الدمعةُ السادسة، صديقٌ غائب، ما عاد لهُ وجود.
مرحبًا صديقي الودود؟
ها أنتَ ذا
غائب
وبابي يتلهفُ لكي تقرعه
فيُفتحُ لكَ في سعادةٍ
غامرة.
فأينكَ عني؟
وأينكَ عن بابي؟
وأينَ حجارتُكَ
التي كنت ترميها
على نافذتي؟
حثًا مِنكَ لي على الاستعجال
في الخروج.
تعال الآن،
فأنا لم أعد أنام!
وذكرني
لكي أُعرفَكَ على
الرفيق الجديد،
الذي اسمه أرق!
يُلازمني كما الظلُ
هذهِ الأيام،
يتشبثُ بي،
ويسقيني
وجعًا في الليل.
صديقي
أينكَ عني؟
وأينَ روحكَ الحلوة؟
التي كانت تطوفُ حولي،
تلكَ الساعةُ التي كانت سريعةً وتتحرك
ما عادت تتحرك،
وباتت بطيئةً للغاية
ومراتٍ أخرى
أُحِسُها
تتجمد!
تتجمدُ عندما تحينُ ذاتُ الساعة
التي غِبّتَ فيها،
وغادرتَ بيتي،
صديقي العزيز،
أينكَ عني؟
وأينَ قلبُكَ
يا شقيقَ الروح
ما عادَ يحضُنني؟
قُلي
يا صديق الأمس
هل لك عِلمٌ
فيما حلَّ بي؟
بعد غيابك الطويل
حتى البابُ لم أعد أغلقهُ،
ما زلت أنتظرُ الساعة
التي فيها يحينُ وقتُ لِقائنا المُعتادِ.
في المرة القادمة،
سأعرفُكَ أيضًا على صديقٍ آخر
صارَ عزيزًا علي،
بشكلٍ غيرَ مُتوقع.
يُقال عنهُ الحُزن،
إنني أُعاشرهُ في ليلي،
وفي نهاري،
وصباحي وجُّلَ أوقاتي.
فما بالُكَ سيحدُثُ لي؟
إن غابَ عني
حتى حُزني.
صديقي الحبيب،
أينكَ عني؟
وأيني عنكَ؟
إنني بِتُ في حالةٍ من الفراغ
فيها الحزن واليأس
ينهشني،
كُلها هكذا
دُفعةً واحدةً
تُهجامني!
وتُحاصرني بينما أنا
في طريقي
إلى النوم.
حتى تحتَ وسادتي،
أجِدُّ دموعي تنتظرِني
وتُعانِقُ جفني،
ثُمَّ بعد هذا
يأتي الأرق
ويستلقي بجاني
وهو يضحك!
ويأتي بعدها
عزيزيَّ الحزن
يضعُ نجومًا سوداء
تحتَ عيني
وأخرى في قلبي.
فيا صديقي،
أينكَ عني؟
.
كررتُ النداءات الكثيرة
ولم أسأم من النداءِ عليك،
كررت اسمك مراتٍ لا تُحصى
حتى لا يغيب عن بال أحد،
فعلت الكثير،
حتى تبقى الذكرى حية.
ولكن يبدو بأن الجميعَ كان مُحقًا،
يبدو أن صديقيَّ الوحيد
فعلًا
لم يعد في هذه الحياة،
يبدو بأنهُ قد ماتَ حتمًا
وفارقَ المكان.
- كُتب هذا النص في اليوم التاسع والعشرين من يوليو، في عام ٢٠٢١.
تم التعديل عليه اليوم، وأمس، ٢٣،٢٤ يوليو، عام ٢٠٢٣.
يبدو بأن النص كان أطول مما تخيلت، ٢٨١ كلمة.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top