Chapter°20°

•••••••

"لكنني هُنا!"

أردف ليُفتح باب المِصعد و تستمِرّ هي بالتحديق بِه، عيناهُ الحادة و الجميلة رُغم جديته تُظهر جزءً مخفِياًّ من الإهتمام!

قد تبدو الكلِمتان اللتان نبسَ بِهما عاديتَان لكن بالنسبة لها هو جعلها تشعُر و كأنه يُحاول إصلاحَ ما فعله المرة الماضية في المصعد!

"سأدخُل أذن!"

أردفت لتأخد نفساً عميقا ثم تضم يدها لتستدير و تُحدق بداخل المصعد لتتقدم بهدوء و يلحقها هو ليدخل و عندما أراد الضغط على زر الطابق هي أردفت بفزع

"مـ-مهلا! هل حقاًّ تم إصلاحُه آخر مرة؟"

"همم، لا داعي لكُل هذا الخوف"

همهمَ و هو يُبعد يدها التي أوقفتهُ لتومئ له و يضغط هو على الزر ليُغلقَ بابُ المِصعد و يعقد يداه بهدوء.

خطت هي خُطوتين جاعلة من المسافة التي بينهما تُصبح شبه منعدمة لتقترب و تقف بجانِبه.

لاحظ هو ما فعلتُه ليقترب أيضاً حتى شعرت بذراعه تُلامِس كتِفها

"ألن تأخدك صديقتُكِ للمنزل؟"

سُؤال غبي نوعاً ما من الطبيب زانغ و جوابُه واضح لأن صديقتها لم تظهرْ إلى الآن!

هذا ما حادتث بِه نفسها لتهز رأسها و كأنها تذكرت شيئاً ثم أخرجت الهاتف لتُحاول الإتصال بِها مُجدداً لكنها وجدت ببطاريتُه قد نفدت.

"أظن أنها مشغولة، سأستقل الحافلة"

فُتِح الباب لتخرج و هي لا تزالُ تعرِجُ ثم خرج أيضاً ليسبِقها نحو السيارة و يفتح الباب

"هيا إركبي آنسة هوانغ"

رمشت مرتين لتحدق بِه بإستغراب، لِم هو أصبح هكذا لطيفاً فجأة؟ هل يِعقل أنه شعر بالذنبِ حقا؟

هل كلامُ تاو أثّر عليه لهذا الحد حتى غيّر من شخصيتِه الحادة و القاسية؟

كشخصٍ يُقدس عمله و يحُبه حُباً عظيماً فبالتأكيد كلام كهذا سيُؤثر عليه خاصة أنه طبيب يهتم للمسؤولية بشدة و يأخد كل شيئ بعين الإعتبار!

"أنتِ بخير آنسة ميلين؟"

أعاد سُؤالها بجدية عندما شردت بالتحديقِ بِه لتهز رأسها و تبتسم بهدوء لتتقدم و تدخل ليُغلق هو الباب بعدها و يتوجه للجهة الأخرى لكي يركب.

رُغم أنها أخبرتُه عن الحافلة لكنها لم تتردد في الركوب، إن كان يشعر بالذنبِ فأصعبُ شيئ هو رفضك لشخص يُحاول إصلاحَ ما أفسدُه معك.

هي أيقنت أنها رُبما قد تكون هذه فُرصة لتحسين العلاقة مع رئيسها في العمل و معرِفتِه أكثر بعيداً عن العقوبات و الأخطاء و التعرض للإحراج أمامه في كل مرة.

"شُكرا لك أيها الرئيس"

أردفت بتردد عندما أدار مِفتاح سيارتِه لكنهُ لم يُجِبها لذا إلتزمت الصمتَ و حسب لأنه بدأ بالقيادة.

"هل لديكِ طعام بالمنزِل؟"

أردف فجأة لتبدأ بالتحديق و تُخرج مُذكرتها من الحقيبة لتجد أن عليها التسوق اليوم لأن الثلاجة فارغة.

"إنه يومُ التسوق.. لذا لا أظن ذلك"

زمّ شفتيه بعدما هز رأسهُ بهدوء لينعطِفَ بطريقِه عن الجهة الأخرى بعيداً عن طريق منزِلها.

أتسعت عيناها لتستدير و تبدأ بالتحديق هُنا و هناك، هو إبتعد عن السوبر ماركت و حتى عن منزلِها!!

"إلى أين نحن ذاهِبان؟"

أردفت بتوتر و هي تُحدق بِه ليُردف بهدوء

"إلى منزِلي!"

"ماذا؟"

أردفت بفزع و هي تعود للخلف لتُردف مُجددا

"لِماذا؟ أعني.. أجل لِماذا؟ أنا لم أفعل شيئاً صحيح؟ أرجوك أنزلني هُنا أريد الذهاب لمنزِلي!"

أردفت بخوف و قد إتسعت عيناها الدائرية بشدة لتبدأ بالشعور بالندم لأنها كانت سهلة و ركِبت معه بسرعة.

ماذا إن كان طبيباً مُنحرِفاً و سيأخدها لمنزِله ليقوم بإغتِصابها أو شيئا من هذا القبيل؟

ماذا إن علِم أنها قامت بحذفِ تِلك الملفات التي كان سيُرسلها للمستشفيات الأخرى عندما قام بطردِ العُمال و الآن يريد مُعاقبتها؟

ماذا إن علِم أنها أمضت هذا الصباح مع لوفين و كذِبت بشأنِ أخدها للكتاب الذي نستُه؟

ماذا لو كان طبيبا يُتاجِر بالأعضاء البشرية و يُريد قتلها!!

هي بدأت تتخيل و ملامح الرُعب ترتسِم على وجهِها و قد أصبحت أفكار طريقة ضربِه و الهروب أو رمي نفسِها من الباب تثكاثر بعقلِها كالجراثيم!

إستدارت لتُحاول فتح الباب عندما إقترب من منزلِه و كان لا يزال يقود لتتسع عيناه و يصرُخَ بحدة

"مالذي تفعلينه!"

أمسك يدها عِندما فُتِح الباب لتنعطِف بِه السيارة و كاد يفقِد السيطرة و يصدِم إحدى الأشجار لولا تحكُّمه بِها في الوقت المُناسِب.

توقف بالسيارة لينظر لها و قد غطت وجهها خائفة من أن يقوم بضربِها ليصرخَ بوجهِها و هو يضرِب مِقود السيارة

"هل فقدتِ عقلكِ أم ماذا؟ مالذي كُنتِ تنوينَ فِعله و اللعنة؟"

الطبيب زانغ يلعن!

شعرت بالخوف بسبب صوتِه المُرتفع و الحاد خاصة عندما قام باللعنِ أمامها، هي أيقنت أنه غاضِبٌ الآن حد الجحيم!

زفر الهواء بسخطٍ مُخرِجاً كل الهلع الذي أصابهُ ليُعيد شعره للخلف و يحمِل مفاتيح منزله ثم خرج من السيارة و قد أغلق الباب بقوة حتى قفزت مكانها ليذهب.

هو تركها هناك وحيدة و جميع الأبواب مُغلقة!

لا تعلم ما عليها فِعله و فقط قلبها من يخفق بقوة لدرجة أن يداها ترتجِفان..

إنتظرت لمدة رُبع ساعة و كانت كالعامِ بالنسبة لها ليظهر لها و هو عائد بينما يحمِل شيئاً بيدِه.

فتح الباب من الجهة التي تجلِس بِها ليرميَ ذلك الكتاب بوجهِها و يردف بعدما أمسكته

"كِتابك الذي تغيبتِ من أجلِه، سيارة الأجرة ستأتي لتأخدك لمنزِلك"

خرجت هي بصدمة من السيارة ليُغلق الباب و يعود للداخِل لتُحدق بذلك الكتاب بصدمة!

كيف و متى؟

هي حتى لا تتذكر أنها نسيتِ كتابها لديه آخر مرة و السيئ في الأمر أنها كذبت و أخبرته أنها وجدته!

إستدارت لتجد سيارة أجرة قادمة ليُحدق بِها السائق و يردف

"أنتِ من طلبتِ سيارة الأجرة يا آنسة؟"

حدقت بِه لمدة ثم أعادت نظرها للمبنى الضخم مُطولا ثم نظرت للسائق لتردف

"لم أعد أريد الذهاب"

"ماذا عن المال يا آنسة؟ لقد تم دفعه عن ط-"

"يُمكنك أخده!"

عادت للخلف لتتركه و تتوجه نحو الباب و قبل أن تدخُل وجدت حارِس الباب لتسأله بهدوء

"مرحباً سيدي، هل لي أن أسأل عن رقم الطابق الذي يعيشُ بِه الطبيب زانغ؟"

ضيق الآخر عيناه بِها ليرتِشف القليل من قهوتِه السوداء و يضع الكوب على الأرضِ ليردف

"و من أنتِ؟"

رمشت مرتين لتُحدق بِه بحاجبين معقودين و تُردف

"هو رئيسي في العمل و أحتاج لإعطائِه شيئا ما بخصوص العمل"

همهم لينظر لها من رأسِها لأخمصِ قدميها ثم أشار برأسِه نحو الباب ليُردف

"الطابق الخمسون رقم الشقة سِتة!"

هزت رأسها دون أن تشكُره على تعامُلِه الفظ لتُحدق بالسلالِم ثم المصعد، أخدت نفسا عميقاً لتنظر لقدمها التي سقطت عليها اليوم ثم ضغطت على نفسِها لتبدأ بالصعود جرياً نحو الأعلى.

وصلت لنصفِ الطريق و هي تلهثُ بشدة لتأخد نفساً آخر و تجري و قد بدأت تشعر بالألم بكِلتا قدميها حتى وصلت أخيراً لتقف أمام باب الشقة و تتنهد بعمق لأن بطنها بدأ يُؤلمها بسبب التوتر.

إستدارت نحو المرآة الموضوعة بالرواق لتجد جبينها مُتعرق بسبب الجري و هي قامت بلعن نفسها لأن وجنتيها تصبح محمرة بسرعة!

هدأت من روعِها لترفع يدها نحو الباب الحديدي ثم لمحت جهاز الرقم السري و يبدو أنه يستعمله أيضاً في حال نسيِه للمفاتيح.

ترددت بالطرق عندما تذكرت شكله و صُراخه بها قبل قليل لتبدو وكأنها على وشكِ البكاء لكنها طرقت الباب بعد صراع طويل مع نفسِها لتنتظر قليلا.

شعرت برغبة بالذهاب لكنها عادت لتطرُق مجددا، و لوهلة تذكرت أنه لن يسمع إلا إن ضغطت على زر الجرس لتضرب جبينها بغباء و تضغط عليه.

عادت للخلف قليلا لتسمع الباب يُفتح و ترفع نظرها لتجده ينظُر لها.

بعض من أزرار قميصِه كانت مفتوحة و يحمِل جروه بين يديه بينما يُحدق بِها بملامح غير مفهومة.

"مرحبا.. أنا هُنا للإعتذار عن ما فعلته، آسفة لأنني تصرفت بغباء أنا أشعر بالخجل مِنك حقاًّ آسفة طبيب زانغ"

ضمت يديها معا و هي تضع كِتابها أسفل ذِراعها بينما تُحدق به بحالتِها تلك لأنها صعدت كِل تِلك السلالِم ليُردف

"هل إستقللْت المِصعد عند صعودِك إلى هُنا؟"

"لا.."

أجابت و هي تُحدق بجروه الذي يلعق رقبة الطبيب زانغ ليفتح الباب أكثر و يُردِف

"أدخلي"

رمشت مرتين لتُحدق بالباب بتردد و بديكور منزِله الداخلي ليبدأ جروه بالنباح و هو يُحاول النزول ليضعه أرضاً و يبدأ بسحبِها من سروالها و كأنه يُحاوِل إدخالها للمنزل.

"توقف موتشي! قُلت توقف"

نبرتُه كانت غاضبة و هذا بالتأكيد بسبب ما فعلته فهو لا يزال يبدو في قمة غضبه لكنه يحاول عدم إظهار ذلك.

دخلت لتنزع حذائها و يضع لها خُفين خاصين بالمنزل لتقوم بإرتدائهما و الدخول و قد إنعكس لمعان المنزل و أضوائه البيضاء على عينيها الدائرية.

توجه نحو الأعلى على تِلك السلاِم لتظل هي وحيدة مع موتشي الذي جلس بُحضنها و بدأ بشمِّ رائحتها و تمييزِها.

"الطبيب زانغ غاضب مني موتشي.. ما رأيك كيف يُمكنني أن أُصلِح ما فعلتُه؟ ظننت أنه رجل سيئ سيفعل شيئا ما لي لكنه أراد إعادة الكتاب لي وحسب، إنها المرة الأولى التي أراه غاضِباً بِها هكذا"

حملته لتُحدق بِه بينما وجهه أمام وجهه و عند إنهائها لكلامِها بدأت تنتظر منه رداً لكنه بدأ بلعقِ أنفِها لتُغمض عينيها و تمسح على فروِه المُجعد و الناعم.

..

دخل هو للحمام بعد أن نزع ملابِسه تِلك ليبدأ بغسلِ شعره و جسده مُبعداً تعب اليوم و جميع الأعصاب الذي سببتها تِلك الفتاة بالأسفل.

"تِلك المُتسرعة تحتاج لأقسى العقوبات و ليس الضربَ و حسب"

أردف بينما يرتدي روبَ الحمام ذا اللونِ البنفسجي الغامِق ليربط حزامه حول خصرِه و يقوم بتشغيل مُجفف الشعر ليبدأ بتجفيف شعرِه.

إرتدى ملابِسه المنزلية المُريحة ثم فتح باب غُرفتِه ليخرج و هو يتفقد هاتِفه و الأخبار اليومية على صفحته لأنه لم يتفقدها مُنذ مدة.

و لأنه يُتابِعها على الويبو الخاص بِها صورتها و هي تأخُد حماما مرّت من أمامه ليتوقف مكانه و يقوم بتكبير الصورة مُتفقّداً كل جزء منها.

هي كانت عارية بالطبع و عظام تِرقوتِها كانت بارِزة و الباقي كان يُغطيه رغوة الصابون ذات اللون الوردي.

أغلق هاتِفه ليضعه يجيبِه ثم أكمل نزوله و قد قطّب حاجبيه بسبب الهدوء الذي بغرفة الجلوس.

هل يُعقل أنها رحلت؟ حتى صوتُ جروِه غير موجود!

إقتربَ أكثر ليُطل من أعلى الأريكة ليجدها تحتضِنُ موتشي و هُما نائِمان معاً

رمش مرتين ليستدير من الجهة الأخرى و يتقدم حتى أصبح أمامها مُباشرة،

طريقة نومِها غريبة فهي كانت تقضِم طرف لِسانِها و تنام بتِلك الوضعية!

هو لم يسبِق له أن رأى مثل هذه الوضعية إلا عند القطط أو الكلاب التي تقضِم طرف لسانِها بأسنانها الأمامية ليبرز القليل منه!

جلس القُرفصاء أمامها ليمد إصبعه مُحاولا جعلها تعي ما تفعله فربما قد يُسبب قضمِها لِلسانها عند النوم الأذى أو قد تكون غائبة عن الوعي!

و عندما لمسه هي أدخلته لتبدو و كأنها تأكل شيئا ما ثم عادت لقضمِه بينما هي غارقة في نومِها.

إستغرب من عادتِها تِلك ليقِف و يبدأ بنداء موتشي بهمس مُحاوِلا إيقاضه، هل فعلت له شيئا حتى ينام بهذه السُرعة؟

"موتشي؟ موتشي! إستيقظ أيها الصغير"

فتح الآخر نِصف عين واحدة لينظر له ثم تجاهله ليعود و يِدخل رأسه أكثر بين ذِراعيها.

تنهد ييشينغ بنفاد صبر فهو كان غاضِباً مِنها للتو و الآن هي نائمة بغرفة جلوسه و تحتضن جروه أيضاً و كأنها لم تفعل شيئا.

شعر بالجوع فجأة ليُحدق بالساعة و يجدها تُشير للثامنة لذا توجه نحو الثلاجة ليبدأ بإخراج الطعام ليُعِد عشائه.

هي كانت غارقة في نومها لكن تلك الرائحة الزكية داعبت أنفها عند نومِها و جعلتها تفتح عيناها لتُحدق بالمكان ظناًّ أنها بمنزِلها.

لكن سُرعان ما إستعادت وعيها بالكامِل لتجلس بسرعة و يستيقظ موتشي أيضا ليجري نحو المطبخ

"يا إلاهي هل نِمتُ هكذا فجأة؟ أنا ملعونة لأنني أنام بسرعة تبا مالذي علي فِعلُه الآن؟"

رتبّت شعرها المُبعثر لتضرب وجنتيها قليلا و تفتح عيناها على وسعِهما، هي كانت تشعر برغبة في الذهاب للحمام لكنها لا تعلم أين يكون و أين هو الرئيس أيضاً

وقفت لتنظر حولها و تتبع رائحة الطعام حتى وصلت لباب المطبخ لتسترِق النظر و تجِدهُ يقوم برفع المِقلاة حتى تنقلِبَ الخُضار التي بِها.

لعقت شفتيها ليُصدِر بطنها صوتاً مُزعِجا لتُمسِكه و تتقوس شفتيها لأنها لم تتناول شيئا مُنذ الغداء.

لكنها لا تستطيع أن تقول شيئا له أو تظهر أمامه لأنها مُحرجة مِما حصل، هل هي فقط غبية إلى هذا الحد حتى ترمي نفسها من السيارة بينما يقود؟

"أعلمُ أنكِ هناك، أنتِ تُظهرين نِصف جسدك"

أردف دون أن ينظر لها لتعيَ أنه يقول الحقيقة، خرجت بتوتر و هي تنزل رأسها للأسفل لتردف

"أين يوجد الحمام؟"

"إستديري يميناً ستجدينه مُباشرة أمامك"

أومأت لتمر بسرعة من أمام باب المطبخ و تذهب بخُطى سريعة نحو الحمام لتفتح الباب و تدخل ثم أغلقت لتزفر الهواء و تتوجه نحو المرآة.

"أنا أكثر شخص غبي على كوكبِ الأرض، أنا أكثر شخصٍ يتعرض للمواقِف التي لا يُحسد عليها، أنا أنا"

سحبت شعرها بقوة لتغسل وجهها بالمياه ثم قضت حاجتها لتخرج لكي لا تبدو أنها ذهبت لتفعل شيئا بمنزِله أو العبث بأغراضِه.

عادت للمطبخِ لتجده وضع صحنيْنِ بالفعل على بار المطبخ الرُخامي مع بعض الأطباق الجانبية، الطعام كان صِحيّاً بالكامِل!

"طبيب زانغ..هل يُمكننا التحدث؟"

"بعد الطعام"

أردف و هو يجلِس ليبدأ بتناول طعامه و تفعل هي المِثل، كلاهما كانا صامِتان لكن عقليهما يصنعنان الكثير من الأحاديث الداخلية.

أنهت طعامها لتقف و تتوجه نحو المغسلِ لكنها لاحظت أن لديه غسالة صحون بالفعل.

"هل أضع الصحون هنا أم-"

"ضعيها هناك و حسب"

وقف ليضع باقي الأطباقِ بالمغسلِ ثم خرج من المطبخ بعدما ترك موتشي يتناول طعامه أيضاً.

توجها نحو غرفة الجلوس لتقف بتوتر و حيرة و هي تفرِكُ أصابِع يدها ببعضها البعض ليقف أمامها و يعقد ذِراعيه معاً

"أسمعُك"

شعرت بدقات قلبها تتسارع من نبرته الجدية لترفع نظرها نحوه و تجده يُحدق بها لتردف و قد أغمضت عينيها معاً

"أعترِفُ أنني غبية جداً و ساذجة أيضاً أعلم هذا، لكنني وُلدت هكذا طبيب زانغ! أنا لدي مُخيلة واسعة و تعلم جيداً أن أي فتاة كانت ستتهور و تفعل ما فعلته! آسفة حقا لأنني تصرفت بذلك الشكل، أنا جعلتك تغضب و تلعن أيضاً و أظن أنك لم تقُم بذلك من قبل أمام شخص ما، أشعر بالخجل الشديد حتى أنني لا أستطيع النظر لك من الإحراج الذي تعرضتُ له! يُمكنك ضربي أو مُعاقبتي أو حتى طردي من المستشفى و عدم الإشراف على تدريبي مُجددا، أنا لا أسبب سوى المشاكِل مُنذ قدومي بسبب هذا التخصص"

"بسبب هذا التخصص؟"

فتحت عيناها لتعيَ ما نبست بِه للتو، هي و اللعنة تحتاج لشُرب صلصة حارة حتى لا تتحدث كثيرا مرة أخرى

صمتت لأنه بدا لها و كأنه يُحاول قراءة أفكارِها و ملامحِ وجهها لتبتلع ما بحلقِها و يُردف مُجدداً

"هل تحدث لك مشاكل فقط لأنك بهذا التخصص؟"

هزت رأسها بسرعة لتردف قبل أن يقترِب من الإجابة الصحيحة و يفرض عليها الإعتراف

"لقد كنت أعني أنني..أسبب المشاكل منذ قدومي للتدريب بالمستشفى، أنا فقط لا أعلم حتى كيف أصيغ كلامي عندما أتوتر"

إستمر بالنظر لها بعُمق لعيناها اللتان لا تُركزان فيما تقوله ليعلم أنها تكذِب بالفعل لكنه سيتغاضى عن الأمر حتى يصِل للحقيقة بنفسِه.

"آنسة ميلين أنتِ كُنتِ سترمينَ نفسكِ من السيارة التي كانت تمشي بسرعة بالإضافة إلى أنني كُنت على وشكِ أن أصدم السيارة بإحدى الأشجار، كُنتِ ستتعرضين لإصابة بالرأسِ تجعلك بغيبوبة لمدة سنة كاملة أو أكثر، و كنت سأتحمل كامل المسؤولية لأنكِ كنتِ معي، هل تعتقدين أن بإعتذارِك هذا سأِسامِحك بسهولة؟"

أردف بجدية لتتقوس شفتيها و تشعر برغبة في البكاء، هي شعرت بالندم الشديد

"أنتِ لم تدعي لي الفُرصة لإكمال كلامي و حاولتِ رميَ نفسك، كنت أنوي أرجاع كِتابك لك و إعادتكِ للمنزل لكنك فهمتِ الأمور بشكل آخر، و كدت أفقِد سيارتي أيضاً هل تعينَ جيدا بالأضرار و المشاكِل التي كُنتِ ستتسببين بِها؟"

أكمل كلامه لتشعر بالقهر و الذنبِ أكثر ثم رفعت يدها لتحك عيناها لكي لا تبكي أمامه، جرى موتشي نحوها فجأة ليبدأ بالنُباح أمام ييشينغ و سحب سروالِه لتردف ميلين

"أنا لا أعلم ما علي فِعله، يُمكنك طلب أي شيئ مني و سأقوم بتنفيده طبيب زانغ، أرجوك عاقِبني أنا أستحق ذلك و بشدة"

"حسنا إجلسي أولا"

أردف و هو يُشير لها على الأريكة لتفعل دون تردد و يجلس هو أمامها على أحد الكراسي ليصعد موتشي بين يديها و يُحدق بسيدِه

"أريد مِنك الإجابة عن أسئلتي و قول الحقيقة و حسب عِديني بذلك"

"أعِدك"

أجابت و قد ترددت الكثير من الأفكار برأسِها لكنها حقا لا تهتم مادام أنها ستكون بخير بعد هذا النقاش و ستُصلح الأمور بينهما.

"هل تعرفين طبيب التخدير لو فين جيدًا؟"

أردف بجدية لتنكتِم أنفاسُها لِلحظة و تشعر بالتوتر، هي تُريد إخباره الحقيقة ووعدته بذلك لكن ماذا لو طرد لوفين من عملِه؟ هي ستكون السبب بذلك!

"أنا و هو أصبحنا أصدِقاء في يوْمي الأولِ من التدريب.."

عقد حاجبيه و قد ظهرت ملامِح الغضب على وجهه ليضع قدم على الأخرى و يردِف

"هذا يعني أنه لا يعيشُ بنفسِ حيّك و أنكِ لا تعرفين عنه شيئا لكنك قُمتِ بمواعدتِه بالفعل"

"أنا أعرفه.. لقد مضى الكثير من الوقتِ"

أجابت ليتنهد هو و يُخلل يده بشعرِه ثم أردف

"لِماذا تغيبت عن جامِعتك اليوم؟"

"تشاجرتُ أنا و لوفين"

"هل بمجرد تشاجرك معه تتركين مُحاضرة مهمة؟ ماذا لو كان إمتحانا؟ أنتِ فقط جِئت جرياً و قضيت الصباح  بأكملِه هنا ثم تُخبرينني أنكِ هنا لإحضار كِتاب نسيتيه؟ ماذا تظُنٓني غبيا أم ماذا؟ تخترقين القوانين ثم تعودين و كأن شيئاً لم يحصُل!"

شعرت بالإحراج أكثر و هي فقط تسألت عن كيف علِم بالأمرِ؟

"السؤال الأخير و الأهم، هل تُحبين الطبَّ حقاً؟"

ضمت يديها بشكلٍ أقوى لتعود بِها الذاكرة إلى الوراء، عِتاب والدها لها و نعتها بالغبية، الأيام التي قضتها دون طعام و نوم من أجل الدراسة.

محاولتُها للإنتحار و شرب الأدوية للهروب من الدخول لهذا التخصص، بكائها ورفضها للأمر و صراخ والِدها بوجهها.

تجمعت الدموع بمُقلتيها لتردف بغصة و هي تنظر له

"أجل.. و بشدة، أنا أريد أن أصبح طبيبة و أجعل الجميع فخورين بي، لا يهم إن كنت سأسهر كثيراً أو أدرس كثيراً لكنني.. تعبتُ من نعتِ الآخرين لي بالغبية، أريد أن أُتبث للجميع أنني قادرة على أن أكون طبيبة ناجِحة.. أساعد الناس و أجعلهم يبتسمون حتى لو تطلب الأمر مني إخفاء حُزني، سأعِدُ نفسي أنني لن أبكيَ مُجددا و سأفعل كُل ما بوسعي لأصل للقمة و أرضيَ والِدي.. و سأجعلك فخوراً بي أيضاً طبيب زانغ!"

هي كانت تبكي و تبتسم بنفس الوقت، تقول ما تُريده لكنها تفعل ما لا تريد بالوقت نفسِه!

و أصعب شيئ هو إجبار نفسك على شيئ لإرضاء الآخرين و تتجاهل نفسك!

"هل تُحبين الطب ميلين؟"

أعاد سُؤالها و هو ينظر لها و قد أمال رأسه محاولا إلتماس مشاعرها الفائضة من كلِماتها لتُقهقه و تمسح دموعها و قد بدأ موتشي يشم وجنتيها لتردف

"هل جوابي لم يكُن واضِحاً طبيب زانغ؟"








يُتبِع...💜

آسفة للتأخر أنا أمر بوقت صعب حاليا و ضغط نفسي💔 وخليتكم تنتظرون أسبوع كامل رغم أني وعدتكم ما أتأخر بتنزيل هالرواية.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top