< ضد التيّار >

♧■■■♤♤♤♤♤♤■♤♤♤♤♤♤■■■♧


عجلات ..
اختراقٌ للهواء ..
مساحة شاسعة !!
طريقٌ ممهد وحصى ..

خيوط الشمس تقاربت واحتالت شعاعاً يضرب الأبصار والأسطح ..
ترتفع عين الشمس تفترش السماء بنورها فيبهت الأزرق .. وتبين حقيقة الألوان ..

يقود رالف بسرعة جنونية الطرق المختصرة والأبعد عن أي مرور ..

طرق برية لا قواعد لها؛ تحكمها الطبيعة بين تلال وهضاب؛ فسهولٍ خضراء على مد البصر ..

■□■□□■□■□□■□■□□■□■□□■

#جيمي

رغم المساحات ضيّقٌ كان صدري ..

وخزاتٌ من خوفٍ وتيه !!
باختصار : لست بخير.

خاصة بعد محادثتي القصيرة معَ رالف في أول الطريق، عن موت عمتي ووالداي ..

أتعلمون لمَ؟

-يتنهد-

لمَ قد يطرح رالف هذه الأسئلة بعد قراءته للملف؟
أهذا دليل على أنّ هذا الملف يحمل شيئاً من الحقيقة؟!

أهذا يعني أن لديه شوكوك؟

- ركنت على جانبي الأيمن الى باب السيارة في شيءٍ من الشرود ..
تهتز النافذة مع سير العجلات في عنف تهدهدني .. أرقب طريقنا قاطعين القرى وأطراف المدن ؛ عن جانبينا المزارع وقد نلحظ بعض المواشي والسواقي وقبعات الفلاحين بين حقول الذرة وزهور دوّار الشمس فارعة الطول تحف بعض المنازل هنا وهناك ..

السكون في الخارج يتهيأ وكأن البشرية قد انقرضت رغم وجود آثارها ؛ فتكاد تسمع الأعشاش تصفق لعبورك مع النسيم !!
ورفرفة الأجنحة ..
وخرير القنوات بين تلويح الأغصان وقفزات الأرانب ..

في هدوءٍ مُربِك ليومٍ كهذا ..
فالهدوء تتبعه العاصفة ؛ والعاصقة تنتهي بالهدوء ..
ومن يعلم هل هذا اليوم نهاية عاصفةٍ أم بوادرها !!

صدحت أفكاري حتى خِفت أن يسمعها رالف ..

ضممت يديْ نحوي - أنا أكثر من يؤمن أن والدتي قد تفعل أي شيءٍ لتنقذ حياتي ..
حتى لو كان قتل والدي؟

أجل.

حتى لو كان المساعدة لخطف ابنتي؟

أجل.

ولكن؛ إن كان شعوري في محله .. فهذا يعني أن والدتي مجبرة من طرفٍ ما لتمثيل هذا الإختطاف .. وهو طرف أقدر مني - أي قادرٌ على التسبب بمقتلي ..

أهو جراي؟
ولكن؛ لا علاقة لي بجراي أصلاً سوى أني سمعت عن أخباره مؤخراً من رالف .. أَنه صلدٌ قلبه كالحجر وقصره مأوى للجثث والموت ..

إنه لا يعرفُ حرمةً للأرواح أو الأموات ولا ينكر ما يُنْكر من انتهاكات لحقوق البشر والمخلوقات !!

إن له عالمه الخاص .. وقواعده الخاصة !!
يتصرف بتعجرف وكأن الكون بلا إله !! متجبر طاغوت - يفعل ما قد يطرأ في باله ..

لكن ..

طرأ سؤال داخلي أشهرت به لرالف ..
"رالف .." عدّلت جلستي "أتظن كيف عرف جراي بي وهددك بي؟ وليس بيني وبين جراي أي شيء!!"
ثم تابعت بتعجّب "ألست أنت ووالدتي و (إيدوارد) الوحيدون من تعلمون بنجاتي من الإعدام؟!"

تريّث رالف قبل أن يجيبني ..
ثم قال بثقة وكأنه يريد من أذناي أن تحويان ما سيقوله حرفاً بحرف ..
"استمع ..
اِعلم أن في عالم القتلة والحكومات بشر مثلنا ..
فأسماعهم لا تتعدى جدران بيوتهم، ولا أن تهيأ لك نفسك لوهلة أن لا شيء يخفى عليهم .. فهم ليسوا آلهة!!
إنما بطبيعة الحال؛ هناك دوماً من يتقصد نقل الأخبار لغرضٍ ما ...

وإن كنت تريد الربط بين معرفة جراي بك فعليك أولاً أن تربط بين من أعلم بالذي بيني وبين جراي ليشي بمكاني وأسرتي ...

فلا أحد بتاتاً يعلم الصراع الدائر بيني وبين جراي من أجل القناصة سواي أنا ..
وهو ..

وإن كنّا نريد إدراج ثالث فهو بالتأكيد طرف مشترك بيني، وبينك .. وبين جراي ."

التقطت أنفاسي ..
بحق كيف لم أنتبه!! فجراي لو كان بهذا النفوذ لما صعب عليه الوصول إلى القناصة لمدة أحد عشر عاماً وفجأة وصل إليها!!

تابعت مكمّلاً لأفكار رالف "وبالطبع، سيكون الطرف الثالث الذي وصل بين جراي ومكانك وجراي واسمي هو ذاته الذي ..

-شردت لوهلة-

هو ذاته الذي اختطف ابنتي .."

أومأ رالف بالإيجاب .
ثم تابع وهو يدير المقود تارة لليمين وتارة لليسار بانتباه "وهو ذاته الذي نقل إلينا الملف عبر جوناثان وربما هو ذاته الذي سلّط إيدوارد على والدتك .."

حسنا هذا منطقي ..
"وما رأيك؟
من بيده مفاتيح هذا اللغز؟"

تنهد رالف تنهيدة طويلة ..
ثم قال "أتعلم ..
الموت حرّاً أفضل من العيش دمية وأكرم ..

وإن من ينسج هذه الألاعيب لن يتوقف حتى يجعل كلّا منا يتجه في ذات التيار الذي ألقى بوالدتك فيه ..

وكما قلت لك ..
التيار يا جيمي ..

-ثم كررها-

التيّار .

التيارُ له مصدر .. وطريق ممهد .. ودافع ومصب!!
فأيما يغلب اتجاه الأحداث علينا دوماً أن نصنع القرارات الأبعد فالأقرب فالأبعد عن التوقعات لنصنع الذبذبات ..

-يحرك أصابع يده مبيّناً-

فصنع الإضطراب المتذبذب في خطط من يتلاعب سيجعله يخرج عن صمته ويظهر إما كصديق أو عدو ..

إنه فقط سيكون الذي سيظهر تالياً."

ابتسمت "إذا فالمتوقع منا الآن أن نذهب ونسلّم القناصة لجراي ونطلب منه تسليمنا ابنتي، وعندما سيقول ببساطة أن لا علاقة له بأمر ابنتي ستبدأ بيننا المناوشات"

اطلق رالف ابتسامة جانبية ..
"وإن كانت المناوشات بيننا وبين جراي هو اتجاه التيار -"

رفعت حاجباي في دهشة قائلاً "سنعلن السلام؟!!"

"أجل."

"ولكن؛ هذا لن يغير الكثير ..
إذ سيضطر الخاطف إلى الإصرار على فكرة أن جراي هو الفاعل ومحاولة تلفيق التهمة به بل أسوأ .. فقد يقحمه معنا ويوقع به!!"

"هه .." بسخرية ..
"بلينيسكي لم يلقب بجراي الرماديْ أو ثعبان الموت من فراغ ..

فعندما تنظر إلى وجهه؛ لوهلة سترى فكه بارزا للأمام قليلاً وفمه واسع وعيناه زجاجيتان مع انفٍ دقيق ..

باختصار له وجه ثعبان .. وهذا هو الحيوان الأقرب لوصفه.
وهو ليس بالمغفل الذي يجد نفسه في تهمة ما ثم ينقاد للدفاع عن كونه مبرأ منها ..

فلحظة معرفته بكون أحدهم يحاول اقحامه في المشاكل لن يلتفت نحونا؛ بل سيلتفت اليه ..

وحينها ..

سيكون عدونا الخفي أنا وأنت ..

هو ذاته ..

عدو جراي."

شعرت بقطرة عرق تنسل من رأسي على جبيني مبتسماً بنواجذي ابتسامة ذهول .. مسرّا ^ويدعوا جراي بالثعبان ماذا عنه هو ذلك الذئب العجوز!!^

بحق لم أكن لأفكر في كل هذا بذات التواتر ..
أشعر بأني غبي جدا مقارنة برالف!!
كما أني لا أجيد سوى الهرب أو الإندفاع!! فجسدي يستهلك بالتأكيد طاقة عقلي الفارغ الذي لا يعمل ربما !!

ابتسمت مجدداً بتوتر شديد كالأبله - فقد كنت مستعدّا كثيراً للكم جراي بقبضتي ولكن الآن يجب أن أبسط راحة كفي لمصافحته بحرارة!!

لا يطرأ على خيالي سوى لقطة مشوشة لي أصافح رجلاً برأس ثعبانٍ رمادي >~<

بحق لقد انقلب رأسي تماماً ..
ولكن الشخص الوحيد الذي أثق به ثقةً عمياء؛ هو ذلك الجلس بجانبي ..

رالف ..
ذو العينين الضيقتين والنظر الحاد!!
بشعره الذي لم يلتفت إلى ترتيبه منذ دهر؛ فكلما طال منه جزء قصقصة بعشوائيه ...
فلا يحمل رالف فرشاة شعرٍ ابدا بل يستعيض عنها بمقص!!

انه نحيل ..
وخفيف في الركض والقفز ..
لديه ساقان طويلتان لا تظهر معالمهما من بنطاله ..
وانا موقن ان عقله يزن عظامه!!

نظرت الى يدي ..
أنا الشبح الذي فاته الموت ..
والموت الآن لي أرحم من أن أواجه أهوال الحياة ..
أعيش لأجل والدتي وابنتي؛ وإن قدّر الإله موتي فسيحفظهما ..

أو سيريحهما مثلي ..

فلست أهاب الموت بل أركض خلفه ويتلافاني ..
فإن كان لا بد من الحياة إذاً؛ فسأخوضها كالمجنون!! أكسر حواجزها حتى تخضع ولا تزعجني مجدداً .

لقد احتجزت بداخلي سبعة أنفاسٍ متتالية ..
الآن وخصيصاً الآن ..
فأنا أرى مشارف الغابة هناك؛ ذاتها التي كنا أنا ووالدي نزورها أحياناً للتدريب..

وكأني تنشقت عبقاً من الماضي!!
أسمع تكتكات جهاز تنبيه الاستدارة في السيارة بينما ينعطف رالف الى الطريق المؤدي نحو مشارف الغابة ..

بهدوء!
فنطقت بكلمات أفلتت مني ..
"إنها سكويا ..."

أُردف ..
"نيفادا كاليفورنيا ...
أستطيع اشتمام رائحة خشب السِكويا وأوراقها .."

إنها ملاصقة لغابة الصنوبر من الجهة الأخرى؛ يفصل بينهما سلسال جبال بيضاء القمم ..

وإنهما السكويا وآريسا ..
وعندما يريد البشر تسمية شيءٍ في غاية الوحشية : يطلقون عليه إسم أنثى ..
فتوحّش النساء مُبهِت!!

ولا يوجد ما يخيف أكثر من أن تقبع وحشية في جوهر جمالٍ أخاذ!!

كوحشية الأمومة ..

كنت صامتا للغاية أرقب قمم الأشجار عن بعد ..
أذكر أن النساء مخلوقاتٌ مُفزعة بحق - وأن لديهن القدرة على قتلك بنعومة فائقة أو إنعاش روحك بعنفٍ شديد!!

إنهن مخلوقاتٌ معقدة كالغابة؛ والغابة أنثى ..
قد تحتضنك حتى الموت أو تدهسك لتعيش!!
انها ساكنة ..
أخاذة وعارمة بالحياة !!
تهمس لك جذوعها كي تأتي ..

لكن في عقلها متاهة ستبتلعك بأحشائها حتى تنجوا قطعاً متناثرة .. أو تُقتلً جميعك!!

إنها وحشية الأنثى ..
عندما ستعطيك كل شيءٍ تمتلكه لتحسن الإنتقام منك فتُتِمّ تمزيع مفاصلك ولربما تتفل على رفاتك وتبول على وجهك وتتكحل برماد جمجمتك إن أنت قللت مما تحويه من مشاعر او استهنت ببرائتها ..

لا تعبث مع النساء .
هذا ما نصح أبي به ..

لا تعبث بقلوبهن؛ فإن إحداهن قادرةٌ على تضمر حقداً طويل البال يستهدف نزع رأسك من جسدك ..

وإن النساء لمخلوقاتٌ قليلة الصبر كثيرة المكائد .. وصبرها ممتد عميقاً لسنوات كجذور السكويا، وكالعروق ستتفجر داخلك بصمت وتتغلغل ..

ثم تنهي أعوامك!!
هذا ان كانت امرأة سيئة ومحنكة!!
أما ان كانت بسيطة لطيفة صافية، فلعنتها أشد وأقسى!!
لأن الإله بذاته سينتقم لدموعها ...

فهن كالغابات .. ستنجوا من سخطهن إن ألقيت بكامل جسدك وتخليت عن روحك لهن!!

حينها فقط ستخرجك سالماً وتنساك .

♧□♧□♧□□□□□□□□□□□□□♧□♧□♧

#الراوي

تحدثه ذاته عن النساء ووحشية الأمومة، وكأنه يشهد اتجين على بعدٍ منه ..
وهي تقف في الغرفة، تضم إليها ذراعيها باعتراضٍ هادئ !!
قد انسدل شعرها الأسود على ظهرها وأبرز ثوبها القطني الأبيض البسيط .. وهي تقول لمن امامها (جراي)

"أشكرك على مصارحتك لي بالحقيقة ..
وأعلم نيتك الصادقة كما أخبرتني، لإعادتي إلى منزلي .. زوجي وولداي!!
ولكن يا سيّد قصرك ..

لم تكن صادقاً عندما قلت لي حقيقة كوني زوجة مختطفة وأماً لطفلين ..

فأنا أمٌّ لثلاثة أطفال!!

رضيعي ذو الأيام من عمره مختطف.
وأنا - لن أعود بدونه."

حملق جراي ببعض التمعن في نظراتها المغيبة - وكأن حدقتيها حبتيْ الزيتون، كقاعيْن يغيب فيهما الوعي عن كل شيء سوى ما ذكرته ...
طفلها!!

أطبق جراي شفتيه وادرك أنه لن يجبرها على أي أمر .. ربما فقط مغادرة منزله -

فأشار إليها "لقد علمت بقدوم زوجكِ قريباً؛ فقد بعث بقدومه منذ يوم ..
وإن أتى، فأنا أطلب منكِ الرحيل معه.

أما عن طفلكِ الرضيع فاعلمي أنه لا شأن لي به!! ولم أكن لأتسبب في إيذاءه .."

صرعته نظراتها المتمحصة تراقبه بصمتٍ شديد ..
وكأن قدماها ثقلتا بثباتٍ في مكانها!
فهدأ ..
يتراجع إلى الخلف جالساً على كرسيٍّ منمق ذو وردٍ أزرق؛ وبجانبه الباب ذو المقبض المذهّب ...

تنهد نافخاً صدره بالهواء ..
علم أنه إن أجبرها على أمر ما فلن يكون سوى أن ترحل من القصر ...
ولا بأس بذلك حلّا مالم تستقطب المشكلات ..

ضرب ركبتيه بييده ثم استقام واقفا ..
"سنرى ..
الآن دعيني أتجهز لمقابلة زوجك العنيد -"

"لن أسامحك ..
وسأجعل حياتك تحتال إلى جحيم." قالتها بحنقٍ شديد له تصك أسنانها!!

فانذهلت تعابير وجهه ..
بينما تستمر هي قائلة "إن لم تساعدني في إيجاد رضيعي، فسأجعلك تعاني .."

قهقه جراي عاليا كما لم يقهقه من قبل!!

تضم اليها ذراعيها أكثر كإشارة لإصرارها على موقفها قائلة "فلقد قلتَ للتو أنك من أحضرتني إلى هنا، وهذا سبّب اختطاف رضيعي"

يقهقه بفمٍ مفتوح ويتابع القهقهة - وهي ناظرة نحوه ..

ثم يقول واقفاً و راحلاً "حسناً يا صغيرة ... نتحدث في ذلك لاحقاً...
الآن تجهزي لرؤية زوجك فأنا لا أريدهم ان يتهموني بالإهمال .."

وظل يبتعد ويبتعد ..
حتى تلاشت تماماً اصوات دقات جزمته ..

بينما اتجين في غاية الإرتباك.


إن عقلها لا يقوى على تذكر اي شيء ..
بل كل شيء، ماعدا لقطة اختطاف طفلها وأغنية الجبل ..

تشعر لوهلاتٍ متباعدة أن عقلها سيزيغ من مكانه!! كلما تكرر ذاكرتها اللقطة ..
الحوض ..
الطفل وصراخه!!
الدم ..
وذلك الرجل ذو الزي .. ضخمٌ عريض الجثة قد منسدل على نفسه الرداء يغني بصوته العميق ..

أغمضت جفنيها إذ الأهداب من كثافتها تكاد تمس وجنتيها ..
تردد ..

بعيداً هناك ..
سفوح الجبال -
ضبابٌ برود
يمينُ أخدود -
جدران الكهوف - وأثر الكفوف ..

ويغيب الباقي عن ذاكرتها تماما ..
..

جعلت تردد هامسةً بذات اللحن ..
بعيداً هناك ..

سفوح الجبال ..

تغمض مجدداً وتتمتم ..
ضبابٌ برود
يمينُ أخدود ...

تظل هكذا وهكذا ..
بينما في الطريق تدور عجلات رالف وجيمي في شيءٍ من انداعٍ لا بهاب الموت !!

○°○°○°○°○°○°○°○°○°○°○°○°○°○°○°○°○

#جيمي

ذكرت لرالف ..
"قال لي أبي مرةً .. إن المرور بأطراف الغابة أخطر من التولج بها! ..

ولم أفهمه حتى اليوم .."

فكر رالف قليلاً ثم قال "ربما يعني بذلك أن الشر يحرس الأطراف ويترك القاع للمخاطر التي هناك من ينجو منها ..

فالشر على أطراف الغاب مشتعل؛ يخطف من يخطف ..
فترى القتلة يتخيرون الأشجار الطرفية لدفن المقتولين ... حتى غدت أطراف الغابة مكتظة بالأرواح الغاضبة المنسية التي لم ينصفها القضاء ابداً ...
من مئات الجرائم المجهولة التي افتعلت في أناسٍ من شتى الأعمار والأجناس ...
سكويا وآريسا مشهورتان بسكنا الطوائف المتطرفة والشيطانية كذلك ..

وهما بؤرة تتجمع فيها قرابين بشرية عدة .. وتخرج عن كل ما يسمى بالقانون والدولية"

ثم تابع
"أما آريسا، فهي سُكنا جراي ..
يقع قصره في أقصى جنوبها الغربي مما يجعله يتطرف الغابة قليلاً .. أي كما قال والدك عن تطرف الشر على حدود الغابات ..
فالقتلة الذين يحترفون الفساد والخارجون تماماً عن نصوص أي قانون كجراي يتصرفون وكأنهم من يملكون المنطقة - فيقطنوا الطرف حرّاساً للداخل؛ لا يتغلغل في الأجزاء التي يحكمون سوى من يريدون"

كنت أتعمق في النظر وأنا أجيبه ..
"آهاا"

نقترب ونقترب ..
فتلوح لنا أسقف من قرميدٍ أزرق عالٍ لهيكل قصر تراه مندسّاً بين رؤوس الأشجار ..
ونحن نقود فوق تلّة بقربه مما يجعله بيّناً لنا على بعد؛ فيشير رالف برأسه أي ها هناك
"قصر زيميركوف بلينسكي .. ^جراي^
هناك على بعد بضع كيلوميترات منه سياج قصير يحذر المخيمين من الترمكز في منطقته .."

سكتت أنظر واتمعن في ذلك القصر القديم، ونحن في منعطفٍ آخر اقتراباً منه ..

أراه يدنو ويدنو، وحينها قال لي رالف
"كن على أهب الإستعداد لكل شيء؛ وراقب جيداً حركاته فجراي قد يصدر أمراً لأحد رجاله بقتلك وذلك من خلال طرفة بعينه ..

أريد أن لا تتحدث معه مطلقاً ..
سنلعب لعبة بسيطة جداً؛ وهي من خلالها سنعرف ان كان يعرفك ام لا .. فقط اصمت تماماً مهما أردت أن تتكلم دع الحديث لي ..
اتفقنا؟

ولا كلمة ولا ردة فعل عدني بءلك"

أومأتُ له "حسناً أعدك."

ومن هنا بدأ اليوم ..

بدأ بالفعل؛ فكأن غيمة افترشت أطرافها فوق الغابة وحجبت بعض الشمس ..
الساعة الآن قرابة العاشرة والنصف صباحاً، وطوال اقترابنا وكلما دنونا نلحظ بعض المسلحين المتجولين ومن يسمحون لنا بالمرور رغم الشرار في أعينهم ..

أقدر أعداهم بالعشرات، يسير رالف بسيارته عبر طريقٍ غير معبد لكن ممهد لعبور السيارات باتجاه القصر ..

يفتحون لنا الأسيجة والبوابات حتى استقام بنا الطريق على حصى ورمال نحو باحة القصر العملاقة ..

شددت على مسدسي ..
أتهيّأ .

إما للموت أو للموت ..
فكلّنا للموت .


■■■■°■■■■°■■■■°■■■■°■■■■

#اتجين

اضطرب القصر فجأة بمن فيه ..
لحظت استقامة الحراس واصطفافهم في الخارج، يتخذ بعضهم مواقع من الأعلى والجانب ..

أسير في الردهات أجر ثوبي الفضفاض .. قطنيّا لم أنزعه مذ استيقظت من النوم ، قد جمعت شعري للخلف وجعلت أهرول في الرده أرى الخدم يلتجؤون إلى أماكنهم ..

ولكن الغريب في حالة الإستنفار تلك، أنها كانت لإعداد العشاء لا أكثر!!

أسير وأنظر يمنة ويسرة، الكل مشغول ويتهامسون بينهم أنه قد أتى ..
من هو؟

أزوجي بتلك الخطورة؟
ليتني أذكر شيئاً عنه.

لكنّ رجلاً قد يثير الجلبة في قصر الموت سيكون بالتأكيد الأقدر على مساعدتي على إيجاد طفلي، أو بالأحرى طفلنا كما أخبرني ذلك الخاطف القذر جراي ..

بدأت أشرد ..
خاصة عندما فرغت الطرقات وسكنت الأصوات؛ أمسكت بطرفي ثوبي أرفعه واتجه إلى أحد الشرفات لأرى وكأن الضيف قد دخل بالفعل!!

°.°.°.°...°...°...°...°...°.°.°.°

#الراوي

في الأسفل حيث الدور الأول ..
يتقدمها جراي بدون حديث نحو الداخل فالداخل ..

لم يطلب منهما نزع الأسلحة ولم يفتشهما!!
بل ورالف خلفه حاملاً حقيبة طويلة تحوي قناصته بقطعها ورصاصاتها !!

هنا تسارعت خطوات جيمي فسبق رالف بعضاً من الشيء - عجول؛ في قيعانه لهيب إرادة معرفة الحقيقة ..

في غياهيبه أفكار ولهفة لسماع أخبار ..
بدى غريباً وكأنه يسابق الجميع إلى الداخل ..

يعلم رالف؛ أن جيمي يُضمر مشاعره أكثر من أي شخصٍ يعرفه .. يضمرها كثيراً حتى تفيض وتتصاعد كالبراكين لكن مترجمة بشكل آخر تماماً ..

فكتمانه للخوف يَظهره باللا مبالاة والبرود ..
وكتمانه للتوتر يفيض بالضحك والمزاح !!

بل؛ وإبداؤه لشعور التعجل والأمان نابعٌ من عدم الأمان فهكذا هو جيمي - كما يؤمن رالف - مختلف وذو قيعان تنتهي بالنور والمشرق على أرضً بكرٍ صافية ..

أبيض شفاف كطفل وحذر ككهل ..
لطيف وشرس ؛ نبيلٌ ولكن يجيد الخداع ..

يتقدم أمامه ويتقدم حتى كاد يصل إلى جراي تحت عيون حرسه المتأهبين !!

فتمهّل ..

وتمهّل حتى قارب من رالف ليكون معه وبجانبه .. فهو بداخله يفديه بروحه وبدين له بحياة.

دخل جراي إلى صالاته ذات السجاد الأزرق والتحف الفضية ؛ قد شردا فيما يملك رغم تأهبهما لكن هذا ملفت للانظار لدرجة أنك تشك كونه أتى أو صُنع في عالمنا هذا!!

اذواق خيالية ذات طرازٍ غير مسبوق وهوية لثقافة غير بشرية ربما!!

فخامة تكسوها فخامة حتى غاصت دقدقات كعب أحذيتهم في نعومة السجاد ..

يطلب بتأدب منهم أن يتبعوه؛ إلى أحد غرف الإستقبال العظيمة ..

حيث السقف كالسماء، عالٍ !!
تنسدل الستائر نزولاً - حمراء مخملية بحبالٍ ذهبية، تغطي نوافذ متهالكة لا يُرى عبر زجاجها العتيق شيئ سوى خيالات الشجر !!

تكييف مركزي وهواءٌ نظيف جدا ..

هناك أرائك ليس بنظافتها ونعومتها مثيل - وطاولات الشاي من زجاجٍ بلوري ثقيل تكسوها الحرائر من الأقمشة المزينة بخيوط الذهب ..

إن الزخارف ..
والتحف، والمنحوتات جميعها رموزٌ وثقافات غير معروفة المصدر فلا هي غربية أو شرقية ..
بل بدى لوهلة انها من بلاد غير بلاد البشر ومن أرض غير اراضيهم !!

كانت هناك في المنتصف ثريّا ؛ عملاقة بحق !!

أعلى الرؤوس؛ نصف قطرها مترين ونصف المتر - وتتدلى منها الألماسات النادرة والمختلفة الحجم واللون والشكل ؛
إن مرّ عليها ضوءٌ تلألأت وبرقت وإن تخللها شعاع أثارت اطيافاً وألوان!!

يعلوها شمعدانات على محيطها .. تسع عملاقة فالشمعة الواحدة بحجم رجلٍ بالغ وشعلتها بحجم الرأس !!

تلك الثريا مهِيبة !!
أذرعها النحاسية الثقيلة والمتفرعة تجعلها أشبه بوحش!!
والحلي بها وكأنها كنزٌ معلّق لا يقدر بثمن!!

تُوهم الداخل بكونه تحت السيطرة والخطر؛ غير مريحة البتّة - إن من عظمتها وجمالها تشعر أنها هي السيدة الحقيقية للمنزل !!

لا ينوي أيٌّ من رالف أو جاك الجلوس أسفلها ..
لابد وكونها تزن نصف طن كحدٍ أدنى!!

فعندما أشار لهما جراي أن يتفضلا بالجلوس؛ تخيرا نقطة طرفية أبعد ما يكون من موقع تلك الجميلة المعلقة؛ فجمالها مرعب وتصميمها مربك !!

اجتاح جيمي شيءٌ من سكون الأمان إذ أنهم لم يفتشوه ؛ كذا سلاحه لا يزال معه!!

وكم كان هذا في غاية الجرأة من جراي أن يدع مثليهما يدخلان حاملي الأسلحة الصغيرة والبيضاء ؛ بل ويطلب منهما التربع في مجلسه وعلى أرائكه الحمراء المذهبة !!

لا يعلم جراي كمّ الذهول الذي اجتاح الخدم خاصة عندما طلب منهم تجهيز مائدة عشاءٍ مبهرة ..

فدبت الهمسات بينهم في تساؤلٍ بلا أجوبة انتهى بإغلاق جراي الغرفة عليه وحد معهما -

إذ بدأ جراي محاولةً للتواصل بالنظرات آن سيره المرتخي مع عيني رالف الذي تجنبه تماماً ..

أما جيمي ..

أما جيمي - فقد كان يهاجم جراي بنظراته الفضولية بشكلٍ كبير يتتبع سيره ..

يشعر جراي أن كل مفصل يتحرك فيه ينتبه له جيمي حتى أحس جراي ذاته بعدم الراحة .. فسارع السير إلى مقعده على بعدٍ ليس بالكبير منهم ..

يلحظ جيمي جاك ..
يتمعن به؛ لا يعرفه ..
لكن جيمي عريض المنكبين؛ جسده ينوه لكونه جريه ثابت جدا وسريع جداً!!
وصدره الواسع ينوء عن قدرته على التحمل والغطس والتحكم بالمجاري الدموية والعصبية داخله ..

وكون جراي مدرب وعاش في التدريب فقد لفته كيف أن جيمي يبدو نشأ تحت وطأة تدريب منظم وممنهج!!

يتساؤل جراي بداخله لم يحضر رالف معه شابّا متدربا كحماية مثلاً؟؟

قاطع تفكيره رالف، يقف ..
فهناك امام جراي طاولة من خشب السكويا؛ في غاية الثقل والفخامة والثبات!!
يقترب منها ..
ويلقي بحقيبة القناصة عليها بقوة وكأنه يتمنى أن تنكسر قبل أن تصل إليها يدا جراي .

يبتسم جرتي لرؤية حنق رالف ثم يفتح الحقيبة بهدوء ..
فإذا بالقناصة وجميع قطعها ورصاصاتها .. إذ شعر جراي أن قلبه ارتعش مع لمعانٍ في عينيه مما أثار ضحكته القصيرة "كنت لأُعطيك اتجين بدون مقابل!!"

ثم تابع "أنا رجلٌ أتجنب المشاكل ولست ممن يحب الخوض في الإنتقام -
ثم أظنك تعلمت درسك."

أغلق جيمي فمه بقوة رغم انه اراد النطق بالكثير ..
لكنه تذكر ما قاله له رالف!

فصمت.
وترك الأجواء فارغة لتملأها كلمات رالف الصادمة تماماً لكل الأطراف.

"لا تحب أن تُجتر للمشاكل ..
أعلم.
وهذه ليست هدية لك أو للمساومة على زوجتي الحبيبة؛ فلا شيء يقابلها ولا حتى موتك - بل أشد ذُلّك ..

وأنت تفضل الموت على أن تخسر أو تُذل .."

سكت جراي سكتة طويلة عريضة ..
حتى تابع رالف "يبدو أنك لاحظت أن هناك من يراقبك ويزيد بك الطين بلة ..
أليس كذلك؟"

سكت جراي مجدداً ..
وكان من داخله يغلي من الكراهية لوجه ذلك الرالف ..
لا يصدق انه سيضطر للتحدث معه عن كل أمر يشك به ولا أن يتحدا يوما ضد المجهول .. حتى لو كان هذا الإتحاد اتحاد معلوماتٍ لا قوى!!

ثم قال رالف بحدة وبعينين مصوبتين لجراي ..
"أتعرف ما أنت متهم به الآن؟ .."

رفع جراي بصره لرالف الواقف أمامه قائلاً ..
"بماذا؟" مومئاً بتعجب متوقعاً اتهامه بأمر ..
فقال رالف ..
"علاوة على اتهامك باختطاف الرضيع من زوجتي .. الآن هناك من يطالب باستئصال رأسك ..
كونك اتهمت باختطاف ابنته كذلك.

أأخبرك من هو؟
جيمي مارتن يعدّ ما يعده ليقتلك."

ظهر على جراي علامات التعجب وتسائل ..
"من هو جيمي مارتن؟!"

أجاب رالف ..
"الذي هددتني به ... أتذكر؟!"

تظاهر جيمي بالصمم التام بينما فتح جراي فمه وأموأ "آهااا"

ثم بدأ يضحك ..
وأخرج من درجه ظرفاً ما يلقيه باتجاه رالف ..
يومئ ناحية الظرف بعينيه ^ أي خذه ^..

"مذ وجدته، لقد حاك في صدري ..
شعرت أنه فخ لكن لم ولن يهمني أبداً بل أعماني الإنتقام منك ..

لم أكن ساذجاً قط؛ ولكن إن كنت بحق تعلم قيمة هذه القناصة لما رميتها هكذا على الطاولة ولعلمت لما قد أورط ذاتي في شباك عناكب ..

- يستقيم ظهره على الكرسي ويتابع -

لا أحد يفعل ما يفعل دون مقابل ..
ومن يدري ما هو مقابل الإدلاء بتلك المعلومات عنك!!

وأعرف أنك تود معرفة من الذي أخبر بكل تلك التفاصيل الدقيقة عنك ..
فحتى إن عرفتُ أنا مكانك لما كان لي معرفة زوجتك وأبنائك بمحض الصدفة ..

وأنا أقول لك ما جرى؛ فقد ألقيَت هذه الرسالة بين بريدي .. وكما ترى كتب فيها كل شيءٍ عنك ..
وفي نهايتها قيل أني إذا اردت ردعك فعلي ذكر اسم جيمي مارتن لك .."

"يال حماقتك ..
إن ذكرك اسمه فقط كما اتبعت تعاليم الرسالة المجهولة جعلك تسقط في دوامة معه شخصياً ..
أيها المغفل .."

يبتسم جراي بلا مبالاة ويكمل الإستماع ..
بينما رالف يتابع "فقد اختطفت ابنته؛ هذا ما يتهمونك به وقد ذُكر له انك هددتني به .."

ابتسم جراي وتسائل بنبرة متعجرفة ..
"وأنت قدمت لتنسحب؟!"

"لا .."

نظرا نحو رالف جيمي وجراي كلاهما ..
يقول رالف لجراي بعد أن اتخذ مقعداً قريباً من مكتبه .. إذ يبعد بينهما القليل ..
بكل بساطة قالها وبدون أي عناء "أحتاج إلى استعادة طفلي الرضيع وزوجتي ... ثم الرحيل"

تأفف جراي وقال "لما قد أخطف الرضّع؟ إن من اخططف رضيع زوجتك هو ذاته من سلمك القناصة ايها الأبله!!"

اجاب رالف "وأظنه ذاته من اوقع بينك وبين جيمي مارتن و-"

يقاطعه جراي بنبرة عالية "بحق ال- يا إلهي من هو جيمي ذاك؟؟؟
من هو أصلاً!! فليأتِ ويقتلني!!"

وجيمي صامتٌ كالحجر لا يبين على ملامحه سوى السكون والشرود ..

قال رالف بلهجة عنيفة "انه ابن مارتن لوِي"

انتبه جراي "أووء ... اووه!!
هكذا إذاً!!"

تابع رالف "لا تظن أيها الساذج أنك ستنجو من أي متاعب ان اكتفيت بإعطائي زوجتي - فقد تلبستك التهمة بأمر اختطاف طفلة ذلك الرجل كذلك ..
ولن يتوقفوا عن تلبيس التهم بك .."

سكت جراي ..

عم السكون لوهلة طالت ، يراهما جيمي يتبادلان نظراتٍ مريبة جدا إذ لا يملك أدنى فكرة عن ما يحدث!!

نطق جراي ..
"أظن أنّك أتيت لتعقد بيننا معاهدة؟"

اجاب رالف ..
"كلانا متورطين فقد اختطفوا طفلي كذلك ..
وأعلم اتجين وعقليتها .. لن أستطيع أن استعيدها حتى أجد الطفل .."

ابتسم جراي بمكر شديد حتى بدى وجهه كالأفعى ..
أربكتهما ابتسامته الغير متوقعه، ومن ثم أوضح قائلاً "أنت إذا تستفيد من سقطتي هذه لمصلحتك؟
ومن ثم تريد استعادة كلّ امورك؟"

لم يجبه رالف واكتفى بإدخال يده في جيبه الأيسر ..
ليخرج ورقة صغيرة وكأنها صورة فوتوغرافية لم تدركها عينا جيمي ..
وفور أن ناولها رالف لجراي، كان جراي يلقي عليها نظرة أفقية بينما يلتقطها بإصبعيه فاصطدمت أعصابه البصرية بما رأى وأصيب بالهلع الشديد!!!!

قد انفتقت عيناه بقوى وافلت الوقة من بين اصبعيه وكأنها أحرقته بالنار!!!

تعود لذاكرته لقطات ويدرك لوهلة أنما كانت مكيدة مدبرة طويلة الأمد كما توقّع منذ البداية ..
والطّعم كان تلك القناصة اللعينة - وضعوها في طريقه ليستطعوا ايجاد ثغرات لإقتحام قصره هم ذاتهم ..

أسر جراي في نفسه
^تلك الجماعة الماكرة ...

ألم ينتهي الصراع على قطع الغابة منذ أمد؟
أم أنهم لا يزالون يريدون -^

نظر لأعلى ..
نحو الثريا المعلقة!!

وجعل يفكر ويفكر ...
كان صامتاً جداً وكذا الأجواء ... ولكنه كان في غاية السكون أيضاً.

جراي رجلٌ لا يحب الصراعات وليس من يشعلها ..
هو ليس بالمسالم بتاتا ومن يسقط بين انيابه فهو يمزقه دون رحمة؛ بيد أنه في ذات الوقت لا يحب اهدار طاقته على صراعات لا طائل منها ..

لكن ما يحدث الآن هو تهديد واضح من أحدهم انهم سيقتلعونه وقصره من الغابة ..

وتلك الصورة ..

اسرّ جراي مجدداً اذ تنير ترابط افكاره كالعناقيد في عقله يتنفس بهدوء ..
^إن تلافيت جميع التهم ..
ببساطة جيمي ابن مارتن لوِي قد يستعمل آدم كما استخدمه لقتل والده كما قد قيل عن حادث الغابة!!

أو انهم سيوجهون احد التهم لجعله يصطدم معي بذاته ..
آدم .
أول من ..

ولا أتمنى لقاءه فهو كالمرض الخبيث ... سينتهي كل شيء حتى لو لم انتهي انا ..
وما بحويه قصري من اسرار أهم من أميريكا والعالم أجمع ..
لأنه سيقلب كفة أي ميزان ..

وهم يخططون للهجوم علي من جميع الجهات هكذا بل ويجندون أي شخص ضدي من خلال ثغرة القناصة التي استحالت ثقباً فخرقا سيدخلون منه من يدخل عبر الإتهامات حتى تهلكني ورجالي المعارك التي هدفها استنزاف القوى لا أكثر!!

همممم ...
حسناً .^

أنهى شروده بابتسامة صغيرة ..
وتلونت نبرته بشيءٍ من الصداقه، إذ أدرك للتو ما بعقل رالف جيداً ..
هو موقن أن رالف يفضل الإتحاد معه للنجاة من براثنهم - فما هو كذلك سوى ضحية اللعبة تلك .. فيستحيل أن يشرك رجلٌ أسرته في هذا العبث للوصول إلى أي شيء ...

سأل جراي رالف "ما خطتك للحصول على طفلك؟"

اجاب رالف بحنكة "يستحيل أن أضع خطة دون معرفة من هم ومواقعهم ..
أما عنك فأنت لربما بحاجة إلى أن تطلب من جيمي مارتن اعطائك مهلة حتى ترد له ابنته، وحينها تصطادها وتسلمها له لتنتهي المتاعب ..

لأنك إن أنكرت كونها لديك فسيهجم عليك ليتأكد!!
ولا يوجد لديك أي دليلٍ للبراءة!!"

قال جراي بوضوح أكثر ..
"ما الذي تريده مني يا رالف ومقابل ماذا؟
لما لا تحل مشاكلك بنفسك؟"

أجاب رالف ..
"أريد أن اعرف مكان الطفلين ."

"كيف؟"

رفع رالف كلا حاجبيه ...
"أأستأجرك؟"

ذُهِل جراي ولكنه حافظ على نبرته ..
"كيف؟!"

"سأعطيك القناصة .. ليس مقابل اتجين فأنا سآخذها وفق بنود العهد الذي سنقيمه بيننا ..

سأعطيك القناصة مقابل أمرٍ واحد .."

"وما هو؟"

"اختطاف شخص ...
الشخص الذي سيدلي بمكان الطفلين ..
والذي يحمل مفاتيح كل هذه المتاهة ..
وأنا أعرف مدى مهارتك في اختطاف الضحايا كما انت مشهور به .."

تسائل جراي ..
"اختطاف من؟"















أجاب رالف

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

"السيدة بياتريس."

 
- to be continued .... -

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top