Part45:عقد و يومين

الكثير منا يبني تلك القوقعة التي يهرب بها من العالم و قبحه ، و لكن ماذا لو أصبحت تلك القوقعة هي من يهرب منها مخيف جدًا ان نهرب من مخبأنا و الأكثر رعبًا هو أن أرواحنا تصبح عارية من دون دفاعات ، تصبح قابلة للخدش.

وضعت طبقًا من البطاطس المهروسة و الخضروات أمامه و جلست لتقابله هي بدورها لم تعد لنفسها شيئًا فقد كان هذا من دافع الغريزة التي نمت بداخلها.

نظرت خارج نافذة المطبخ ، كانت جميع البيوت ملونة بالأبيض خالية تمامًا من الحياة ، قالت : " ماذا تريد أن نفعل الآن ؟ ها نحن بعيدان عن كل شيء"

حدق بها مدة أطول ليجلب أنتباهها فقط عندما التقت أعينهما قال بنيرة ناعمة منفعلة إلى حدٍ ما :

" نحن بعيدان عن كل شيء ما عدا ذواتنا نويل ...أتعلمين ذاتنا هي من تقيدنا عن العيش عن التنفس عن الحياة "

قطبت حاجبيها و بصرها قد أنخفض لتركز على الطاولة قضمت شفتيها و هو علم ما تفكر به

" أنا أعلم أنه صعب و لكن ألا تلاحظين أن جميع ما يحدث في حياتنا عبارة عن حلقة لانهاية لها و كأنها تبدأ من العدم ثم اللامنتهى "

" لا أعلم عنكِ و لكن أن بكل تأكيد ضاق ذرعي من هذا كله لن أقبل أن أمضى ما تبقى من أيامي هكذا"

رجعت للوراء حيث خصلات شعرها اللامعة تحت شمس كندا أرتدت عن موقعها ، تنفست بعمق و قالت :

" من يريد العيش هكذا لوي؟ ..قل لي ماذا سنفعل ؟ "

أبتسم و هو يعيد خصلة من شعرها خلف أذنها برفق :

" سنعيد ما تركناه في منتصف الطريق ، نحن لم نصبح ما نحن عليه دون أن ترك شيء دون أن نفقد بعض الأحاسيس"

قلبان منكسران يبحثان عن الأحجية المفققودة التي ستعيد المياه لمجاريها و بعدها كالسحر تصبح الحياة مثلما يريدان و لكن بينما يبحاثان عن الحياة هناك حياة تسلب على الجانب الآخر.

***

كل ما كان يسمع في المكتب هو انفاسها الثقيلة ، صدرها كان يصعد و يضغط على حلقها ، شعرت بخدر في أطرافها و فجأة صرخت بأعلى ما لديها ربما الجثة التي أمامها قد تستيقظ.

دخل محقق و فريق المباحث الجنائية بعد نصف ساعة من اكتشاف الجثة ، كان المحقق هو نفسه الذي حقق في قضية الهجوم مع نويل.

ارتدى زوج القفاز البلاستيكي ثم ألقى نظرة حول المكان و استطاع رؤية بعض الصور لنويل حول المكتب ، سأل الشرطي الذي كان يملي بيانات :

"من هو؟"

نظر الآخر للجثة الممددة و قال بعد أن ألقى نظرة على الورقة التي بين يديه :

" جوردن ماليفي ، كاليفورنيا العمر 28 سنة لديه يعمل مع نويل هيبر"

كانوا الجنائين يقومون بأخذ عينات لفحص الحمض النووي قال و هو يمشي باتجاه كاسي :

" قتل طعنًا خمس مرات لا يوجد سلاح للجريمة و لكن هناك زميلته "

كانت تبكي بشدة كفيها على وجهها و جسدها يرتجف ، كانت مرعوبة جدًا لم تكن تشعر بشيء سوى الخوف.

" كرستينا كونر "

كان وجه المحقق صلب لا يظهر الكثير عن ما يفكر به و لكنه يعكس مدى الصرامة و الجدية ، كح و قال بعد أن ابتعد عن كاسي:

" لن يجدي التحقيق معها الآن نفعًا و لكن ما أن تهدأ سنباشر التحقيق هي مشتبهة"

عادة المحقيقين لا يبنون أسقف للاسنتاجات و لكن حدود هذه الهجمات كانت تتمحور حول شخص واحد فقط ربما عادة سيئة ، كانت حدود تفكيره أكثر من فتاة في العشرينات تقتل زميلها طعنًا خمس مرات.

***

مازال نسيم بارد يتسلسل من النافذة الشمالية يمتزج مع رائحة البنفسج التي كانت دائمًا هي رائحتها المعتادة.

" لا هاتف هذه أول قاعدة و هاتفكِ آنستي فقد خبأته و وضعته بعيدًا"

كان يوضح لها القواعد أو الشروط التي سيتبعونها طول الفترة التي كانا يريدان الأبتعاد عن كل شيء و تلك الفترة لم يحدد لها رقمًا.

هزت رأسها موافقة ليكمل هو : " و نحن سنستمتع بكل دقيقة مادمنا بعيدين"

أرتدا كل منهما معطفه و خرجا لشراء القليل من الطعام بالنظر إلى أن منزل نويل لم يكن خاليًا و لكنها أصرت للخروج في الهواء المنعش.

كانت كندا دومًا مكان مسالم ، و الحي التي كانت تقطن فيه يعتبر متواضعًا و هادئ .

" هل أتيت إلى هنا من قبل ؟ " سألته و هي تنظر له بابتسامة مريحة

مرر أصابعه ليرتب شعره الذي كان متناثرًا مثلما تحبه : " في الواقع لقد كنت هنا أكثر من مرة و لكن لم ألبث لأكثر من أسبوع ...تعلمين العمل"

هزت رأسها و بعدها صمت حل بينهما كانت سعيدة بجانبه ، الشعور بأنها لم تعد وحيدة كان كفيل بان يسعدها. تقاربت أناملهما من بعض و تدريجيًا بادر هو و شابك أصابعه مع خاصتها ، أبتسمت هي طوال الطريق كان شعور حقيقي و مريج جدًا يدور بينهما .

***

" هل نأخذ لكِ رقائق البطاطس المقلية ؟ "

قال و ابتسامة جانبية ارتسمت على وجهه ، قهقت هي  و قالت بهمس : "لا تخبر أحد فأنا بنظرهم أحافظ على صحتي"

" هيبر ...نويل هيبر ؟ هل هذا أنتِ؟ "

كلاهما ألتفتا باتجاه الصوت ، كانت فتاة تقريبًا في التاسعة عشر من عمرها مرتدية معطف جلدي و بنطال اسود شعرها كان منسدل و كانت مملوءة بعض الشيء ، اخذت نويل في عناق و قالت :

" يا إلهي مضى وقت طويل كيف حالك ؟ "

أبتسمت خلال العناق و قالت : "بخير نيك"

" هل مازلت تدرسين ؟ لن تتخيلي كم شخص عبثتِ في عقله و الآن هم يطمحون لكي يصبحوا مثلكِ"

ضحكت و لكنها كانت متفاجئة لأنها تعتبر ملهمة لأحد : " نعم مازلت ، و حقًا كنت أريد العبث بعقلك و لكن فشلت... و إيضًا فشلت في كشف سر نجاحكِ الدائم على الرغم أنكِ فتاة الحفلات"

أقتربت من لويس  قالت و هي تمسك بذراعه : " هذه نيكولاس جارتي من الحي كانت معي في المدرسة ، نيكولاس هذا لوي ..." توقفت لم تجد تعريف مناسب لتقوله لذلك بادر هو و صافح الفتاة التي امامه

قالت نيكولاس و هي تنظر خلفهما بقليل ثم عادت لتبتسم : "تلائمان بعضكما ...علي أن اذهب الآن قبل أن تحول أختي هذا المتجر إلى خردة ...أراكما لاحقًا"

عندما رحلت كانت نويل تنظر له بنظرات ثاقبة بينما هو كانت يتفحص رف السكاكر بكل هدوء .

" سنأخذ هذا انه بدون بندق و..."

قاطعته و قالت : "لماذا لم تنفي ؟ "

هز كتفيه باستفهام اما هي اكملت : "ملائمان لبعض ،هل نحن شيء لوي؟ "

ابتسم بهدوء و اقترب منها كثيرًا ثم وضع علبة السكاكر في السلة التي في يدها : "هل نحن شيء؟ قطتي"

امسيا بعدها يشاهدان سلسلة " الأصدقاء" حتى الفجر ، على الرغم من أن لويس قد شاهدها مرات عديدة الا ان هذه المرة كانت تختلف . على الرغم من أن نويل كانت تحاول أن تكون صحية الا انه معه تكون على سجيتها.

هل هما شيء؟

سنلتقي بعد عقد و يومين ،عقد لنشتاق و يومين لنعشق

————————————————
مسائكم خير يارب و تقبل الله منكم طاعاتكم

يدي تحكني قلت خلني اذبح واحد من الشخصيات 🌚🌚🌚🌚🌚 بليز لا تكرهوني و استعدوا للدراما الجاية

انجوي كوكيز 🍪🙈🙈💜💜💜💜💜💜

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top