Part39: تجاهل حد الأهتمام
المرأة و الرجل كلا تفكيرهما مختلف عن الآخر و كلاهما ينظران للأمور بوجهة نظر مختلفة تماماً.
قد شعر بأن المراسلة لم تكن الطريقة المثلى للتعبير عن شعوره كل شيء حدث بوتيرة سريعة ربما هي إيضاً تحمل شعور أتجاهه و لكنه أفسد كل شيء بتلك الرسالة الغبية.
هذا ما أعتقده هو. على الأرجح.
في ذلك اليوم أنتهت هي من عملها الجزئي لتذهب لمكتبها هذه الأيام كان العمل يتضاعف بسبب المشروع و التفكير إيضاً بسبب كل شيء يحدث معها.
" ها قد أتت الآنسة متأخرة " قالت كاسي ساخرة بينما تعمل هي وجوردن على تطوير الموقع الألكتروني الخاص بنويل.
أبتسمت هي في المقابل و جلست ثم قالت بنبرة طبعية: "ما الأخبار ؟ على ماذا سنعمل اليوم؟"
فتحت كاسي دفتر ملاحظاتها و أتجهت بأتجاهها ثم قالت بخوف مصطنع مثل طفل سيعاقب للتو : "لا تفتحيه كاسي ، ستنهال الأعمال عليّ الآن "
قهقهت غير مهتمة بها و راحت تدون بعض المهام لها بينما تمرر أصابعها خلال تجاعيد شعرها البرتقالي ، قالت و هي تتجه نحو جهازها المحمول :" من الأفضل أن تنجزيها خلال ساعتين و ألا لا راحة بعدها"
تأفأفت و هي تقوم بربط شعرها على شكل ذيل حصان و أخذت تحدق بالقائمة بعبوس ، أستسلمت للعمل و أخيراً خلعت معطفها الجلدي المفضل لديها ثم سارت بأتجاه المكتب للعمل.
أنسجمت في العمل تماماً بعد نصف ساعة أو أكثر حتى قُطِع حبل أفكارها عندما دخل هو مع أبتسامة كبيرة أعتلت ملامحه .
لم تستطع أن تزيل عينيها عنه كان جميل جداً لم تراه يبتسم بهذا الشكل من قبل ، كان لطيف.
تقدم و أخذها في حضن دافئ غير متوقع ، أغمضت عينيها مستنشقة رائحته المعتادة ، سجائر ممزوجة بزهور مجففة.
للحظة لامت نفسها على أنها لم ترتدي ملابس مرتبة فهي كانت ترتدي سترة قطنية قديمة و سروال جينز عادي.
صافح هو كلا من كاسي و جوردن ، ثم قال بنبرة مرحة أستطاعت كاسي تمييز اللكنة البريطانية الخفيفة في كلامه :" توملنسون ، لويس توملنسون أفضل لوي"
تجاهلت كل شيء و لا تعلم من أين أتى السؤال فقط أستدارت لتقابل ظهره ، بدى حجمه ضئيلاً مقارنة بجوردن الذي يقف على شماله .
سألت بألطف نبرة تمتلكها حتى لا يفهم أنها لا ترغب به هنا على العكس : " لوي ألا يجب أن تكون في العمل الآن؟ "
" نعم أنا بالفعل في العمل " أشار للرجل الذي يقف خلفه بيده القصيرة ، كان يضع نظارات طبية ذا بشرة داكنة و شعر بني فاتح مائل للأشقر بنيته كانت متوسطة و جل ما يحمل هو جهاز محمول صغير الحجم.
قال لويس و هو ينظر لكاسي و جوردن على وجه التحديد حيث كانت نويل تحدق بهم من خلف المكتب : "هذا ديفيد سكرتير المكتب الخاص بي هنا"
أبتسم حتى بانت غمازة طفيفة قبل أن يقول ممازحاً و لم تمنع نويل نفسها من القهقهة :" لا أحب أن تكون السكرتيرة الخاصة بي أنثى ستكون ورطة بالفعل"
ضمت كاسي يديها لبعض و هزت رأسها مما سبب أهتزاز شعرها المجعد نتيجة لذلك ثم قالت بأكثر نبرة رسمية تمتلكها : " هل أنتَ هنا لتقيم صفقة أو ماذا؟"
أبتسم و هو يجلس على أحدى الكراسي و قال بعد أن أشار لنويل بأن تجلس معهم :
" أنا هنا للمساعدة كما علمت أنكم تعملون على مشروع لتأمين مستقبل الطباخين اليافعين و هذا ليس بالمشروع السهل"
" نعم لقد بحثنا عن بعض خريجي الجامعات الشهيرة ، و لو الآنسة متأخرة تلتزم بمواعيدها ربما قد وصلنا لنصف المشروع"
قالت ذات الشعر المجعد جزءها الأخير و هي تقصد الفتاة التي تحدق بها بعينيها العميقتين رافعة كتفيها كدفاع.
أردف لويس قائلاً و قد ظهرت شخصيته العملية التي غابت لفترة قليلاً :"علينا أن نجد مستثمر لمشروعكم بعدها أذا كان لديكم المال الكافي لا داعي للبحث عن ممول مالي "
أطبق يده ثم تقدم بجسده الذي كان أضغر من أن يتسع المقعد الكبير بعدها قال : "لن يكن كافي أن تبحثِ عن خريجي جامعات شهيرة فقط علينا أن نكمل الأوراق الرسمية و العديد من العقود الرسمية.
و لأنني أعمل في القطاع البنكي هناك الكثير من المعارف لدى و ربما تكون هناك بعض الشركات التي تريد رعايتكم "
نظر للغرفة من تحت جفونه و بعدها صفق بيديه و قال بصدق : "عليّ الأعتراف هذه الفكرة جميلة جداً و أنتم ستفتحون باب للعديد من الشباب لكي يعملوا في هذا المجال"
غمزت كاسي لنويل ثم قالت لتجذب أنتباه لويس لها و هي تشير لنويل : "أنها صاحبة الفكرة على أي حال"
حدق بها بأبتسامة ساحرة أما هي في المقابل نظرت لزرقة عيناه التي لمعت عندما نظرت لها لم يقطع تواصلهما البصري سوى ديفيد و هو يقول بنبرة منخفضة لم تتوقع أن تكون نبرته هكذا :
" سيدي بشأن السياسة هل ألغيها ؟"
هز رأسه بتأكيد و ألتف لجوردن الذي كان يعبث بقلم في يده اليسرى الملئية بالخواتم : " هل أجد طابعة ورق هنا؟"
أشار جوردن للخلف في نهاية الرواق من دون أن ينطق بحرف ، قام ديفيد و طبع ورقتين ثم عرضها على لويس الذي ختمها بختم الشركة.
وقع عليهما ثم عرضهما على نويل و لكن ألتقط واحدة بخفة لكي يعيدها لديفيد. هي قفزت لترى ما في الورقة و لكنه أعادها لمكانها عنوة
" الشيف الفضولية هل يمكنكِ أن توقعي على هذه الورقة الآن"
قالت بعينين متسعتين غير مصدقة لما قرأته للتو : " هل ألغيت السياسة التي أخبرتكَ بها ؟"
رفع حاجبيه و أبتسامة طفيفة أرتسمت على وجهه ثم هز رأسه بإيجاب، كان يريد أن تنجح هي يريد أن يتعاونا معاً لكي يكتمل حلمها لكي ينجز شيء معها.
أنخفض كتفيها للأسفل و حدقت به بأمتنان ثم قالت بصوت منخفض : "أنتَ عظيمٌ حقاً ، هذا سيساعد العديد من الأشخاص "
نظر للورقة و قال لها وقعي هنا قطتي" بعد أن عرض عليها قلم
أحمرت وجنتيها و وجدت صعوبة في أن تزفر الهواء الخارج من رئتيها ، هذه المرة الأول التي يناديها باللقب الذي أطلقه عليها و التي هي تجده مميز حقاً.
أعادت تركيزها للورقة التي أمامها قطبت حاجبيها و قالت : " ماهذا؟!"
في هذه اللحظة جوردن و كاسي قد شرعا في العمل و أليكس كان بالفعل يعمل ، " أنه عقد ينص أنني سأستثمر في مشروكم قطتي"
همست بخفوت نظراً أنه مازال يناديها بلقبه الخاص : " أنتَ لست مجبر....."
حدق بعينيها العميقة ثم لاحظ أنها لا ترتدي أي مساحيق تجميل و تضع أقراط دائرية سوداء ، قال ببطء و هو يضع كفه في يدها حيث لامس جزء من ساعتها : " فقط وقعي لن أخذلكِ أبداً"
بعد أن وقعت قامت هي الأخرى لتعمل معهم و تكمل ما كانت تعمل به من قبل أن يأتي لويس، شعرت بالسعادة و الأهتمام ذلك الشعور ربما الثقة أو الشجاعة هذا بسبب وجوده بالقرب منها.
بعد أن أكملت ما كانت تفعله ذهبت لجو كما تناديه لأن كاسي كانت تعمل على شيء آخر و هو كان يعمل على الموقع الألكتروني و بقية الحسابات البنكية و الأجراءات الرسمية الألكترونية.
أنكمش أنفها و هي تتنفس بعمق ثم حدقت بأعين ضيقة و هي تقول له : "رائحتكَ مايونيز جو"
قال بنبرة مصطنعة و هو ينظر للحاسب : " لقد وضعت البعض منه على شعري"
انفجرت ضاحكة بينما تضرب كتفه بخفة شاركها هو ثم عادا للعمل و لكن نويل لم تتوقف عن الضحك لسبب مجهول.
نقرت كاسي على لوحة المفاتيح و عرضت الجهاز على لويس الذي كان شارداً قالت له لكي تجذب انتباهه : "لوي..أتوقع بأن الرمز خاطئ هل أنت متاكد منه؟"
تتبعت نظره و وجدته يحدق بأتجاه نويل إلى أن لاحظها و قال بصوت خافت جداً : "أعتذر لم أدخله بشكل صحيح"
بعد خمس ساعات كان جوردن قد ذهب لأمر طارئ فبقيت نويل و كاسي و لويس و ديفيد ، الأخير لم يبقى إيضاً فساعات عمله قد أنتهت بالفعل.
دخل لويس للمكتب مجدداً بعد أن خرج لربع ساعة و هو يحمل بين يديه كيس مقهى ما و صفيحة أربع أكواب ورقية.
عرض على نويل كوب الشوكلاتة الساخنة و كرواسون بالجبن الفرنسي كما تفضله لكنها لم تفسر سبب تلك ملامحه الباردة و هو يقدمه لها.
أما كاسي فأعتذر منها لأنه لا يعلم ماذا تفضل فجلب لها شيء من أختياره و لكنها كانت قلقة لأن حبيبها كان ينتظرها منذ مدة.
و بالفعل قالت معتذرة و نبرة أسى قد طغت على كلامها : " أعتذر يا رفاق و لكنني حقاً تأخرت و لن يحبذ حبيبي هذا الأمر ، بالتوفيق و نويل لا تتأخري كثيراً" خرجت من الباب تلوح و أغلقت الباب خلفها بخفة
أقترب منها ملامحه كانت تبدو صلبة و كأنه منزعج من أمر ما عيناه بدت أغمق من لونها ،لم ترتاح حقاً وهو بهذا الوضع أراد أن تسأله و لكنها أكتفت بالصمت.
نطق قائلاً و هو لا ينظر لها : "هل بقي الكثير؟"
وضعت هي يدها على عنقها و مالت برقبتها حتى تكسر جموده : " لا، لم اعمل بهذا القدر من قبل"
أكتفى بالصمت و هو يراقبها تعمل ، كانت أضواء الحاسوب تنعكس على عينيها بطريقة ساحرة و الطريقة التي كانت تركز بها بدت مثالية جداً بنظره.
لم يستطع كبح جماح نفسه و قال بهدوء مصطنع يُكشف بسهولة : " منذ متى و جوردن يعمل معكِ؟"
في البداية لم تهتم حقاً و ظنت أنه سؤال عادي ، رفعت أحدى قدميها لتتربع على الكرسي بينما تقول :" ربما سنتين أو ثلاث"
أعتدل هو الآخر في جلسته و قال بقسوة بينما يحدق بها بنظرات غاضبة : "يبدو طريفاً أنتِ لم تتوقفِ عن الضحك معه"
نظرت له بأستعجاب و أبتسمت بينما تقضم شفتيها ، قام هو بدوره ليجمع أغراضه و أوراقه المهمة بالأضافة لجهازه المحمول.
أعلقت الحاسوب بيديها الصغيرتين بسرعة و ألتقطت معطفها و هاتفها ثم ذهبت بأتجاهه و وضعت كفها على ذراعه بلطف قالت :
" لقد كانت رائحته مايونيز قوية فسألته عن السبب و قال لي أنه وضع البعض منه على شعره، لماذا قد يضع رجلاً بالغاً هذا على شعره! أنه شيء غريب أليس كذلك!
أذ لم تكن تعلم جو يمتلك أبنة في الخامسة من عمرها و هي تجبره على فعل أشياء غريبة و مضحك ، هو فقط من النوع الذي يدلل فتاته "
أرتاح داخلياً لم يعلم و لكنه أنزعج جداً عندما كانت بالقرب منه ، أومأ و أبتسم لها : "لنذهب الوقت متأخر جداً و بالمناسبة أنا لا أهتم له حقاً"
كان واثق جداً و هو يتكلم ألا أنه لا حظ أبتسامتها جانبية فهز رأسه مستنكراً
قالت هي بشر و كأنها أكتشفت شيء عظيم : "هل تغار لوي؟"
ضحك بتوتر و زيف ملاحظ كان ينظر لكل شيء عدا عينها : " ولماذا أغار ربما عليكِ النوم لأنني قلت أنا لا أهتم لأمره حقاً"
لعينيكِ ما يلقي الفؤاد و ما لقي
و للحب ما لم يبقى معي و ما بَقي
-المتنبي
-------------------------------
السلام عليكم
تقبل الله طاعتكم و جميع أعمالكم كوكيز 🍪💖
اتمنى لكم عيد سعيد مقدماً 🌸💖✨ هذا ثاني عيد أضحى معاكم 😭😭💖
اتمنى لكم كل الخير و السعادة هذي عيدية من عندي إليكم و اتمنى إنكم تستانسون في ايام العيد الجميلة ✨💖🌸
دمتم بخير كوكيز🍪
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top