الجزء الخامس
قالت ميعاد:عندي فكرة.
قالت سارة:وشي؟
قالت ميعاد:ايش رأيك اكتب رسايل،على انه أنتي،
و اعطيها أخوي.
قالت سارة:وش ها الكلام اللي تقولينه يا ميعاد؟لا أنا مستحيل
اقبل بهذي الفكرة.
قالت ميعاد:و ليه ما تقبليها؟هذا الحل الوحيد عشان أخوي يحبك.
قالت سارة:لا مستحيل،أنا ارفض هذي الفكرة رفض قاطع.
قالت ميعاد:سمعي يا دبه،أخوي أصلا ما يعرف عنك أي شي،
غير إنك بنت عمه و صديقتي بس،أخوي أصلا ما يحب يدقق و يسأل.
قالت سارة:لا لا مستحيل.
قالت ميعاد:أنتي لا تقرري بسرعه،فكري زين،إذا كتبتي له رسايل
غرام و حب و كذا رح يذوب فيك،هو أصلا مهما كابر يبقى عنده قلب
يحب مثل أي إنسان.
نزلت سارة رأسها و لم تتكلم.
فجأة دق الباب
قالت سارة و هي تقوم من على الكنبه:أنا بفتح الباب.
و لبست الحجاب الذي كان ملتف حول رقبتها
فقالت:مييين؟
قال:افتحي أنا عبدالله!
لما سمعت سارة صوته حست أن قلبها يدق بسرعه
و فتحت الباب و نظر إليها عبدالله
قالت سارة:تفضل!
قال عبدالله:ما أبي ادخل،خلي ميعاد تجي عشان أبي
أوديها السكن.
قالت سارة:بس مين رح يقعد عندي،لأن رائد نايم؟
قال عبدالله:مش لازم تقعدين،نامي مثل رائد.
جاءت ميعاد و قالت:يلا مشينا،يلا سارة تصبحين على خير.
و ذهبوا و أغلقت سارة الباب
و استندت على الباب و هي تفكر في كلام عبدالله
قالت في نفسها:"ليش أحس إن عبدالله ما يطيقني؟مع إن ميعاد
قالت لي إنه ما يعرف عني شي؟و أصلا ليش أنا حبيته؟هو مثقف
و متعلم و أنا أميه،يبدو إن هذا الحب فاشل من أوله لأنه مبين حب
من طرف واحد،و لأنه بعد حب أميه من واحد متعلم،حبي هذا ماله
معنى،أنا أصلا اش لي بها الخرابيط؟لازم أحاول أنساه،بس أشلون؟
بعدين لحظه لسا طلعت لي ميعاد بسالفة الرسايل،ايش اسوي يا ربي
أنا لازم اتخذ قرار عشان ارتاح،و القرار هو إني ارفض فكرة ميعاد
لأنها بتوديني في داهية،أنا لازم لما التقي فيها بكره اخبرها إني رافضه
الفكره من أساسها،هكذا أفضل"
فجأه تسمع صوت مبحوح يناديها:سوير؟سارة!
فقفزت سارة من الخوف
قال رائد:بسم الله عليك،آسف خرعتك.
قالت سارة:لا ولا يهمك،عسى ما شر؟
قال رائد:لا ما في شي،بس استغربت لما شفتك لاصقه بالباب،
قلت يمكن نمتي ع الواقف،بس لما قربت منك لقيتك صاحيه
بس في عالم ثاني،ممكن أعرف في ايش تفكرين؟
قالت سارة:افكر في أبوي،و أشلون أقدر أروح عنده؟
قال رائد:سهله،بدق الحين على عبدالله و بيجي يودينا.
قالت سارة:أشلون تدق عليه وما معك رقمه الجديد؟
قال رائد و هو يصفع جبينه:أي صح،أشلون راحت من بالي
صدق إني خبل.
قالت سارة:اش بنسوي الحين؟
قال رائد:مدري والله،بس ما في حل غير ننتظر لما يجي
عبدالله الصبح،و يودينا عند أبوي.
قالت سارة:طيب ننتظر،ليش لا.
في اليوم التالي:
كانت سارة جالسة في غرفتها،لم يزر النوم عينيها بسبب
تفكيرها بوالدها الذي كانت تخاف أن يكون وحيدا في المشفى
فاستيقظ رائد فرأى أخته جالسة و رفع رأسه
و قال:سارة؟من متى و أنتي صاحيه؟
قالت سارة:بالأول يقولون صباح الخير،بعدين يسألون.
قال رائد:صباح النور،من متى و أنتي قاعدة؟
قالت سارة:أصلا من قال لك إني نمت،حاولت أنام بس
ما قدرت.
قال رائد:شكلك كنتي تفكرين بأبوي صح؟
قالت سارة:أي والله خايفه،أخاف يكون بروحه بالمستشفى.
قال رائد:لا تنسين عبدالله عنده.
قالت سارة:وش دراك؟يمكن تركه و راح السكن.
فجأة سمعوا صوت الباب يدق
قال رائد:ما كأن الباب يدق؟
لم تتكلم سارة حتى تأكدت من الصوت
فقالت:إلا والله هذا صوت الباب!
قال رائد:قومي فتحي الباب.
قامت سارة من السرير و مشت بسرعه ففتحت الباب
فإذا به رجل أشقر و معه طاوله متحركه فيها طعام الفطور
فقال الرجل:هذا طعام الفطور.
لم تفهم سارة كلام الرجل
فقالت:لحظه بنادي أخوي.
قال الرجل:ماذا؟
"طبعا لأن الرجل أجنبي فإن الكتابة سوف تصبح بالفصحى كأنها ترجمه"
لم تفهم سارة كلامه
قال الرجل:سوف ادخل الطعام إلى الداخل.
فجاء رائد و قال:خير إن شاء الله،وش تبي داخل هنا
بلا أحم ولا دستور؟
قال الرجل:ماذا تقول؟
قال رائد:ياس...أقصد ناو...دونت لا تدخل...
رفع الرجل حاجبه متعجبا من الكلام الغير مفهوم
الذي كان يطلقه رائد،فتجاهله و لما هم بالدخول
مشى رائد بسرعه مادا يديه لكي يمنع الرجل من الدخول
و هو يقول:اسكوزمي سير،اسكوزمي وين وين رايح؟
وضع الرجل يده على رأسه و يبدو عليه علامات الضجر
من رائد.
قالت سارة:ما تشوف الأكل مع الرجل؟خله يدخله و يروح.
نظر رائد إلى الطاوله فقال نادما:أي والله،و ربي ما انتبهت.
و نظر إلى الرجل و قال له:سوري،سوري مان،ويلكم،.ويلكم.
ادخل الرجل الطاولة حتى غرفة المعيشة و مد يده طالبا المال
و قال:أين المال؟
قال رائد:والله موني ما نعرفها.
فدخل عليهم عبدالله فدفع له و خرج
فابتسم أمام رائد و قال:شكلك دوخت به،ولا ليش طلع مستعجل؟
قال رائد:ما سوينا له شي،بس تعرف أهل بريطانيا يزعلون بسرعه.
ضحك عبدالله و قال:عموما كلوا بسرعه عشان أوديكم المستشفى.
و اقتربوا من الطاولة و أكلوا إلا عبدالله لم يأكل
نظر إليه رائد و قال:ليش ما تفطر؟ولا مستحي من أختي؟
قال عبدالله:فطرت مع العيال في السكن.
قال رائد:عندك أصدقاء بالجامعه صح؟
قال عبدالله:أكيد!
قال رائد:كم هم؟
قال عبدالله:ثلاثة،طلال و عبدالعليم و إبراهيم.
قال رائد مستهزءا:باااااس؟ع بالي عندك كثار.
قال عبدالله:لا بس ذولي.
قالت سارة:و ميعاد،كم عندها صديقات؟ولا هي بجامعه ثانية؟
قال عبدالله:لا،هي بنفس الجامعه اللي أنا فيها،و عندها بس صديقة
وحدة و اسمها رزان.
"لما سألت سارة عبدالله عن ميعاد كانت تنظر إليه عله ينظر إليها
و هو يجاوب على سؤالها،لكن مع الأسف لم ينتبه إليها بل كان
ينظر إلى الطاولة التي عليها مزهريه،هنا احست سارة بانها ارتكبت
خطأ فضيعا عندما أحبت عبدالله،ظلت سارة محدقه في عبدالله
و هو يتكلم بسعادة مع رائد و يضحك معه،قام رائد و ذهب إلى
الغرفة كي يبدل ملابسه أما هي فظلت محدقة في عبدالله،
و بعد انتظار طويل من سارة التفت إليها عبدالله فرآها لازالت
ممسكة بالفطيرة"
فقال لها:خير إن شاء الله فيكي شي؟
نطت سارة لما سمعت صوت عبدالله و قالت:هاه؟
قال عبدالله:شكلك ناسيه الفطيرة اللي بيدك؟
و نظرت إلى الفطيرة و نظرت إلى عبدالله و هي محرجة منه
قال عبدالله:إذا ما تبينها،حطيها على الصحن.
نزلت سارة رأسها من الإحراج و وضعت الفطيرة على الصحن
قال عبدالله: تبين تروحين المستشفى،ولا؟
رفعت سارة رأسها بسرعة و قالت:إلا أبي أروح.
قال عبدالله:معناها غيري ملابسك،ولا ناويه تروحين بقميص
النوم؟
احمر وجه سارة من كثرة الإحراج
و نهضت من دون أن تتكلم و ذهبت إلى غرفتها.
في الطريق:كانت سارة تنظر إلى قطرات المطر الملتصقه على زجاج
نافذة السيارة،كانت سارة تفكر في الذي حصل لها في غرفة الفندق
و من الكلام الذي قاله لها عبدالله و قالت في نفسها:"كل يوم عن يوم
اكتشف إن عبدالله ما يحبني،بس رغم كذا مازالت أفكر فيه أنا و وجهي
و متأمله إنه يعطيني نظره فيها أشوية حب،مدري ايش اقول لقلبي
الغبي اللي مو راضي يعتقني من حبه"و تنهدت سارة.
وصل الجميع إلى المشفى فخرجت سارة و رائد
أما عبدالله فبقي راكبا بالسيارة
قال رائد:ورى ما تنزل أنت و وجهك؟
قال عبدالله:وراي محاضرة بعد ساعه تقريبا،و لازم وصل
بسرعه ولا بتروح علي المحاضرة.
قال رائد:طيب،بالتوفيق.
و مشى صاحب التاكسي ثم دخل رائد و سارة المشفى.
لما وصلا بجوار غرفة أبيهم دق رائد الباب
فالتفت الأب و دخل عليه رائد و سارة مبتسمين
قال سعيد:تعالوا لعندي،تعالوا.
و مشوا حتى وصلوا إليه
فابتسم و قال:هلا والله بعيالي.
قال رائد:يا هلا فيك زود يبه،الله يخليك لنا
ولا يحرمنا منك.
قالت سارة رافعة يديها:آمين يا رب.
قال سعيد:ولا يحرمني منكم.
قالت سارة:اليوم إن شاء الله رح اقعد عندك.
قال سعيد:زين تسوين يا بنتي،لأن عبدالله ظل عندي بعدين قال انه بيروح يودي أخته السكن و بعدما وداها رجع عندي و ظل عند رآسي طول الليل،و قبل لا تجون بأشوي راح عشان المحاضرة.
قال رائد:أحسن خله يرقد بالمحاضرة عشان يعطيه الدكتور كف منشط
عشان ما ينام شهر.
ضحك سعيد و قال:حرام عليك،هو اش سوى لك عشان تتكلم
عليه بها الطريقة؟
قال رائد:اش بلاك يبه؟امزح بس امزح.
في الجامعه:
كانت ميعاد جالسه مع صديقتها بالكافيتريا
قالت ميعاد و هي فرحه:اليوم أحسن يوم بحياتي.
قالت رزان:ليه؟
قالت ميعاد و هي تضم يديها من السعادة:لأن صديقتي
و حبيبتي هنا بلندن.
قالت رزان:هو؟و من هي رفيجتج و حبيبتج اللي فرحانه
فيها ها الكثر؟
قالت ميعاد:صديقتي اسمها سارة،و طبعا بالاضافه لأنها
صديقتي هي بعد قبل كل شي بتكون بنت عمي.
قالت رزان و هي تحمل كوب الكابوتشينو:اها،بنت عمج
شكلج تحبينها وايد،ش السبب؟
قالت ميعاد:بدون سبب،كذا من الله أحبها،صحيح إن عندي
بنات عمام و عمات و أحبهن بس سبحان الله سارة هي المفضله
عندي،يختي احسها مختلفه عن البقية.
قالت رزان:مبين من حماسج إنها فعلا مختلفة،طيب ليش
ما تعرفيني عليها؟
قالت ميعاد بحماس:صدق؟
قالت رزان و هي تومأ برأسها:أيه،اتكلم صج.
قالت ميعاد:خلاص بعد المحاضرة اللي بعد أشوي
رح روح أنا و أنتي عندها بالمستشفى.
انصدمت رزان من كلام صديقتها و قالت:بالمستشفى؟خير عسى ما شر؟
وش فيها؟
قالت ميعاد:لا ما فيها شي،بس عمي جاء لهنا عشان يسوي
عملية للعمود الفقري لأنه تعرض لحادث و انشل شلل نصفي،
فقالو له إنه بعد العمليه هذي رح يقدر يمشي.
قالت رزان:الله يشفيه و يعافيه،معناها زين رح روح هناك
منها بنتعرف على سارة و منها نطمن على عمج.
ابتسمت ميعاد.
بعد انتهاء الحاضرة:
خرجت رزان من المحاضرة قبل صديقتها ميعاد
لان ميعاد كانت مشغوله بالحديث مع صديقاتها عن الدرس،
كانت رزان تنتظر خروج ميعاد من القاعة،فبينما هي تنتظر خروج
ميعاد شافها طلال صديق عبدالله و ذهب إليها
و قال:السلام عليكم.
نظرت إليه رزان و انزلت رأسها من الخجل و قالت:و عليكم السلام.
قال طلال:شلون كانت محاضرتكم؟
قالت رزان و هي خجوله:ماشي حالها.
قال طلال:عسى استفدتي شي من الدرس؟
قالت رزان:الحمدلله.
خرجت ميعاد و هي تضحك فرأت طلال و رزان
يتحدثون فقالت:ها أشلونك طلول
قال طلال:.بخير،أنتي أشلونج؟
قالت ميعاد بابتسامه عريضه و هي تنظر لرزان:تمام،بخير دامك بخير.
و لكمتها رزان بكوعها على بطن ميعاد
قالت ميعاد متناسيه للألم:وينه عبدالله ما شوفه معك؟
أخذ طلال يتلفت حوله أما ميعاد فأمسكت بطنها و هي تتألم
و نظر إليها طلال و انزلت يدها بسرعه
قال طلال:أنا طلعت و هو لسا قاعد يكتب،
مدري عنه إن كان طلع أو لا.
قالت ميعاد:أكيد قاعد يكتب،أخوي و أنا أعرفه أبطئ واحد
بالكتابة،تقول كأنه قاعد ينقش مو يكتب.
ضحك طلال و هو ينظر إلى رزان التي لم ترفع عينيها
عن الأرض من كثرة الخجل.
قالت ميعاد:أقول طلال،إذا شفت أخوي
قل له إني طلعت أنا و رزان و رحنا المستشفى.
دهش طلال و قال:خير عسى ما شر؟
قالت ميعاد:ما في شي،بس عمي مريض أشوي فقلت
أروح أنا و رزون عشان نزوره.
تأثر طلال و قال:ما يشوف شر إن شاء الله،عموما إن شفته
بقول له.
قالت ميعاد:تمام"نظرت إلى رزان"يلا رزون مشينا!
و سحبت رزان معها.
كان عبدالله جالس بالقاعه يفكر في كلام عمه
و قال في داخله:ايش اسوي بهذي الورطة إن وافقت
أكيد أهلي بيرفضون و إن رفضت عمي بيزعل،مدري ليه أمي
من تسمع اسم سارة تكشر و تعصب و تقول عنها إنها بنت الخدامه؟
بس ميعاد تمدحها و تقول إنها طيبه و حبوبه،طيب ليش أنا مو طايقها؟
آآخ رآسي يعورني من كثر التفكير،يا ربي ش قول لعمي؟
ش قول له؟اقول ما أبي بنتك؟اقول له تراني ما حبها ولا أهلي يواطنونها؟
بعدين هي وش ذنبها بذا كله؟اش ذنبها تعيش حياة تعيسه؟
لا زوج يحبها ولا أعمام يحبونها؟
دمعت عيون عبدالله لما فكر في حالة سارة و لكنه مسحها بسرعه
و قام من على الكرسي ثم خرج من القاعة
فرأى صديقه طلال و التفت للجهه الأخرى و كان يبو عليه
علامات الحزن،أحس طلال إن صديقه متضايق من شيء
فوضع طلال يده على كتف عبدالله
و قال:عبدالله!عسى ما شر؟ليش لفيت وجهك عني؟
فيك شي؟ليكون ضايقتك بشي و أنا مدري؟
فقال عبدالله بعد صمت:ما في شي.
قال طلال بحده:عبدالله!لا تكذب علي،ادري فيك شي بس ما تبي
تقول لي.
غضب عبدالله و قال:قلت لك ما فيني شي،خلاص عاد خلني بحالي.
و دفع عبدالله صديقه بقوة و ذهب مسرعا إلى خارج الجامعة.
_____________________________
و آسفه على التأخير
عموما ان شاء الله يعجبكم البارت
على فكرة اللي فوق هي رزان صديقة ميعاد
و لسا ابي انتقاداتكم
تحياتي
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top