Part48:تنفس الشوق

تسابقت نسمات الهواء لتلفح معالم وجهها تلعب بخصلات شعرها المبعثر تارة و تداعب خلايا رقبتها تارة أخرى. أغمضت عينيها المرهقتين هالات و إحمرار علامات عن أرق لا ينفك عنها و كوابيس تطارد لياليها الطويلة.

جسدها متعب و قوتها قد وهنت بسبب العمل وحدها خصوصًا أن كرستينا لا تذهب للمكتب و لم تسمع عنها إي شيء خلال الأسبوع الماضي . اندمجت أفكارها مع أوتار قيتارة المعزوفة ، عيناها تنظر خارج النافذة أبتسمت قائلة : " تمتلك ذوق رفيع فرانك"

" لا أميل لها آنستي و لكن هذا الشريط يعود لحبيبتي"  تذكرت لويس و الموعد في أحضان كندا تذكرت نفسها و هي تصرخ للحياة و لكن عادت هنا حيث دفنت هذه الحياة مع جوردن و دموع الحسرة في عيون كرستينا.

توقفت عجلات السيارة ترجلت هي متجاهلة المساعدة التي قدمها حارسها الشخصي بابتسامة. فتحت باب الصيدلية ليعزف جرس الباب صوتًا مزعجًا رائحة المطهرات و الأدوية لم تكن أكثر هدوءً.

تقدمت ممرضة صهباء ذكرتها بصديقتها ، قالت بلباقة و رسمية واضحة أزعجت نويل قليلًا : "كيف أخدمكِ ؟ " وضحت رغبتها في حزام قماشي طبي لكاحلها و ذلك لأن الألم مازال يعود. أقتربت من المكتب و قد ضيقت عينيها : " هل أجد حبوب منومة ..أعني أعاني من الأرق و لا أستطيع النوم"

 
هزت الممرضة رأسها و قالت ربما تجد بعض الأعشاب التي لا تنتج أضرار جانبية بينما نويل جلست على كرسي لم تراه ألا عندما دخلت خلف مكتب الأستقبال و جلست عليه بناء على رغبة الممرضة حتى تقوم بوضع الحزام لها. في تلك اللحظات عندما كانت نويل تخلع حذاءها دخل معكر صفو رائحة الأدوية برائحة سجائر قوية لم تنتبه له الأ عندما وقعت على مسامعها هذه الجملة :

 " أريد علبتين من الأقنعة الطبية " كان صوته هادئ يخفي توترًا و بعضًا من الغضب . أخفضت رأسها على الرغم من أنه لا يستطيع أن يراها خلف المكتب تفرست في وجهه و تمعنت كادت أن تغفل عن شيء مهم و هو القلنسوة التي كانت بين يديه. ما أن غادر حتى أرتدت حذائها من دون أن تربط خيوطه و هرعت للباب متجاهلة نداء الممرضة لها ، لمحته يمتطي دراجة ثم دخلت السيارة و قد حبست أنفاسها حتى كانت بالكاد تتنفس : " فرانك ألحق هذه الدراجة بتخفي هذا أمر، الآن!"

****

جلست على الكرسي الجلدي ترتب شعرها و تجمعه على هيئة ذيل حصان ثم خلعت معطفها و وضعته بين يديها . كانت تشعر بقليلٍ من الضيق جراء عدم تواجد حزام حول كاحلها و العديد من الخطابات دارت في رأسها لكي تقولها للمحقق.

فقط عندما أشار لها الشرطي بالدخول دخلت لتراه و لأول مرة بملامح تحمل الغضب قليلًا على عكس العادة ألقى التحية عليها و عقب قائلًا : إين كنتِ آنسة هيبر لقد تم التواصل معكِ و لكنكِ لم تستجيبي"

ردت بضيق و حنق : " لقد قتل زميلي لن أخرج و أحتفل بالطبع!"

هز رأسه بتفهم و عاد لينظر لطاولته الفارغة لم يجد ما يشغل نفسه به حتى قرر أن يدخل في صلب الموضوع ، قال بعتاب ثقيل : " الوضع يتفاقم لقد سمعت عن العميل ستيفن و نحن ممتنين لأنه بخير و لكن زميلكِ لم ينجُ "

تنهدت وهي تمسح وجهها بأرهاق قم قالت بتوتر : " أنا أعلم هذه غلطتي و أعلم كيف أصّححها فقط عليكَ أن تسمعني للنهاية و ثق بي سنمسك به لأنني لن أدعه يسلب مني كل شيء"

ربما الحزن قد اعماها و الجرح لم يطيب و شرارة الأنتقام قد تفاقمت لديها و لا شيء يمكن أن يوقف نيران الحسرة و الندم.

***

ملامح الأنزعاج كانت واضحة على وجهها لم يكن مزاجها يساعد كانت تبدو اكثر عصبية واضحة على وجهها و كأنها كانت تريد أن تنتهي من كل هذا فقط لتغوص في ظلام الأرق.

اصطنعت الأهتمام و هي تستمع لكلامها الذي اعتبرته هراء بحت " و لكن هذا السمك كلفنا الكثير شيف كيف سأتخلص منه"

تحدثت رغمًا عنها و قالت بابتسامة صفراء رسمت على وجهها : " سأدفع لكِ ملبغه و لكنه حتى لو نفع لن يصمد "
 

تجاهلت منظمة الحفل بالكامل و وجهت كلامها لنيك الذي نفذ كلامها بشأن السمك و الأنواع التي ستقدم.

أغلقت باب غرفتها فكت أزرار ردائها تنهدت و هي تمشي باتجاهه حتى وقفت بجانبه خلف النافذة.

" لديكِ منظر خلاب هنا"

قالت و هي تصطنع التجاهل : " لم تخبرني بأنكَ هنا"

استنكر من كلامها مازال يتمعن بشرود خارج النافذة : " منذ متى أقول أنني هنا!"

شعرت برغبة شديدة في النوم و لكن دماغها لا يستجيب كانت كلما أغمضت عينيها صورته تتشكل في دماغها. رمت بنفسها على السرير بالرغم من ملاحظتها لزجاجة النبيذ و كأسان على المنضدة و لكنها لم تكن في مزاج جيد لكل هذا.

سأل بهدوء يغلفه غضب :" هل ستخلدين للنوم؟ "

"متعبة فقط، أعمل طوال الأسبوع لوحدي" ردت بصوت كما لو أنها للتو استيقظت

"و تتجاهلني طوال الأسبوع"

استقامت و جلست على طرف السرير ثم قالت و هي تنظر له بأعين ناعسة تتمسك بطرق النجاة : " لن نعيد شجار المرة الماضية، لست في مزاج لذلك"

كان قد مضى يومين عن ما حدث في الكنيسة لنويل و هو كان يهتم لسعادتها و سعادته هي. حزنها كان رمادًا و هو سماء تتلوث به سماء ضيقة لا حول لها و لا قوة. جلب فيلم كوميدي كما تعودا لكن بدلًا من ذلك تشاجرا بحجة أنه لا يحترم حزنها على عكس، سرعان ما هدأ هو ليتركها يقظة طوال الوقت.

فتحت علبة النبيذ و أعدت كأسين ثم مشت و ناولته واحدًا. بعد مدة من الصمت سألته : " كيف كان شعورك بعد مقتل خطيبتكَ؟"

ابتلع ريقه حيث كان نبيذي المذاق يسرى في حلقه، ذهل حقيقةً من سؤالها تابعت هي : "حدثني عنها... هل كان سهل عليك؟"

ارتفع جبينه و أطلق نفسًا : " فظيع بشكل مرعب... لو كان سهلاً لما هربت دائما"

اراحت رأسها على كتفه ثم أمسكت ذراعه بيدها اليمنى أكمل هو متأملًا : "رأيت بيث لأول مرة في مخيم صيفي كانت طلتها مثل الملاك... لكن كنت في علاقة ذلك الوقت بعد أنفصالي دعتني أمي للوس أنجلوس.

الصدفة أنها هي و عائلتها كانت هناك لا أعلم كيف و لكن أستقريت هناك و أصبحنا أصدقاء مقربين جدًا.

هي أرادت أن تأخذ هذه الصداقة لمستوى أعلى كانت فقط تجربة. قضينا وقت جميل معًا كانت تحب المخاطرة و الأنشطة الخطيرة مثل القفز من المظلات.

توقف للوهلة ثم لمعت عيناه : " لقد أحببتها كدت أعترف لها لولا..."

تنهد بضيق بينما هي رفعت رأسها عن كتفه قالت و هي تنظر لكأسها الفارغ :" أليزبيث!.. هل أعترفت لكَ؟"

بدى مذهولًا و صعق فؤاده كان فارغاً مثل كأسها أغمض عينه : " لم تعترف"

كان يفكر و يتمعن أكثر مما يقص لها الحكاية و كأنه لم يحصل على الفرصة ليتمعن فيها :" ربما كانت مشوشة عقلياً بسبب خطابات التهديد التي وصلتها كانت تشبه الابتزاز و تتعلق بالأموال حتى أنها تركت العيش معي في الآونة الأخيرة "

لم تجد نويل أي خطابات تهديد في متعلقاتها الشخصية : "هل لديك تلك الخطابات؟"

"كانت لدي ولكن ربما أصبحت في ذلك الطابق هنا.. أنهم يحتفظون بالأشياء القديمة هناك"

نهضت لكي تعد لها كأس ضحكت قليلًا كانت تبدو فترة طويلة منذ أن ضحكت :" الأمر المضحك أن فكتوريا أتت بنفس الطريقة"

ضحك بخفة و قال :" أتمنى لو تختفي.... سمعت أنها أنتقلت لفندق الأمر الوحيد هو أنني لست واقع في حبها"

تمهلت لحظة و تفجرت الأفكار في رأسها قالت بشرود : "ربما لم يتعلق الشيء بمشاعرك قط، الدافع هو المال لوي!"

كأن لا يتنفس الحياة بل الشوق فاختنق

__________________

ياهلا و مرحبا أصدقائي 💜 💜

ان شاء الله تكونون بخير و صحة

أحبني لما أحدث بسرعة 😍😴😂

لا صج قاعدة انتظم عقب السفر و في خبر حلو الرواية مرتبتها 383 في الفانفك آخر مرة جيكت كانت 900🙂😂 المهم هذا بارت خفيف لطيف ما في دراما أوفر احسه حلقة وصل حق الأحداث

شوي التعليقات خفت بس معليش انا الغلطانة أوفر اتأخر 💔🙈

دمتم بخير يا حلوات و ان شاء الله لنا لقاء اخر💜💜🦋

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top