Part43:بلا مشاعر
اتذكرت كم كنت مختلفة من دونكَ كم كنت أستطيع أن أجلب قطرات الندى و أزين بها السماء.
كم كان البكاء سهلاً قبلكَ كنت أرمش عشر مرات و انظر للسقف ثم تنهمر دموعي
الآن أفعل المثل ألا أن الدموع ترفض أن تطيعني و لا أحد يتألم غير قلبي موبخاً عقلي " كم أصبحت بلا مشاعر ، بلا دموع بلا مشاعر"
أنقطع الخط لم يستطع أن يسألها أذ كانت تشرب كوب من الشكولاتة كل صباح ، أذ كانت تتدرب يومياً لأعداد طبق جديد.
أذ كانت هي بخير و لم يصب حياتها أي خطر ، من الذي يموت و لماذا هي تحتضر؟!
كأن الدقائق تطول عن مدتها و تؤول إلى الأبد، مسح عيناه بتعب و أرهاق شديد.
ماذا كانت تقصد؟! لماذا تتركه في منتصف الطريق هكذا؟
لم يلبث حتى سمع هاتفه يرن مجدداً ، حلقه كان جافاً كشر عندما لم يجد قارورة ماء على الطاولة التي بجانب رأسه.
نهض ليبحث عن قارورة ، رن هاتفه مجدداً ، أبتلع ريقه غرفته و فجأة أصبحت غرفته حارة ، رن هاتفه.
رفعه و أصبح حلقه أشد جفافاً :
"أستمع لي جيداً لا تتحدث و لا ترد و لا تتكلم فقط دعني أوضح لك كل شيء حسناً؟"
صمت لم يعلم أذ كان ليس قادراً على الرد بسبب جفاف حلقه أو لأنه يريد أن يرهف السمع لصوتها الذي أشتاق له.
أكملت بصوت خافت ، و نبرة ضعيفة لم يسمعها من قبل :
" عندما عدت للداخل لكي أرى هاتفي و لكي أكون واضحة هو السبب الذي جعلني أختفي، أذ كنت قد ظننت أن السبب هو زفاف جاك أو شيء من هذا القبيل فدعني أقول لك شيئاً.
أبي و أخوتي و جميع أصدقائي لم يستطيعوا أن يجعلوني أتخطاه كما فعلت أنتَ ببساطة شديدة السبب أنني أعيش بدون ذكرياته."
نبرة السعادة أو الراحة التي في صوتها تغيرت عندما أكملت ، بينما هو مازال متسمر في وسط غرفته :
" وجدت هاتفي كان بين الكراسي في الصف الآخر ، ربما سقط مني عندما وقفت ألتقطه و أول شيء قمت بفعله هو أنني فتحته.
وجدت خمس مكالمات فائتة من أبي و سبع من ليام، و المفاجأة هو أنني قد تلقيت منذ نصف ساعة بريد إلكتروني و كان من ذلك المعتوه.
قال يقول : أصبح الوضع مملاً أيتها القطة ، لا تفزعي أردت أن أزيد من حرارة الوضع قليلاً "
و الآن أصبحت ترتجف كان يشعر هذا بسبب نبرتها الباكية:
" فزعت لوي أقسم أنني لم أفكر في شيء، لم أصل لأبي و لكن وصلت لليام قالت لي أن ستيفن قد أصيب."
أجهشت في البكاء لم يتحمل هو كان يريد أن يكون بجانبها هذا الوقت أن يمسح على ظهرها و يضمها له.
قال بحذر شديد: " هوني عليكِ قطتي تنفسي فقط تنفسي أتفقنا؟"
همهمت ثم أخذت نفساً عميقاً ، كانت في مكان هادئ لأنه يستمع لأنفاسها الثقيلة:
" ثلاث رصاصات قيل أنه أصيب بها خلال عمله أو ما يطلقون عليه القيام بالواجب الرسمي ، المعتوه قد نسب التهمة للص مبتدأ و لم يخرج منه شيء.
خرجت من الكنيسة أركض و لم أفكر في شيء أبداً ركبت أول سيارة أجرة رأيتها ، حتى وصلت للقصر أخذت أشياء عشوائية لا أعلم لماذا أخذتها حتى و توجهت للمطار.
بقيت ساعتين أبكي حتى موعد الطيارة فجأة أحسست بالذنب و تأنيب الضمير، ستيفي كان أكثر من أخ لي و كوني أنا المذنبة في ذلك"
شهقت و قالت هلعة: " يا ألهي ماذا أذ فارق الحياة ، سيكون لي يد في موته"
عض شفتيه و أبتلع ريقه : " قطتي إين أنتِ؟ لا أريدكِ أن تعاني وحدكِ"
تنهدت و قالت :" لن تأتي لوي إياك ، فقط أحذر ربما يصل لكَ و أذ وصل لك ...."
" إلى اللقاء.."
" نويل ؟"
"ماذا؟"
"أشتقت لكِ"
*****
كندا كانت دائمًا مكانٌ مسالم هادئ و لطيف. أمسك بورقة مدون عليها عنوانها الذي حصل عليه. هبت رياح خفيفة في الخارج و كأنها كانت كئيبة جدًا لتصبح نسيم.
كان منزل صغير ولكن يتناسب مع ذوقها، سرح في السماء أي جنون قام بفعله؟!
رن هاتفه :
"لوي ؟بربك إين أختفيت؟ لدينا مشروع متوقف هنا تعال فورًا و الآن"
أشار للسائق بأن يرحل و أخذ خطوتين للأمام :"وصلت لها لا مجال للعودة"
تنهد رايدر بقوة و قال : " سأقوم بفعل شيء بشأن غيابكَ، عدني أنكَ ستعود"
في هذه اللحظات كانت تخرج هي من المنزل، همس"أعدكَ"
شعرها مصفف على هيئة كعكة ترتدي معطف أبيض طويل مع بنطال أسود ضيق تحمل بين يديها هاتفها فقط.
تسمر في مكانه لقد أشتاق لها فعلًا وجهها بدى كئيب قليلًا خالي من أي مساحيق تجميل.
تقدم ليواجه الباب قبل أن تخرج، رفعت رأسها بينما هي تغلق الباب ثم جفلت في مكانها.
كل ما همست به هو "لوي؟"
أما هو فرفع ذراعيه و أبتسم بضعف لها، صوتها كان ضعيفًا و يبدو على وجهها آثار البكاء. أراد البكاء الشعور لم يكن جيدًا.
لم يكن جيدًا رؤيتها بهذا الوضع، لم يكن جيدًا لأن قلبه يتقطع الآن، لم يكن جيدًا لأنه لا يعلم كيف ينتشل الحزن من قلبها.
فجأة قطبت حاجبيها و قالت بقسوة: "لماذا أتيت لوي؟ أخبرتكَ أن لا تأتي"
"ولكنني هنا على إي حال نويل" اقترب منها ليس بذراعها و لكنها صدته
تكلمت و بحة خفيفة طغت على صوتها :" أنه حر لوي انه يستهدف فقط الأشخاص القريبين مني لماذا أتيت هنا؟"
رفع صوته هذه المرة و ترك حقيبته على الأرض :
" أتيت لأنكِ تهربين مني و تهربين من حقيقة أنكِ وحيدة و بحاجة لأحد بجانبكِ و هذا طبيعي.
لا أهتم لأمر هذا المجهول طالما أنا معكِ لن يصيبني شيء."
تأملت عينيه لمدة قبل أن ترتجف شفتاها و تجهش في البكاء، تقدمت ليضمها بين ذراعيه.
"سيكون كل شيء على ما يرام صدقيني" همس لها بينما يمسح على ظهرها برفق
" أنه لا يفيق لوي لا يمكنه أن يموت أنا.. " شهقت بين ذراعيه أحست بالدفء و الأمان. هو محق هي بحاجة لأحد هي بحاجة له.
الرياح التي هبت في الصباح قد أختفت معلنة عن أنتصاف اليوم و لكن الشمس بدأت ترتفع للسماء. و سرب من الطيور المهاجرة قد أضاف بعض البريق لها.
كان منزلها هادئ مع أثاث بسيط خالي من أي تكلف، قادته للطابق العلوي و فتحت له غرفة شبه خالية تحتوي على سرير و خزانة.
أبتلعت ريقها و هي تقوم بترتيب السرير على الرغم من أنه مرتب، كانت تمسح وجهها بتردد و عينيها قد أنتفخت قليلًا:
" لم أعلم بقدومكَ لو كنت أعلم لغيرت الأغطية و حضرت لكَ شيء لتأكله و...."
أمسكها بلطف من ذراعيها و وصل ليديها ثم ضغط عليها برفق و همس :" إين غرفتكِ؟"
أشارت بأناملها لجهة اليسار فقادها لها، أخذ معطفها ليعلقه ثم أوصلها للسرير لكي تستلقى.
"حسناً لنتفق ستبقين هنا اليوم لن تذهبي للمستشفى أو أي مكان فقط أرتاحي"
أرادت أن تقاطعه و لكنه كان سريعاً و ثبتها في مكانها.
"فقط اليوم، حسنًا؟" هزت رأسها موافقة.
نزل للطابق السفلي و دخل المطبخ، رائحة المنزل كانت خزامي لطالما أحبت هي هذه الرائحة.
"لماذا تضع نفسكَ هنا أذ كنت فشلاً في المطبخ " همس لنفسه بينما يفتح الخزائن
ربما هو يعرف أن يطبخ بعض الأشياء و لو كان فاشلًا.
****
نظرت للسقف بخفوت و شعرت بأنها حق مرهقة فهي منذ الحادثة أصبحت تعانق أحضان السهر.
أمست كل ليلة تلتهم عقلها بالأفكار و أصبح بوحها دموعًا كانت تعلم أن يومًا ما فضولها سيعطها درسًا لا تنساه و لكن لماذا يعاقبها في أقرب الأشخاص إليها.
لمحته يتسلق السلالم خلف بابها بين يديه بعض الأطباق و قارورة كبيرة و يحيط بمعصمه كيس بلاستيكي.
ضحكت بداخلها على منظره كان لطيف جدًا، وجوده معها جلب لها شعور الأطمئنان و الدفء، كانت مرتعبة من قبل و لكن الآن تشعر بقليل من الأمان.
دخل و هو يقول بنبرة منخفض :" حسنًا أنا لست طباخًا محترفًا مثلكِ و لكن أعددت لكِ سلطة دجاج و هناك بعض الكعك المحلى و فطائر"
وضع الأطباق على طاولة بقرب السرير و جلس على الأريكة المقابلة.
رمقت الطعام بنظرة سريعة، هي حقًا لا تجد الشهية للطعام.
نظر لها بعمق و قال بمرح:" عليكِ أن تاكلي صدقيني أصبحت شاحبة كالأموات، و أنا لا أريد من قطتي أن تموت جوعًا"
أبتسمت. قطتي لقد أشتاقت لسماعها منه، مدت يدها لقطعة كعكة كانت مغطاة بكريمة جوز الهند كما تفضلها هي.
رأته و هو يفتح علبة أخرى بجانبه كان قد أخذ له إيضًا بعض الكعك و لكن بنكهة مختلفة، مسحت فمها و قالت :
" كيف علمت بشأن المخبز؟! "
مضغ اللقمة التي في فمه و أبتسم " لمحته عندما دخلت و كنت في موقف لا يحسد عليه لذلك لقد أنقذني"
الصمت بينهما كان مريح، لم يسألها الكثير و لم يصر على أن يزور عائلتها سيصبح الوضع مقعدًا.
عندما غلف الظلام الدنيا و أستقرت الغيوم أمام القمر كان كل منهما على نفس وضعيته فقط أن التلفاز كان يكسر حاجز الصمت بينهما.
تلك الليلة غفت و لم تشعر بشيء، أثقلت جفونها متعبة و كأنها قد أعطت روحها الحرية التي تريدها.
أما هو خاف أن يتركها وحدها ظل طوال الوقت يتأمل مظهرها الساكن كانت تبدو مسالمة جدًا. حتى لم يشعر بنفسه و غفى هو إيضًا.
*****
"في آخر الليلة، يجب علينا قول وداعاً"
كان ضوء الشمس قويًا على عينيها، فتحت عينيها من جديد و تفحصت الغرفة.
علمت أنه قد نام على الأريكة بسبب معطفه الملقى بجانبها.
"و لكننا نستمر بينما يذهب الجميع"
لوي؟! "
نادت من بين صوت الأغنية الخافت، عندما وصلت كان مصدر الصوت هو هاتفه بينما كان يحضر شيئًا خلف طاولة المطبخ.
" لم أشعر بهذا الأحساس من قبل"
" ماذا تفعل لوي؟ "
ألتفت لها و ابتسامة جميلة خطفت نفسها أرتسمت على وجهه
وضع كوبين على الطاولة و قال :
" هذا كوب من الشوكولاتة لكِ، قهوة لي، و أشتريت لنا فطورًا"
"هل نحن أصدقاء أم أكثر من ذلك؟"
نظر لهاتفه و كأن يريد أن يغلق الأغنية و لكن نويل خطفته منه و قالت بهدوء و الهاتف بين يديها
"دعها لقد نالت إعجابي"
"أنا راحل ولكن لست متأكد"
أرتشفت من كوبها القليل و هي تسرق نظرات لكي تراه، لم تتخيل يومًا أنها ستشتاق له بهذا القدر.
و عندما رأت خارج منزلها أشتاطت غضبًا ليس منه بل من فكرة أن مكروهًا ما قد يصيبه و هو بقربها هي حقًا تهتم لأمره و لن يقوى قلبه على فقدانه.
"لطالما كان هو الأقوى و الأكثر حنانًا بيننا... "
فهم أنها تتحدث عن أخيها رفع رأسها بأهتمام
أكملت " كان دائمًا هو ذلك الشخص الذي سيجعلك تشعر بشعور جيد أتجاه نفسك و هو كان أكثر شخص يمدح مهاراتي في المطبخ"
تنفست بعمق و كأنها تريد أن تدخل أكبر كمية من الأكسجين لصدرها.
" ولكن حبيبتي أذ قلتِ أنكِ تريدين مني أن أبقى لليلة"
نظرت له بعيون محمرة و قالت بشفاه مرتجفة :" لا أريد منه أن يموت بسببي عندها سأعيش بهذا الذنب ملتفًا يخنقني طوال حياتي"
وضع يده على يدها و قال بلطف :" سيصبح كل شيء على ما يرام أعدكِ"
"سأغير رأيي"
______________________________
سلام عليكم
يا هلااااااا و الله اتعب و انا اقول اشتقت اشتقت اشتقت 😍😍😍😍😭😭😭
ما احب اتاخر و الله و انا اعرف نصكم نسى الأحداث و حتى أنا نسيت بس شسوي الظروف و الامتحانات 😭😭😭💔💔💔💔💔
المهم أهم شي انتوا بخير و الحمد لله كل شي ماشي عندكم تمام 👌 و أتمنى جد مره ثانية ما أطول عليكم و هذا البارت طويل تعويض حق كل شي 🌚💖💖
ع فكرة الأغنية مو من تأليفي تره هذا أغنية أكيد نصكم يعرفها بس قلت مو حلو أخليها بالانجلش 🌚
شرايكم في البارت و جي سويت روحي واو و خليته شوي رومنسي 🌚
المهم انجوي كوكيز احبكم كلكم
اهتموا بنفسكم و دمتم بخير💖💖💖🌸🌸
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top