الجزء الثامن
في المشفى:
كان سعيد لابس ملابس العملية
و كانت سارة و رائد واقفين عنده
قال سعيد:سامحوني يا عييلي،و أنتوا مسامحين.
قال رائد و هو يصارع عبراته:يبه أنت في حياتك ما قصرت
بحقنا،لا والله،أنت كنت وما تزال وجه السعد علينا.
قالت سارة و هي مبتسمه و لكن بين هذه الابتسامه عبرات
تحاول أن تكتمها:يبه،بنظل ندعي لك،إن الله يشفيك و يرجعك
لنا سالم غانم.
و سحبوا سرير سعيد و رائد ممسكا يد أبيه اليمنى
و سارة ممسكة باليد اليسرى و يمشون مع السرير
و لما خرجوا من الغرفة وجدوا عبدالله و ميعاد
مشت ميعاد و أخيها مسرعين حتى وصلوا بجوار السرير
و قال عبدالله:رح تطلع منها سالم يا عم،إن شاء الله بعد
ها العملية رح ترجع توقف على رجليك من جديد.
قال سعيد و على وجهه ابتسامه بريئه:الله كريم،الله كريم.
و سحبوا سريره و هم ينظرون إليه.
بجوار غرفة العمليات كان رائد واقفا،و سارة جالسة
تبكي و بجوارها ميعاد تهدأها،و عبدالله جالسا على الكرسي
مقابل سارة و ميعاد
قالت ميعاد:خلاص سارة،لا تبكين إن شاء الله مافي خطر عليه
أنتي بس ادعي له.
قالت سارة بين شهقاتها:غصبا عني،غصبا عني.
رائد:.........
قام عبدالله و ذهب
قالت ميعاد:وين يبي هذا؟
سارة:.......
رائد:.........
و بعد خمس دقائق
كانت سارة منحنيه على الكرسي
أما رائد فجالسا على الأرض و ضاما ركبتيه إلى صدره
أما ميعاد فلم تكن موجوده لانها ذهبت إلى دورة المياه
كانت سارة تفكر و دموعها على خدها حتى تفاجأت
بقنينة ماء أمامها و لما رفعت نظرها فإذا به
عبدالله مادا يده يريد أعطاءها الماء
قال لها:خذي!
مدت يدها مترددة و أخذت القنينة
و جلس جنبها
و قال:لازم تسوين سواتك و تبكين؟يعني على أساس
إنك إذا بكيتي بيطلع لك عمي و هو يمشي؟
شكلك أول مرة تمرين بهكذا ظرف،عشان كذا ما قدرتي
تسيطرين على نفسك.
سارة:.......
التفت إليها عبدالله و قال بصوت خافت:ادعي ربك إنه
ما يذوقك نفس اللي ذقته أنا،ترى من بعد أبوك محد رح
يسندك و يدعمك،فبدال ها التبكبك ادعي له أحسن.
و قام من على الكرسي و جلس على الكرسي
المقابل،و وجهت سارة نظرها إليه دون أن تنطق بكلمة
التفت رائد و قال:إذا ما تبين المويا،عطيني اشرب!
فمدت سارة يدها و أعطت أخوها الماء
رجعت ميعاد لكنها تفاجأت باتصال
رفعت جوالها "رزان تتصل بك"
ضغطت على مكالمة
ميعاد:
أهلين رزان.
رزان:
هلا فيج زود،ها أشلونه عمج؟
ميعاد:
قبل أشوي دخلوه ع العمليات.
رزان:
و سارة و رائد أشلونهم؟
ميعاد و هي تنظر إلى سارة:
والله مدري ش قولك لك.
رزان:
ميعاد،أنا الحين يايتكم"جايتكم"
ميعاد:
تمام،باي.
و أغلقت الجوال و ذهبت فجلست بجوار صديقتها
فوضعت يدها على كتف سارة
و قالت:سارة،إلى متى ها الوضع؟راضيه بنفسك كذا؟
سارة،لا تقعدي كذا و كأن الأمل مفقود،لسا العملية
بأولها،أنتي ادعي ربك إن العملية تتم على خير،
لأنك ما تقدرين تساعديه إلا بالدعاء.
قال رائد:الله يشفيه و يعافيه و يطلعه لنا بالسلامة.
رفعوا أيديهم و قالوا:آمين.
و نظرت سارة إلى عبدالله و هو منزل رأسه
و يبدو عليه أنه يفكر في موضوع ما
قالت سارة في داخلها:"ليتني أقدر أنساك،و أنسى اللحظة
اللي حبيتك فيها،ليتني اقدر انتشلك من قلبي،مع الأسف دخلت
متاهة الحب و قاعدة امشي فيها ادور على ممر الأمان،بس يا ترى
وشو ممر الأمان؟يمكن يكون نسيانك هو ممر الأمان؟بس كيف الاقيه
كيف اقدر انساك؟كيف ابطل من التفكير فيك؟"
قطع تفكيرها صوت رزان:سارة،أشلونج؟
قالت سارة:هاه؟"نظرت إلى رزان التي كانت واقفه و ماده
يدها لتصافح سارة"هلا هلا،الحمدلله بخير.
و مدت يدها و صافحت رزان و جلست رزان بجانب ميعاد
وو بعد حديث طويل
قالت ميعاد:تعالوا ابيكم بموضوع!
نهضن جميعا و ابتعدن عن عبدالله و رائد
قالت سارة:ش الموضوع اللي تبينا فيه؟
قالت رزان:حبينا نقول لج إن عبدالله تقريبا
وقع في شباكنا،بس نبي نلعب بأعصابه أشوي بعدين
بنخبره.
قالت سارة و هي خائفه:أقول يا بنات،بلاها ها الخطة...
قاطعتها ميعاد و قالت:بعدما حققنا النتيجة الباهرة
تبينا نهون،أحب أقول لك آسفين ما نقدر،"تكتفت ميعاد"
بعدين اش بلاك خايفه كذا؟
قالت سارة:خايفه من النتائج،أخاف ما نستفيد شي من كل
هذا،و أخاف بعد أن تعبكن يروح ع الفاضي.
قالت ميعاد بحده:يا ستي خليها تروح ع الفاضي،خلينا
نجرب مو خسرانين شي.
قالت سارة بين عبراتها:يعني عادي تخلوني اتأمل ع الفاضي صح،
عادي تخلوني اتأمل في شخص ميؤوس منه؟
قالت رزان:هدي حبيبتي سارة هدي،أنتي لا تفقدي الأمل جذي
يمكن بعد ما يكتشف إنج أنتي اللي كتبتي الرسائل،يحبج.
قالت سارة و هي تبكي:و يمكن يكتشف إني أمية،و يمسحني
من حياته للأبد،هذي ما فكرتوا فيها؟
قالت ميعاد:و يمكن لما يكتشف إنك أمية يعيد حساباته و يحبك،
هذي ما فكرتي فيها؟
هزت سارة رأسها ب"لا"و قالت:ما ظنيت
إنه بيفني حياته مع وحده مثلي،هو يبي وحده مثله تفهم عليه مثقفه دارسه،تفكر نفس تفكيره تشاركه في آرائه.
نزلت رزان و ميعاد رأسيهما
قالت سارة:أنا ش فايدتي في حياته؟رح يشوفني بس مجرد خدامه
و مربية....."نزلت رأسها"بس.
و بكت بحرقة
فضمتها ميعاد و هي تقول:خلاص حبيبتي،خلاص.
مرت ساعة و سعيد مازال بغرفة العمليات
و الكل ينتظر خروج الدكتور
كان رائد جالسا على الكرسي و ممسكا رأسه
أما سارة فكانت واقفه و واضعه رأسها على الجدار
أما ميعاد كانت واقفه بجانب عبدالله الذي كان منكمشا
على نفسه أما رزان فلم تكن موجوده
قالت ميعاد:سارة!سارة!
التفتت سارة إلى مصدر الصوت
قالت ميعاد:ايش رأيك نروح الكافيتيريا؟
قالت سارة:لا مابي اروح لأي مكان.
و جلست على الكرسي المقابل لكرسي رائد
و التفتت ميعاد إلى عبدالله
و قالت:عبدالله!عبدالله!أنت نايم؟
رفع عبدالله رأسه و نظر إلى ميعاد
قالت ميعاد:إذا أنت تعبان،رح السكن.
قال عبدالله:لا مابي اروح لأي مكان.
و جلس على الكرسي بجوار رائد
قالت ميعاد في نفسها:ما كأنه قال نفس كلام سارة،
معقول سمع ش قالت؟و اش كان قصده بها الحركة؟
و ابتسمت ابتسامه خبيثه و ذهبت مبتعده
عن الجميع و اتصلت على رزان
و بعد ثلاث رنات ردت
ميعاد بقمة الفرح:
رزان،عندي لك خبر بمليون ريال.
رزان بحماس:
شنهو الخبر،فرحيني.
ميعاد:
اكتشفت إن عبدالله يحب سارة!
عبس وجه رزان:
صج إنج فاضيه،فكرت إن عمج طلع من العملية.
كشرت ميعاد و بدى عليها علامات الحزن:
لا والله لسا ما طلع،شكل العملية مطوله.
رزان:
الله يطلعه بالسلامة.
ميعاد:
آمين يا رب.
و ودعن بعضهن و أغلقن الجوال
و عادت إلى سارة و عبدالله و رائد
و مرت الساعات و الكل يتنظر و يترقب خروج الدكتور
و في الساعة الحادية عشر ليلا
خرج الطبيب و نهض إليه الجميع بسرعة
و اسرعوا إليه
قال عبدالله:طمنا دكتور!
قال الطبيب:العملية تمت بنجاح،و ليس هناك ما يدعو للقلق.
قال رائد:اش قال الدكتور؟
قال عبدالله:اطمن رودي،قال الدكتور إن العملية نجحت.
قال رائد بحماس:صدق؟"نظر إلى سارة"
سارة،نجحت عملية أبونا!
قالت سارة و هي فرحه:ايوه!
و عانقت أخوها بفرح و أخذا يقفزان من السعادة
و ميعاد تضحك أما عبدالله فاكتفى بابتسامه جانبيه
فلما توقفا
قالت ميعاد:صراحه ردة فعلكم لا يوصف.
و عادت للضحك
قال عبدالله:عموما الحمدلله على سلامته.
قالا الأثنين بفرح:الله يسلمك.
وسع عبدالله ابتسامته و هو يوزع نظراته على
سارة و رائد،و هذي الابتسامه خلت سارة تسعد أكثر
و يكون في قلبها بصيص أمل في أن يحبها عبدالله
حتى ميعاد كانت تنظر إليهما بابتسامه
فتارة تنظر إلى عبدالله و تارة تنظر إلى سارة
و قالت:و إلى متى با تضلوا على ها الحال؟
نظر إليها عبدالله
و قال:يلا أختي،دام اطمنا على عمي،فلازم الحين روح
و بكرة بنرجع نطمن عليه.
قالت ميعاد:تمام."نظرت إلى و قالت مودعه"مع السلامة سارة.
و ذهبوا متجهين إلى خارج المستشفى.
كان سعيد في غرفة العناية المشدده
و كانت سارة جالسة بجنب أخوها النائم،
كانت سارة مبتسمه ابتسامه خفيفه و هي تفكر
في عبدالله،عندما ابتسم في وجهها لأول مرة،
كانت تتلاعب بشعرها الطويل الأسود و هي سعيدة
أما عبدالله فكان متكأ على سريره و كانت الورقة أمامه
و كان يتأملها بصمت و لكنه تذكر شكل سارة التي ابتسمت
أمامه فتربع على السرير و أمسك رأسه
و قال:و ش جاب ها الغبية في رآسي؟حسبي الله عليها
قطعت علي تفكيري،يعني لازم تطلعي لي حتى هنا؟
أف من بنت الهندية،ما تخلي حد بحاله.
و استلقى على السرير و نظر إلى السقف
و قال بهمس:لازم اكلم عمي بخصوص سارة،بس أخليه
لمن يسترد عافيته و باخبره بالقرار اللي اتخذته.
في اليوم التالي:
كانت رزان تأكل فطيرة كروسون أما ميعاد
فكانت تكتب الرسالة
قالت ميعاد:ما هي خطتنا لهذا اليوم؟
أخبرتها رزان بكل الخطة
قالت ميعاد:بس ما تحسين إن الخطة خطيرة و إن
أي غلطة بسيطه بتخرب كل شي.
قالت رزان:حنا لازم نجازف،ولا ما رح نوصل لأي نتيجة
أنتي ادعي ربك إن ما تصير لنا مشكلة،و بس.
قالت ميعاد:الله يستر.
------------------------------------------
ان شاء الله يعجبكم بارت اليومو لو انه
قصير اشوي...
بصراحه كنت ابي انزل صورة لعبدالله
بس هونت و تركت لكم حرية التخيل...
عموما منتظره ردودكم
و دعمكم...و نقدكم...
تحياتي
♥♥♥
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top