الدمعةُ الرابعة عشر، هل لكثرةِ الخيبات نهايةٌ؟
لقد شعرتُ أنني شحيحةٌ
أتكلم ولا أُفهم،
شحيحةٌ، لا أقدر على التعبير الجيد،
شحيحةٌ، لأنني أتكلمُ
وما من فائدةٍ تُرجى.
شحيحةٌ لأنني أتكلم عن شخصٍ لطالما كان يمضي ويخيبُ في سعيه، خيباتهُ تقصمُ ظهره، خيباتٌ وخيباتٌ تتوالى على رأسه، كيف للأيام القادمة، أن تُصلح ما كُسر في قلبه؟ كيف تُنسيهِ أيامًا، سَهِرَ فيها يبكي، أيامًا سَهِرَ فيها يرجو من الله جبرًا كثيرًا، كيف له أن ينسى كل هذه الأيام، والصلوات، والدعوات المرسلة إلى السماء؟
يا الله، كم أن هذهِ المرحلة من أعمارنا صعبة، وخائبةٌ للغاية، كم أن مشاعرنا وشكاوينا فيها كثيرة، أعمارنا هذهِ لا نُجيد فيها فنًا سِوا البكاء، وحتى الفنون الأخرى، لوثتها دموعنا وأحزاننا، كلها كلماتٌ ورسوماتٌ حزينة، كلها باهتة، وكلها كئيبة، يا الله، لا حول ولا قوة إلا بك، فألهمنا القوة التي تجعلنا نمضي، نمضي خالين من كل شعورٍ مؤذي، شعورٍ يجعلنا نفكر أن سعينا من عدمه، لا فائدة تُرجى منه، شعورٍ يجعلنا نفكر أن أفعالنا التي تعبنا لها، ما هي إلا هباءٌ منثور، يا الله، اجبرنا بجبرك، وعوضنا بعوضك الذي لا ينفد ولا ينتهي.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top