كان الحب
بين القبلة التي شاهدتها على التلفاز، وصفعة أبي ، وطردي من المدرسة كان الحب ....
في طفولتي، حينما رأيت البطل يقبل البطلة وقالها أحبك، ركضت مهرولة إلى أبي لأقبله القبلة ذاتها ، صفعني على وجهي، من علمك هذا الهراء !
بكيت حينها كنت أود البوح بحبي له.......
بعدها أصبحت أخافه، إن كانت امي تخبر أبي بحبها دائما ، لماذا أبي لم يصفعها مثلي !
في وقت آخر، كان أخي الأكبر يصرخ بأختي، التي اكتشف محادثة بينها وبين شاب !
علا صوته قليلا ومن ثم همهم بكلمات غير مفهومة، قام بضربها، صرخت أختي ، لا أحبه، احتضنها أخي بعد ساعة وقال لإنني أحبك وأخاف عليك فعلت هذا!
ركضت مجددا إلى أمي، وقمت بضربها، صرخت أمي ما بكِ، قلت لها : لإنني أحبك ، قومي بضربي أيضا، تعجبت أمي وصرخت بي : يا قليلة الأدب سأحسن تربيتك !
في المدرسة، في مرحلتي الابتدائية، كانت فتاة تدعى أسماء تخرج كل يوم في موعد الفرصة خارج المدرسة، تقف تتحدث مع شاب، وبعدما تنتهي الفرصة ، تودعه وتقول أحبك !
في اليوم التالي، حينما أتى موعد الفرصة، خرجت لأرى أي أحد اقول له أحبك ، كان شاب يكبرني بالعمر ، صرخت أحبك، أصيب بحالة هستيرية من الضحك، وبعد بضع دقائق وصل الخبر لمديرتي، التي قالت لي:اخرجي ولا تعودي أبدا !
عاقبتني بالفصل 3 أيام بسبب قلة أدبي، وصرخت أمي بي طوال ال3 ايام ، ما زلتِ صغيرة وتفعلين هذا !
بعدها أصبحت أعي حقيقة الحب أكثر، لا يجدر بي الإفصاح عنه، يجب أن يبقى مخفي ، حتى لا يعاقبني أحدهم، وقعت في غرام ابن الجيران الذي يكبرني بعشرين عاما، أصبحت أراقبه كل يوم، أقف على نافذتي وأسرح به، كان هنالك شعور غريب يجتاحني حينما أراه وهو وزوجته، كأنني أود قتلها والتخلص منها، لكن كنت أبكي فقط، في يوم اتخذت قراري بأن احدثه؛ حينما رآني نعتني بالطفلة اذا هو لا يحبني...
تقوقعت في غرفتي عدة أيام ، أصبت بالمرض، هذا هو الحب !
كبرت أكثر ، دخلت مرحلتي الثانوية، تجاوزت المراهقة كما يسمونها، دخلت بعلاقات عشوائية، احببت شابا لديه سيارة حمراء، خرجت معه في موعد بالخفاء ولم يعلم احد، بعدها تركني الشاب؛ فأحببت ابن معلمتي، الذي كان يزورها يوميا بعد الحصة الآخيرة وانتهى الأمر بأن كشف امرنا، وأصرت المعلمة على معاقبتي وإخبار عائلتي ...
عدت للمنزل صفعني أبي مجددا بقسوة أكبر، عاقبتني أمي بمنعي من الخروج الي حفلة خطوبة صديقتي؛ عاقبني أخي الأكبر بضربي والصراخ بي؛ وكلهم بحجة الحب !
ما هذا الحب الذي يجعلني أسيرة في البيت، وجسدي مليء بالكدمات، أصبحت أخافه أكثر من أي شيء ...
لكن كل ممنوع مرغوب، سأحب مجددا أي أحد لا يهم من !
ما زلت اسأل نفسي ماذا يعني الحب ، أهو شيء مادي أم معنوي ، إن كان مادي لما لا أستطيع لمسه، هل هو تلك الكدمات التي تملئ جسدي، وإن كان معنوي لما يقولها الجميع ويحرمونها علي !
بعد عدة سنوات أصبحت أعي حقيقة الأشياء من حولي، لم يكن علي تقبيل والدي كما في الفلم، بل كان علي اخفاء ذلك والاكتفاء بالكلمة، اخي لم يضرب اختي لأنه يحبها، بل ليمارس طقوس الرجولة عليها فهو كان يكلم حبيبته بالليل ويرسل لها القبل، لم يكن علي الخروج من المدرسة دون أن اجعل واحدة من صديقاتي تراقب البوابة لذلك كشف أمري، لم يكن علي أن احب ابن جيراننا فهو كبير بالنسبة لي وغير ذلك متزوج، كان علي بأن أشي به لزوجته حينما رأيته يحتضن احداهن أسفل نافذتي، لم يكن علي أن أحب شاب بسيارة حمراء، كان يجب أن أبلغ الشرطة عنه لأنها مسروقة، لم يكن علي بأن أحب ابن معلمتي، كان ضعيف الشخصية ويخبر امه بكل شيء!
بات الحب شيء غبي، يمارسونه الناس في الخفاء ويعاقبون من يجهر به !
وكنت أنا ضحية الجهر به دائما ،دون أي سبب مقنع لماذا تعاقبونني على كلمة أحبك ، التي أحاول ايصالها لكم !❤️
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top