المنبه

"هذا يعني ان جدة جدتك تبدو مثلك (!) "

"اجل، انتي منزعجة من كونك تريني بكل مكان اليس كذلك؟ تلك ليست انا"

"ها؟"

"اجل صحيح! هي بامكانها ان تظهر للبشر! انها غاضبة! ستأخذ انتقامها! منك ومن الجميع!"

دفعتني لتمر. منذ متى كان لها هذه الشجاعة. ايضا ما الذي سيدفعها لاخذ انتقامها مني؟ انه ذنب الماضي. ذهبت لغرفتي ودخلت اسفل الغطاء. كان هناك دفتر و قلم بيدي. جمعت ما اعرفه حتى الان. امور اقرباء بدون اسم، الروح التي بالغرفة، الأجيال الجديدة، كون الماضي لم ينتهي بعد، الارواح التي تحترق بالانتقام والتي ستأخذ انتقامها مني!!! ما علاقتي بهذا ؟

" اليوم سيكون يوما رائعا، الكنز الضائع سيك-"

آه هل هو هذا المنبه مجددا. ربما انا محقة بشأن كوني اكره آنا. حقاً محزن انني استيقظ على هذا الصوت الذي بحافة رأسي. كل صباح أحاول اغلاق المنبه مبكرا قدر استطاعتي. اكره هذا الصوت. انه كالصرير. ذهبت للصف فوراً. مرت عدة دروس مملة. اكره درس الادبيات ايضا. اظن ان اليوم هو يومي المعاكس. اكره كل شيء. استاذ الادبيات يتفلسف كالعادة. انا انام مجددا. شيء ما اسفل المقعد التقط قدمي وعصرها. هرعت للوقوف بسرعة. يبدو ان الاستاذ لاحظ كوني لم اكن استمع له ليطلب مني تلخيص ما كان يقوله. نظرت فحسب. فعل هو المثل و:

"لا تنسوا ان هذه مدرسة ليس كل شيء كما يُرى او يُسمع، بالمقدمة يأتي الصبر. الصبر مطلوب اولا. بعدها ستكتشفون الشيء الذي تبحثون عنه ولا تجدونه"

يا للعجب! ضرب قاع الفلسفة. لكن حقا الجملة التي قالها منطقية. لامست روحي. كان قد اصبح الليل. مجدداً اسفل الغطاء كنت اراقب جدول المدرسة. اظنني غفوت حتى والا ماذا سيفعل استاذ الادبيات بغرفتي. اقترب لي وهو يأخذ شكل بدون اسم. همس:
لا تنسوا ان هذه مدرسة ليس كل شيء كما يُرى او يُسمع، بالمقدمة يأتي الصبر. الصبر مطلوب اولا. بعدها ستكتشفون الشيء الذي تبحثون عنه ولا تجدونه. بعدها اخذ شكل آنا: لا تقلقي حلوتي كابوس فحسب...قال ومد المنبه. عندها استيقظت على صوت المنبه. وجدت نفسي متعرقة. مددت نفسي لأصل للمنبه وانظر للساعة. بعدها خفت ودفعته. اشعر بشيء سيء للغاية. تجهزت سريعاً لاخرج من الغرفة. آنا وجين لم يأتيا للغرفة منذ يومين تقريباً. لم يكن هذا لطيف ابداً بالنسبة لي. بقائي بمفردي مع بدون اسم. حتى انني لا استطيع التفرقة ان كانت بدون اسم ام جدة جدتها. كنت اسير بخوف. لم استطع الدخول للدرس. بدل ذلك ذهبت لتلك الغرفة. اعتدلت امام المرايا المكسورة. جثوت على ركبتي.

"ماذا تريدين، ماذا، ماذا؟ "

"انتي مثلهم.." بدون اسم ايضاً كانت قد قالت لي نفس الشيء

"لستُ كذلك."

"انتي مصدر استمرارهم. "

"من هم لا افهم."

لم يأتي رد. بدل ذلك وقعت تلك الصورة الجماعية الخاصة بالمدرسة من الرف. نظرت بارتباك. لا يمكن ان يكون لهذا علاقة بجدة جدة بدون اسم التي بتلك الصورة فحسب. هناك شيء اخر ايضاً. خرجت من هناك وأتيت لغرفتي. كان لدي حاجة للتفكير. اخذت دفتري، الصورة وسترتي لاخرج للحديقة. فكرت طويلاً. دوا صوت المنبه برأسي. المنبه بالطبع،المنبه.

1) دائما ما اغلقته مبكراً، لم اصبر واسمع نهايته. أن اتى الصبر من هنا...

2) ستجد الشيء الذي امام عينيك ولا تراه يجب ان يكون هذا بعد ان اسمعه للنهاية!!

ركضت للغرفة فوراً. دخلت الغرفة لكن توقفت فحسب. بدون اسم كانت تقف امامي مباشرةً. أخرجت يديها من خلفها. بدأت بالسير مع سكينة اشبه بالعملاقة نحوي. ان لم اوقفها انا لا احد سيخبرها ان تتوقف ناتاليا. انتي لن تكملي هذا الجيل!!


تاريخ نشر هذا البارت

190820

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top