|05|

     | خلل في النظام. إعادة التشغيل... |

     فتحت جفناها ببطء في وسط الظلام، تغرس أصابعها في الرمل لتعزم على النهوض، تسعل لتخرج الماء الذي ملأ جسدها، ارتمت على ظهرها بأنفاس غير منتظمة، تزحف إلى مكان تأوي إليه.

     | تحذير: درجة الحرارة منخفضة عن المعدل. توجهي لأقرب مكان دافئ. |

تحاول النهوض برؤية ضبابية، ترى أطيافاً تتحرك باتجاهها، أعادت تشغيل نظامها لتتحسن الرؤية، فإذا بثلاثة رجال يقفون أمامها، يرمقونها بنظراتٍ غير سوية. استقامت عن جلوسها ثم وجهت ناظرها إليهم بحدة.

     - دي حتة بلاستيك زي اللي بنلاقيهم في كل حتة... هش من هنا يا ماما لأحسن نخليكي صفيحة.

قال أحدهم بينما دفعها لتسقط أرضاً، نهضت بكل ثباتٍ وثقةٍ.

     | مهمة: اقضِ عليهم |

سحبت لوح خشبٍ ملقىً على الأرض وغرزته في عنق أحدهم، ركض آخرٌ نحوها فأمسكت برأسه فكسرت عنقه.

     | أنهِ الأمر، الآن |

ركضت نحو الأخير لتدخلَ معهُ في عراك، دفعها بينما سحب من صدرها منظم ضخ الثيريوم، ثم ألقاه بعيداً.

     | 00:00:59 |

زحفت أورا نحو المنظم، تقاوم الضعف الذي يسحقها، تتشبث بالهواء محاولةً الوصول قبل فوات الأوان. أمسكت بالمنظم وغرزته في جسدها مجدداً، نهضت لترمي بقطعةٍ نقدية في الهواء، ركلتها فاخترقت رأس الأخير. هذبت هندامها ثم بدأت تتحرك بعيداً عن المنطقة.


| 01 ديسمبر، 2037.

الساعة 11:49 مساءاً |


     في مكانٍ ما، يعلمه عقلها ويجهله جسدها، الخوف يسري في عروقها، البرد بدأ ينتقل إلى جسدها المبتل، تمشي في الطريق بينما ترتجف، تحاوطها نظرات التعجب والاستغراب من حالها، لكنها تكمل طريقها بعينينٍ ناظرتين للأسفل، بأصابع باردة ترتعش تتمسك بجسها المتجمد، تحاول أن تجد مأوىً ليدفئها في ليلتها المظلمة. وبعد سيرٍ طويل، وجدت مكاناً هادئاً قد يكون مناسباً لها، منزلٌ صغيرٌ على وشك الإنهيار، لكنه بدا مريحاً. فتحت بابه لتجدَ الظلام يسوده، اخذت عدة خطوات إلى داخل المكان، لتشعر بالحرارة أخيراً تحاوطها، أخذت جولةً حول المكان، والذي يوحي بأن لا أحد قد أتى إليه منذ مدة، اطمأن قلبها إليه فاتخذت مجلساً أمام مدفأةٍ كانت مشتعلة، قربت يديها الباردتين من النيران لتشعر بالاستقرار يعود لجسدها، ضمت ساقيها إلى جسدها واتكأت إلى جدارٍ قريب.

     - إ-إنتي مين؟ وبتعملي هنا إيه؟

سمعت صوتاً حاداً جعلها تنتفض من مقعدها، استدارت نحو مصدر الصوت، فإذا بأندرويد يقف أمامها، تعلو ملامحه آثار للتعنيف والأذى. كان مرتبكاً متردداً، مما أكد لها أنه متغير.

     | الاسم: رالف. الموديل: WR600. الوظيفة: بستاني |

     - أنا آسفة بجد، كنت بدور على مكان أقعد فيه لحد الصبح وبعدين حمشي، مكنتش أعرف إنه بيتك. إنتا اسمك رالف، صح؟ أنا أورا. متقلقش، أنا أندرويد، متغيرة زيك برضو. متخافش، مش حأذيك. أنا بس محتاجة مساعدة بسيطة مش أكتر، ممكن تخليني قاعدة هنا لوش الصبح؟ وأوعدك إني حمشي قبل ما الشمس تتطلع، بس الليلة دي تعدي.

     - رالف بيحب الضيوف، رالف حيساعدك. متخافيش، رالف كويس مش وحش.

رد بابتسامةٍ مشرقةٍ، فشعر قلبها بالاطمئنان. أخذت كرسياً وجلست أمام المدفأة، فسحب رالف مقعداً إلى جانبها.

     - رالف حاسس إنك زعلانة، إيه إللي حصللك؟

     - أنا كنت أندرويد بشتغل في مركز شرطة ديترويت، أندرويد متطورة على أعلى مستوى، قوية، ذكية، مبتعتمدش على حد غير نفسها. بس قلبها لما اتحكم فيها غير حياتها، صح إنه خلاها تقرب شوية من الناس إللي حبتهم، بس اضطرها إنها تبعد عنهم أكتر مما اتخيلِت. اضطرت تبعد عشان شغلها ضد مبادئها، سابت كل الحلو إللي في حياتها، وبدأت تستوعب كدا دلوقتي، لما لقت إن العالم ضلمة أوي ومؤذي أوي. آسفة على كلامي الكتير، بس دا اللي مزعلني.

     - رالف مش زعلان، رالف فرحان إنك فضفضتيله.

     - هو إللي عملته اسمه فضفضة؟ معلش أصلي لسة متغيرة على جديد، مندمجتش أوي مع الناس وعرفت حياتهم ماشية إزاي. ممكن أعرف سبب الـ... إيه إللي حصللك؟

     - رالف كان بيحب الورد، كان شغال في بيت جميل، بس في ناس جات ضربت رالف وآذته أوي، رالف هرب وهو خايف. رالف استخبى هنا عشان الناس متضربهوش تاني. رالف خايف منهم.

     - متخافش يا رالف، مفيش حد هنا يقدر يئذيك. ولو حد حاول يقرب منك أنا حقف جنبك.

أردفت فارتسمت ابتسامة بشوشة على وجهه أوحت لها بالراحة.

     | رالف: دفء |

----------------------------------------------------------------

هااييي لافزز، كبكيكز، كتاكيتز، سينرز!، أندرويدز، واتيفرز، شلة الأنس والصحبة الكريمة. ميسد يكلاببب بجدد. ♥♥

شابتر حلو أهو عشان عيونكم *انجاز اني كتبته ف يوم* مش طويل بس حلو، اللي بعده اوعدكم ابدأ فيه من بدري عشان أكتب أكتر. ^^

كل الحب، يرير. ♥

16.02.19

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top