرت إليه يولا قليلا ثم قالت ببرود: أنت سيء حقاً في الكذب! أعلم جيداً أنك كنت مصدوماً عندما سمعت ما قاله وقد أشعرك ذلك بالقلق حتى لو أنكرت هذا...

ليو: هذا ليس صحيحاً! إنني لا اهتم حقاً...

قالت يولا بضيق: توقف عن التصرف هكذا أمامي، ربما يمكنك خداع العالم كله لكنك لا تستطيع خداعي أبداً! برأيك ما مقدار ما أعرفه عنك طيلة هذه السنوات؟ على خلاف البقية أنا وأنت لم نرى والدينا قط، لذلك لا نقاتل معهم رغبة في الثأر من الحكومة أو شيء من هذا القبيل، فقد التقطتنا ناوكو ونحن أطفال رضع لا نعرف أي شيء...
منذ ذلك الوقت وقد كبرنا معاً لذلك أستطيع القول أنني أعرف كل شيء عنك تقريباً...لا يمكنك إخفاء أي شيء عني...

نظر ليو إلى الأرض بحزن دون أن يقول شيئاً فقالت يولا بهدوء:إنني اتفق مع كل ما قاله إيريك..في الواقع لطالما أردت أن أقول لك الكلام نفسه منذ وقت طويل جداً...
ليو...إنني أعرف جيداً أنك أكثر شخص مقتنع بهذا، أعلم أنك في قرارة نفسك تعتقد أن ما تفعله خاطئ، لكنك مع هذا تستمر في المكابرة وفي خداع نفسك طوال الوقت...
ثم أضافت بحزن: أنت تدرك جيداً أن ما حدث ليست غلطة روك أبداً، لكنك ترفض الاعتراف بهذا ،إن الأمر كما قاله إيريك تماماً....أخشى أن تندم على هذا حقاً....

عندها صاح ليو بعصبية:ذلك ليس صحيحاً...إنه السبب فيما حدث، لو لم يحضر تلك المرأة ما كان أخي ليموت!

قال هذا ليركض مبتعداً عنها وقد كان غاضباً جداً.. بينما كان ليو يركض اصطدم بشخص ما عندها خاطبه بعصبية قائلا: تباً! ألا تنظر أمامك أيها الـ...

لكنه سكت فجأة لما رأى ذلك الشخص،تراجع خطة للوراء بحذر ووقف مكانه مذهولا وقد بدت على وجهه علامات الذعر...

تلك النظرة الحادة والغاضبة كانت كفيلة بجعل ليو يتسمّر في مكانه خوفاً...
استطاع أن يرى الموت في تلك العيون الفضية التي حدقت به بحدة جمدت الدم في شرايينه، لكنه تكلم أخيراً بهدوء مخيف: ألا تعتقد أنه من الغريب أن تلومني أنا بينما أنت من كان يركض في الممر هكذا؟

عندها قال ليو متداركاً الوضع وقد بدا متوتراً جداً: آه....أنا آسف...كان ينبغي أن أنتبه أكثر....

فقال ذلك الشخص بلا مبالاة متجاهلا كلامه: أين هو روك؟

أجاب ليو بحذر: في الغرفة الطبية حيث توجد تلك الفتاة.

قال ذلك الشخص ببرود:هممم...أتقصد الفتاة التي أحضرها كريس؟

ليو:أ...أجل...

سأله باقتضاب:لقد سمعت أنه قد أحضر ذلك الشيء معه، أهذا صحيح؟

استغرب ليو من كلامه وقال متسائلا:ذلك الشيء؟

أجاب بنبرة باردة كنظرات عينيه:ألم تذهبوا لتدميره؟ أقصد ذلك السلاح الذي يتحدثون عنه!

ليو: آه...ثم قال بتردد: في الواقع...لقد كان ذلك السلاح مجرد طفل تم تدريبه ليكون قاتلا.

--:همممم..سلاح بشري إذا...ثم تمتم بانزعاج وبصوت مسموع:هل يمكن استعمال شيء كهذا حقا؟

قال هذا ليسير متجهاً إلى تلك الغرفة، عندها نظر إليه ليو وهو يسير مبتعداً عنه وقال في نفسه بانزعاج:تباً...من بين جميع البشر لم علي أن اصطدم بهذا الشخص بالذات!
ثم سكت قليلا وقال بازدراء: ذلك الشيء هاه؟ أشفق حقاً على ذلك الطفل، أشك في أنه سيعتبره مخلوقاً حياً فما بالك بإنسان!

على ذلك السرير الطبي الأبيض كانت آي راقدةً وقد ثبتت عليها الكثير من الأجهزة المختلفة. بدت متعبة جداً وشاحبة وقد كانت ما تزال فاقدة للوعي...

اقتربت منها إيلينا وقد تجمعت الدموع في عينيها وقالت بذعر:أوه يا إلهي! ما كل هذا؟
ثم نظرت إليها وقالت بألم: هيا آي...عليك أن تنهضي، توقفِ عن التصرف هكذا...ثم بكت وأضافت برجاء: أرجوك!

اقترب منها جيينرو ووضع يده على كتفها ليقول وهو يضغط عليه مشجعاً: لا تقلقِ، ستكون آي بخير... لقد قالت ليندي أن حالتها مستقرة الآن...

قالت إيلينا بانفعال:إذا لماذا لا تنهض؟ ولماذا كل هذه الأجهزة مثبتة بها هكذا؟!

جينيرو:إيلينا...توقفِ عن التصرف هكذا! إن إصابتها ليست بتلك الخطورة، أنا واثق من أنها ستستيقظ قريباً!

لم ترد إيلينا عليه وظلت تنظر إلى آي في حزن...كان روك ينظر إليها أيضاً في صمت مطبق دون أن ينبس بأي كلمة...
وقف إيريك الذي دخل قبل دقائق إلى جانبه ليقول دون أن ينظر إليه: هل أنت بخير؟

سكت روك قليلا قبل أن يقول: ما كان يجب أن أسمح لها بالذهاب...لو أنني..
عندها قاطعه إيريك قائلاً بغضب:توقف عن لوم نفسك هكذا، إنه ليس خطؤك!

ثم سكت قليلا وقال بتفكير: في الواقع، لولا وجودها معنا لكنا في خطر جميعاً. ذلك الطفل،لو لم توقفه آي لكنا قد أصبنا بضرر كبير حتى لو استطعنا قتله..علينا أن نكون ممتنين أن الأمور انتهت على هذا النحو فحسب...

علق روك بضيق: أرجو أن تشفى قريباً....

إيريك:أجل...أرجو ذلك أيضاً....ثم قال في نفسه وهو ينظر إليها في قلق:في الواقع، سيكون من الأفضل أن تكون قادرة على المغادرة في أسرع وقت حتى لو لم تشفى بعد....هذا المكان، إنه ليس بالمكان الذي قد تتمنى المكوث فيه أبداً!

عندها قطع تفكيره صوت الباب وهو يفتح فجأة، ليسير ذلك الشخص بينهم بهيبة دون أن يلتفت إلى أي أحد، حتى وقف بجانب روك وقال ببرود وهو ينظر إلى آي بدون اهتمام: أهذه هي ابنة رئيس تلك الجماعة؟

كان الجميع ينظرون إليه بحذر واضطراب، بينما كان روك الوحيد الذي بدا طبيعياً ولم يتأثر أبداً لرؤيته، وقد أجابه بهدوء: أجل...ثم سكت قليلا واستطرد بقوله:لقد وصلت أخيراً..أين كنت كل هذا الوقت؟

أجاب باختصار: كان علي الاهتمام ببعض الفئران المزعجين في الجنوب...وأنتم ما الذي حدث معكم؟

ثم ألقى نظرة سريعة بعينيه على الجميع وقال بنبرة بدت أشبه بالسخرية: تبدون في حال يرثى لها، هل كان ذلك الشيء بتلك القوة؟

روك:حسناً...نوعاً ما، يبدو أنه قد تم تدريبه جيداً...

علق بازدراء:بما أن ذلك المجنون قد قام بصناعته فذلك ليس مستغرباً.على كلٍ، ما الذي حدث هناك؟

أجاب روك بعد أن تنهد بضيق:لقد مات أغلب الحاضرين ومن بينهم ذلك المجنون أيضاً،في الواقع لقد قام ريو بقتله بنفسه...

عندها تساءل باستغراب:ريو؟

روك: إنه اسم ذلك الطفل...

ضحك بسخرية ليقول باستهزاء: إذا فقد منحه اسماً حتى. ذلك مؤثر حقاً!
ثم سكت قليلا وسأله بحدة:إذا...هل يمكننا استخدامه؟

أجاب روك بهدوء:ربما...لست متأكداً...

عندها قال ببرود وهو يسير إلى خارج الغرفة:من الأفضل أن تجعل ذلك ممكناً...
ثم التفت إلى روك وعلى وجهه نظرة مخيفة وقال بنبرة تحذير:لسنا مستعدين لتحمل أعباءٍ زائدة عن الحاجة. تذكر ذلك، عليك قتله إذا ما لم يكن مفيداً!

ثم نظر إلى آي وسأل بازدراء:ماذا عن هذه أيضاً؟

عندها أجابه روك بسرعة:آي واحدة منا...الأمر مختلف معها!

--:هممم...آمل ألا تكون كتلك العاهرة التي أحضرتها من قبل...ثم أضاف بلامبالاة: حسناً على كل حال.... تعال معي الآن، سوف نتحدث عما حدث فيما بعد.

قال هذا وغادر الغرفة دون أن ينتظر رده، فنظر روك إلى إيريك وقال:أعتمد عليك في الاهتمام بالجميع...

ثم أردف بقلق:من الأفضل ألا يغادر أحد المكان،لا نريد الدخول في مشاكل نحن في غنى عنها...
إيريك:أجل...أعلم هذا جيداً....

عندما غادر روك برفقته إلى خارج الغرفة تنفس الجميع الصعداء، وقال جينيرو وقد وضع يده على صدره:إن البقاء برفقته في مكان واحد مضر للأعصاب حقاً، كدت اختنق!

عندها قالت إيلينا بغضب:كيف يجرؤ على الحديث عن آي هكذا! هل يجب حقاً أن تبقى آي في مكان كهذا؟!

تنهد جينيرو بضيق ليعلق بتفكير:أنت تكرهينه حقاً منذ أن كنا أطفالا!

أجابت إيلينا بانزعاج: ليس الأمر أنني أكرهه أو أحبه،الأمر فقط أنني لا أستطيع التعامل معه أبداً!

فقالت جيسي بوجل:لكن..هل رأيت عندما دخل؟ لم ينظر إلينا أبداً كما لو كنا حشرات أمامه!

قال إيريك باستياء بعد أن تنهد بعمق:على كل حال. عليكم البقاء هنا جميعاً، أنتم تعرفون جيداً أن الروك آندروك غير مرحب بهم هنا...

أجابت جيسي بامتعاض:ليس كما لو أنني أرغب في التجوال هنا، لا أريد الدخول في مشاكل مع أولئك الحمقى المهوسين!

نظرت إيلينا إلى إيريك لتسأله بقلق: لكن إيريك، هل يجب حقاً أن تبقى آي معه هنا؟...أعني...ربما...

رد إيريك بهدوء مطمئناً: لاتقلقِ، لن يفعل لها شيئاً حتى لو أراد هذا...
بحسب ما فهمت من تايسكي يبدو أن آي مهمة بالنسبة لكريس، لذلك لن يكون قادراً على قتلها...بالإضافة إلى أن روك لن يسمح له بهذا بالتأكيد...

علقت جيسي بتهكم:أرجو أن يكون الأمر كذلك، ذلك الشخص لا يكترث لأحد ويفعل فقط ما يناسب تفكيره!

تنهد إيريك بضيق وقال بيأس:لنأمل أنه لن يفعل شيئاً!

وفجأة فتح الباب بقوة لتدخل يولا وتصيح بهم بانفعال:يجب أن تأتوا بسرعة! لقد غادر ليو المكان لدقائق ولما ذهبت للبحث عنه، وجدته قد دخل في شجار مع أتباع سايشو!

تفاجأ الجميع من كلامها عندها قال إيريك بسرعة بعد أن تمالك نفسه:إيلينا...ابقِ مع آي...سوف نذهب جميعاً لمساعدته!

ثم سكت قليلا وتمتم بانزعاج بينما سار بسرعة مغادراً الغرفة:ذلك سيء...صحيح أن ليو قناص بارع، لكنه سيء جداً في القتال الجسدي!!
.
.
.
أرخى سايشو جسده على ذلك الكرسي الجلدي القديم خلف مكتبه الخشبي، بينما وضع رجلا على أخرى فوق طاولة المكتب ووضع يديه في جيبه وعلى وجهه نظرات باردة... 

كان روك واقفاً أمامه وقد أسند نفسه على حافة المكتب الخشبي ثم أخرج علبة سجائر من جيبه ليمد بسيجارة إلى سايشو ويقول:هل تريد واحدة؟

أجاب سايشو بدون اكتراث: لا شكراً.

علق روك بتفيكر:همممم...استغرب حقاً أنك لا تدخن، إنه يريح الأعصاب حقاً...

سايشو: أكره أن أكون خاضعاً لأي شيء حتى لو كان ذلك مجرد قطعة من التبغ!

ثم سكت قليلا وقال وهو ينظر إليه بشك:ولكن...ما خطبك؟ إنها السيجارة الثالثة التي تدخنها منذ أن غادرنا تلك الغرفة، ويبدو أنك قد دخنت كثيراً قبل أن نلتقي، ليس من عادتك ان تدخن كل هذا القدر، هل حدث شيء ما؟

تنهد روك باحباط وقال بسخرية:هل أبدو بائساً إلى هذا الحد؟

سأله سايشو ببرود:إذاً...ما الذي حدث؟

عندها قال روك بضياع وهو ينظر إلى الفراغ بعد أن أشعل سيجارته:لقد كنت أعلم أنه يحقد علي منذ أن مات دينيس، لكنه طوال تلك السنوات ظل صامتاً ولم يقل لي أي شيء...لقد كنت مستعداً دائماً لأن أسمع منه أي شيء لكن مع هذا، ما يزال ذلك محبطاً حقاً!
ثم غطى وجهه بيده وقد خلل أصابعه في غرة شعره، بينما بدا محبطاً جداً ليقول بألم:لم أتوقع أنه يكرهني إلى هذا الحد!

قال سايشو بتفكير:هممم...إذا فقد تحدث معك ليونيس أخيرا...
ثم سكت قليلا وأردف قائلا:ربما يكون ذلك أفضل من أن يستمر في تجاهلك كما هو الحال دائماً...

روك: لكن...

وضع سايشو مرفقه على مسند الكرسي، ثم أسند خده على راحة يده ليقول ببرود:على كل حال، لا أعتقد أنه يكرهك كما تظن..

سأله روك بضيق:وما أدراك بهذا؟

أجاب سايشو بتفكير:صحيح أنني لا أكترث بشأن العلاقات، ولكنني مع هذا جيد في قراءة الوجوه، أستطيع القول أنه يكابر فحسب ولا يكرهك حقاً كما يبدو عليه الأمر..

روك: لا أعلم حقاً...

سايشو:حسناً،لا يوجد شيء مؤكد. ربما يكون كلامي صحيحاً وربما لا لكن مع هذا...وأردف قائلاً بانزعاج: لا تجعل ذلك يحبطك هكذا!
ثم سكت قليلا ليسأله بتململ:على كل حال...ما الذي ستفعله بشأن ذلك السلاح الآن؟

روك:لا أعلم حقاً، في الوقت الحالي سأبقيه معنا. إنه لا يبدو بتلك الخطورة،ذلك أفضل من قتله على كل حال...

سأله سايشو بحدة: وماذا إن كان خطراً حقا؟

أجاب روك باقتضاب: سأتصرف بناءً عن الحالة فيما بعد...
ثم سكت قليلا وقال بقلق:سيكون الأمر أسهل لو كان بامكاني الاتصال بكريس وأخذ رأيه حول هذا الأمر، لكنني لم استطع الاتصال به مؤخراً مهما حاولت!

سايشو: منذ تسللكم الأخير إلى المنطقة البيضاء بدأت الرقابة على المنافذ مشددة أكثر من ذي قبل... إن قطع الاتصال معنا في الوقت الحالي هو الحل الأمثل له خصوصاً إذا ما كانت تلك الفتاة على علاقة به فعلا...

روك: لقد كان هو آخر شخص بقي معها قبل أن تختفي، لذلك لابد أنهم وضعوا الأنظار عليه في الوقت الحالي..

عندها طُرق باب الغرفة فجأة فقال سايشو بانزعاج:ادخل....

دخل رجل كان يرتدي ملابس عسكرية ليقول برهبة وقد انتصب قائماً، وضم يديه إلى جانبه وعيناه تنظران إلى الأرض:سيدي القائد،هناك شجار في الباحة الخلفية بين رجالنا وأعضاء الروك آندروك...

فقال سايشو بانزعاج:تباً لأولئك الأوغاد ،لقد أخبرتهم أن يتوقفوا عن التصرف هكذا!
ثم قام من مكانه بعصبيه وقد لحق به روك من فوره...

كان هناك حشد كبير من الرجال الذين كانو يرتدون ملابس عسكرية خضراء، مجتمعين حول رجلين كانا يتشاجران مع ليو وقد كانوا يهتفون لهما بالقرب من الحائط الخلفي لذلك المبنى الكبير...

كان ليو يقوم بضربهما بكل قوته، رغم أن ضرباته كانت أضعف منهم بكثير... والأسوء أن رفاقهما كانوا يقومون بمساعدتهم في ضربه لذلك لم يستطع  هزيمتهم وقد كان قد ضُرب كثيراً حتى تورم وجهه...

ولما كاد أحدهما أن يلكمه،ظهر جينيرو فجأة شاقاً ذلك الحشد ليلكم ذلك الرجل على وجهه بكل قوته حتى سقط أرضاً ثم التفت إلى ليو وسأله بقلق: هل أنت بخير؟

بصق ليو الدم الذي تجمع في فمه ثم مسح فمه بطرف كمه وقال وهو يلتقط أنفاسه:أنا بخير...

ثم نظر إليه وقد سقط أرضاً ليسرع إليه ويلكمه على وجهه مرة أخرى ويصيح بغضب عارم:تجرأ على قول ذلك مجدداً وسأقتلك!

بصق ذلك الرجل سنه التي سقطت من لكمة جينيرو القوية، ثم قال بسخرية: سأقولها دون أن أمل أبداً، إن قائدكم جبان ومثير للشفقة ولا يستحق أبداً أن يتنفس حتى نفس الهواء الذي يتنفسه سيدي!

عندها دفعه ليو حتى سقط أرضاً وجلس فوقه وأخذ يلكمه في وجهه بكل قوته وقال وقد كاد الدم يتفجر في عروقه من الغضب: قد يكون مزعجاً وأحمقاً ويتذمر طوال الوقت، لكنه ليس جباناً أبداً! ومهما كان الأمر، لن أسمح لأحد غيرنا أن يقول عنه أي شيء هل تفهم أيها الحقير؟!

وقف إيريك ينظر إلى ليو في ذهول، لم يتوقع أبداً أن ينفعل هكذا لأجل روك لكنه  قال متداركاً الوضع بحدة: ما الذي يحدث هنا؟!!

نظر ليو إلى إيريك عندها دفعه ذلك الرجل عنه، ليقوم رجل آخر بركله. فأسرعت جيسي ولكمت ذلك الرجل على وجهه بقوة ثم مدت يدها إلى ليو وقالت بانفعال: فلتنهض!

ساعدت جيسي ليو على النهوض،لكنها وضعت يدها على ساقها المصابة وتأوهت بألم، وفي تلك اللحظة اندفع أولئك الرجال باتجاههم فقام الجميع بحماية ليو وتشاجروا مع أولئك الرجال...

عمت الفوضى المكان بينما أخذ الجميع يتضاربون فيما بينهم بكل قوتهم، ليتوقفوا جميعاً فجأة لما سمعوا صراخه قائلاً بغضب:توقفوا حالا!!

نظر الجميع إليه في وجل...وقف روك بالقرب منه فلما رأى رفاقه وقد أصيبوا بجروح وكدمات كثيرة، أسرع إليهم ليسألهم  بقلق: ما الذي حدث؟ هل أنتم بخير؟!

عندها علق ذلك الرجل الذي استفز ليو في البداية بسخرية: إنه يتصرف كالفتيات تماماً، من المضحك أنهم يعتبرونه قائدهم!

عندها ركض ليو باتجاهه وأمسك ياقة قميصه ثم لكمه على وجهه بكل قوته حتى سقط أرضاً، فقام من مكانه بسرعة ولكم ليو هو الآخر وأخذا يتشاجران فيما بينهما من جديد..

اقترب منهما سايشو وقد بدا غاضباً جداً، ثم صاح على تابعه قائلا: توقف!

لكنه لم يستمع إليه وظل يتشاجر مع ليو، عندها أمسكه سايشو من ملابسه ودفعه بقوة حتى اصطدم بالحائط وقال له بحدة: لقد قلت توقف..ألم تسمع ذلك؟ أنت تعلم أنني أكره قول الكلام نفسه أكثر من مرة!

عندها قام ذلك الرجل من مكانه وقال بانفعال: لكن سيدي القائد...قاطعه سايشو وقال بنبرة تهديد: اخرس..

لكن ذلك الرجل قال بإصرار وهو يتشبث بملابس سايشو:سيدي القائد...أرجوك أن تستمع لي،إنهم ضعفاء حقاً ولا يستحقون أن تكون معهم...إننا أفضل وأقوى منهم بكثير، لماذا تعتمد عليهم أكثر منا؟

فقاطعه سايشو وقال بنفس تلك النبرة دون أن يكترث لكلامه: اخرس!

الرجل:سيدي أرجوك...إن ذلك..

وقبل أن يكمل كلامه أمسك سايشو بوجهه وضغط عليه بكل قوته ثم دفعه حتى اصطدم بالحائط، ولكمه على وجهه بقوة حتى تحطمت أسنانه وسالت الدماء من فمه...

جلس ذلك الرجل على الأرض وقد كان وجهه مضرجاً بالدماء، لكن سايشو لم يفسح له المجال ليتنفس حتى...
شد شعره ورفعه إلى الأعلى بقوة ثم ركله بركبته على بطنه بقوة حتى تقيأ كل ما في جوفه، ليجثو على ركبتيه ويضع يده على بطنه متألما...

كان سايشو ما يزال ممسكاً بشعره،فشده بقوة من جديد ليحشر وجهه في التراب ويوجه له سيلا من الركلات الوحشية دون أدنى شفقة، ودون أن يتحرك له جفن حتى..ليستلقي ذلك الرجل على بطنه أرضاً وقد بدا كجثة هامدة مضرجة بالدماء..

رفع بصره بصعوبة إلى سايشو وقد كان مستلقياً أمام قدميه، ليقول له متوسلا بصوت ضعيف: سيدي القائد، أرجوك أن تغفر لي حماقتي..أنا...

عندها وضع سايشو قدمه على رأسه وضغط عليه ليحشر وجهه في التراب مرة أخرى، ويقول بتهديد وبنبرة بثت الرعب في قلوب الجميع:جرب فعل هذا مرة أخرى وسأفجر رأسك بالتأكيد!

كان الجميع ينظرون إليه في ذهول...التفت سايشو إلى أتباعه ليعنفهم قائلاً بغضب: لقد أخبرتكم ألف مرة أن تتوقفوا عن التصرف هكذا! ثم صاح بهم قائلا: من الذي بدأ كل هذا؟!

عندها قال أحدهم وهو يشير إلى ذلك الرجل الذي كان ملقى على الأرض، وقد كان يرتجف من الخوف: إ...إنه...إنه هو سيدي...
نظر إليه سايشو بحدة ثم قال بازدراء:لقد نال ما يستحقه!

نظر إليهم مرة أخرى وصاح بهم قائلا: إذا ما تجرأ أحد على عصياني مرة أخرى فسوف أقضي عليه ولن أكتفي بضربه فحسب!

رغم الخوف والرعب الذي احتل قلوبهم، ورغم أنهم كانوا جميعاً يرتجفون ذعراً إلا أنهم كانوا ينظرون إلى قائدهم، وسيدهم الوحيد بانبهار...

نظر إليهم إيريك قليلا ثم علق باشمئزاز وقد سمعه كل من يولا وجيسي وجينيرو: ذلك مقرف، كيف لهم أن ينبهروا بشيء مريع كهذا؟ لا يمكنني أبداً أن أفهم كيف يفكر أتباع هذا الشخص!

سار سايشو مبتعداً عنهم ولما مر بجانب روك، وضع قبضته على كتفه ثم دفعه بخفة، ليقول وعلى وجهه شبح ابتسامة:عليك أن تكون سعيداً فقد كان غاضباً لأجلك...

قال هذا ثم انصرف...نظر روك إليه للحظات ثم أسرع باتجاه ليو الذي كان جالساً على الأرض ومد يده نحوه قائلاً بقلق: هل أنت بخير؟

صفع ليو يد روك ليقوم من مكانه بصعوبة ويسير مبتعداً عنه،عندها وقف إيريك إلى جانبه وقال:لا تقلق...سيكون بخير...
ثم نظر إلى ذلك الرجل الملقى على الأرض وقال في نفسه برهبة: لن أتمنى بالتأكيد أن أكون واحداً من أتباع ذلك الشيطان!

سار روك مع الجميع إلى حيث غرفة آي، فلما رأتهم ليندي شهقت بصوت عالٍ وقالت وقد كانت مصدومة تماماً: ما كل هذا؟! ما الذي حدث؟!

لما سمعت إيلينا شهقة ليندي خرجت من الغرفة مسرعة فلما رأتهم على هذه الحال قالت بقلق:أوه يا إلهي...ما كل هذا؟!

أجابت جيسي بتذمر:إنها قصة طويلة.

قالت ليندي بانزعاج:لقد تشاجرتم مع أتباع سايشو صحيح؟ متى تتوقفون عن التصرف هكذا؟!!

جينيرو: إنهم هم من يبدأ أولا في كل مرة، لقد استفردوا بليو وقاموا بمضايقته وضربه!

تنهدت ليندي بضيق وقالت:حسناً...ثم أضافت بتهديد: المهم أنكم قمتم بضربهم جيداً صحيح؟

تفاجأ الجميع من كلامها عندها عقدت يديها أمام صدرها وقالت بانزعاج: ماذا؟ لماذا تنظرون إلي هكذا؟ أنا أيضاً أكرههم كثيراً! إنهم يستحقروننا دائماً ويظنون أنهم أفضل منا في كل شيء...لا أطيقهم أبداً!

ثم سكتت قليلا وقالت:لكن على كل حال، لماذا تبدون مذعورين هكذا؟

يولا:آه....ذلك...إنه...

استغربت ليندي من كلامها وسألت بقلق:ما الذي حدث؟

جيسي:إنه بسبب ما فعله ذلك الشيطان،لقد قام بتحطيم عظام أحد أتباعه بكل وحشية!

هتفت ليندي بدهشة:حطم عظامه؟!

أجابت جيسي بوجل:أجل...فقط لأنه تجاهل كلامه...

عندها قال إيريك ببرود:ليس وكأن ذلك أمر مستغرب منه!

عندها خرج كل من ميسا وفين ودايكي من الغرفة التي بها ريو، فلما رأوهم على هذه الحال قالت ميسا بذهول: ما الذي حدث؟!

علق فين ببرود:الأمر واضح...لابد أنهم تشاجروا مع أتباع سايشو كالعادة..

قالت ميسا بتفكير:هممم...لن استغرب رؤية جيسي وجينيرو هكذا، لكن ليو ويولا وإيريك أيضاً...لا يبدو لي أنه مجرد شجار عادي!

روك:لا يهم الآن ما الذي حدث، المهم هو أن نبقى بعيدين على المشاكل في الوقت الحالي، من الأفضل ألا نسمح بأن تتوتر الأوضاع أكثر، على الأقل حتى نكون قادرين على العودة.

ليندي:لن نستطيع البقاء في سلام على هذه الحال، عليكم أن تعودوا جميعاً إلى المقر...سأبقى هنا وحدي لأعتني بآي وريو...

دايكي: ما الذي تقولينه؟! على هذه الحال سيكون من السهل عليهم الانتقام منا عن طريق إيذائكم! أنت وآي لا تستطيعان القتال،ثم لا تنسِ وضعها الصحي!

ليندي:صحيح أنهم يكرهوننا لكنهم يقدسون سايشو ويخافون منه كثيراً، وبما أنه غاضب منهم الآن فلن يجرؤوا على عصيانه مجدداً...على الأقل في الوقت الحالي

إيلينا:لكن مع هذا...

قاطعها روك قائلاً بحزم: ما تقوله ليندي صحيح...لا يمكننا البقاء هنا أكثر ففي ذلك خطر على الجميع، كما أن الكثير منا مصابون لذلك من الأفضل أن نتجنب المشاكل في الوقت الحالي، ستبقى ميسا مع آي وليندي بينما سنغادر جميعنا إلى المقر..

عندها قالت إيلينا بقلق:لكن روك...في الواقع، ما أخشاه حقاً هو أن يقوم سايشو نفسه بإيذائها، لقد سمعت ما قاله عنها في ذلك الوقت..

روك:لا تقلقِ بخصوص هذا...إن آي مهمة جداً بالنسبة لنا حتى نعرف حقيقة تلك التجارب التي كانت تجريها الحكومة، لذلك لن يقوم بفعل أي شيء لها حتى لو أراد هذا...ثم إنني واثق من أن آي ستكون قادرة على  جعله يقبل بها..

قالت إيلينا بقلق:أتمنى هذا حقاً...

روك: في الوقت الحالي سنُبقي آي هنا وسأقوم بزيارتها بين الفينة والأخرى لأطمئن على حالها.

ثم نظر إلى ليندي وقال: كم من الوقت ستبقى هنا؟

ليندي: الأمر يعتمد على حالتها. لكن قد تضطر للبقاء لمدة شهر كأقصى حد بعد ذلك سنكون قادرين على نقلها حتى لو لم تشفى تماماً...

روك:هممم شهر إذا...ثم نظر إلى إيلينا وقال مطمئناً: إنها ليست فترة طويلة جداً...سيمر الشهر بسرعة...لا تقلقِ..

أجابت إيلينا على مضض:حسناً..

كان ليو جالساً إلى جانب يولا على مقاعد الانتظار بعد أن قامت ليندي بمعالجته... بدا غاضباً جداً ومنفعلاً...نظرت إليه يولا لبعض الوقت ثم سألته بهدوء:كيف تشعر الأن؟

أجاب ليو بغضب: لا تسأليني عن أي شيء...

يولا:هممم...ثم ابتسمت وقالت:إن الأمر كما قلت لك، لا يوجد أحد بإمكانه فهم ما تشعر به مثلي

سألها ليو بشك:ماذا تقصدين؟

ابتسمت يولا وقالت دون أن تنظر إليه:لا شيء....لقد كنت أفكر في ذلك فقط...
ثم قالت في نفسها:لا يمكنك القول أنك تكرهه بعد أن فعلت كل هذا لأجله!

نظر إليها لبعض الوقت ثم قال بلا مبالاة: إنني لا أفهمك حقاً!
.
.
.

كانت جالسة على سريرها وقد أمسكت هاتفها بين يديها، بينما تنظر إليه بنفاذ صبر..

كانت تشعر بالقلق في داخلها ولم تعلم ما إذا كان ينبغي لها الاتصال بذلك الرقم الذي كانت تنظر إليه في توتر أم لا..
وبعد تفكير طويل قررت أخيرا الاتصال به، انتظرت للحظات قليلة قبل أن تسمع صوته الرجولي الهادئ يقول: مرحباً..

ترددت قليلا قبل أن تقول بتوتر بنبرة سؤال: سيد لوسيل جيرفييه؟

لوسيل:أجل...الآنسة كيريساكي صحيح؟

أجابت ناتسومي باستغراب نوعاً ما: أ..أجل..كيف عرفت هذا؟

لوسيل:لقد توقعت أن تتصلِ بي في أية لحظة، رغم أنني ظننت أنك ستتصلين بي في وقت أبكر من هذا في واقع الأمر..

قالت ناتسومي معتذرة:آه...أنا آسفة حقا، لقد استغرقت وقتاً طويلا حتى اتصل بك رغم أنني أنا من طلبت رقم هاتفك!

فقال لوسيل بتفهم: لا بأس،لا داعي للاعتذار،لابد أن الأمر كان صعباً عليك فهو متعلق بحياة صديقتك العزيزة.

تنهدت ناتسومي بعمق قبل أن تسأله بيأس:إذا...كيف سار الأمر؟ هل عرفتم أي شيء عنها؟

أجاب لوسيل بتفكير:ليس تماماً، لكننا استطعنا اكتشاف بعض الأمور..

عندها سألته ناتسومي بانفعال: إذا..هل كان هذا صحيحاً؟ أهم من اختطفها فعلا؟!

رد لوسيل متأسفاً: اعذريني حقاً آنسة كيريساكي لكنني لا استطيع التحدث عن أمور سرية كهذه في الهاتف.
ثم سكت قليلا كما لو كان يفكر في أمر ما، ليسألها فجأة:ما رأيك أن نلتقي في مكان ما؟ عندها سيكون بإمكاننا أن نتحدث قدر ما نشاء.

فكرت ناتسومي قليلا في اقتراحه ثم قالت بتردد: حسنا لا بأس، أخبرني متى يمكننا أن نلتقي؟

لوسيل:حسنا..إنني مشغول جداً في هذه الفترة لذلك قد لا أستطيع الالتقاء بك قريباً، ربما بعد أسبوع من الآن قد أكون متفرغاً بعض الوقت..هل يناسبك هذا؟

تمتمت ناتسومي بتفكير:أسبوع؟ ثم سكتت قليلا وقالت على مضض:حسناً..شكراً لك..

كان واقفاً ينظر إلى هاتفه بعد أن أنهى تلك المكالمة في تلك الغرفة المظلمة، المضاءة فقط بأنوار تلك الحواسيب الكثيرة التي كانت مثبتة بعشوائية على الحائط، وبعضها كان موضوعاً على طاولة طويلة مستطيلة كانت موضوعة بالقرب من ذلك الحائط الكبير...

أمام تلك الحواسيب الكثيرة كانت تجلس فتاة شابة بدت في نهاية العشرينات من العمر ، بشعر أسود طويل وعينين سوداوتين حادتين..

كانت ترتدي معطفاً طبياً أبيض طويل وقد كان مفتوحاً، ليُظهر تحته تلك الكنزة الصوفية البنية وتنورة الجينز القصيرة التي كانت ترتديها..

نظرت إلى لوسيل الواقف إلى جانبها وقالت بامتعاض: ألا تظن أن تأجيل الأمر لأسبوع كامل أمر مبالغ فيه بعض الشيء؟

لوسيل:على العكس تماماً، بدلا من كونه أمر مبالغ فيه أعتقد أنه من الأفضل فعل هذا، سيبدو ذلك مثيراً للريبة إذا ما كنت مصراً على لقائها بسرعة.

ثم أضاف بسخرية:لقد كنت أفكر في طريقة للتواصل معها لكن الحظ جعلها تأتي إلي بمفردها! يجب علينا ترك الأمور تسير بصورة طبيعية حتى يمكننا القيام بحركتنا التالية فيما بعد...

قالت الفتاة على مضض:حسنا...المهم ألا تسمح له بأن يفلت منك مهما حدث.
ثم أردفت بكراهية: سأجعله يندم على سخريته منا طوال هذا الوقت...أولئك الأوغاد لا يجب أن يبقوا معنا على نفس الكوكب أبداً، سأتأكد من القضاء عليهم جميعاً مهما كلفني الأمر!

لم يعلق لوسيل على كلامها..واكتفى بابتسامة خبيثة ارتسمت على وجهه بينما ينظر إلى الحواسيب أمامه في مكر..

يتبع..

                   *********

_رأيكم في البارت؟

_توقعاتكم للأحداث؟

_برأيكم ما الذي يخطط له لوسيل؟

_كيف سيكون لقاء سايشو بآي؟ وما الذي سيفعله بريو؟

_رأيكم في شخصيته حتى الآن؟

(بعض القراء اقترحو عليا ان انزل بارت خاص بصور تقريبية للشخصيات...ايش رايكم تفضلو ان انزل صور تقريبية او نخليكم انتو تتخيلو الشخصيات؟ مع العلم ان في بعض الشخصيات نزلت صور تقريبية ليها بالفعل زي روك وآي وسايشو وغري وريو..تبو حتى الباقي انزل صورهم او مش لازم رايكم يهمني❤)

أرجو أن يكون البارت قد نال إعجابكم...أراكم في فصول قادمة باذن الله مع السلامة❤

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top