Part13:اليوم الأول


أوقف السيارة بجانب مقهى ليأخذ قهوة الصباح فهو خرج من المنزل مبكراً عليه أتمام الكثير من الأعمال و بما أنه لم يزُر الشركة إلا مرة فمن الطبيعي وجود جبال من الملفات و أوراق العمل التي لابد من أنها قد تراكمت على مكتبه.

قرب الكوب الورقي من فمه ،ارتشف قهوته الأمريكية على ثلاث دفعات ثم نظر إلى السماء كم تبدو حياته فارغة لا طعم لها لا لون لها هكذا هو انهى تلك الحياة التفت لرايدر الذي كان صامتاً و رفض أن يأخذ شيء له من المقهى بدى متعباً

" ما خطبكَ رايدر ؟ أنتَ لست طبيعي فعادة تكون نشيطاً في الصباح" قال بلطف لصديقه هو يهتم لأمره كما لو أنه أخيه لقد كانا بجانب بعضهما دائماً و الآن هو لا يعلم ما يشغل عقله

" لا شيء لويس فقط ...أنا أفكر في شيء"

" أنا أعرفكَ كما أعرف نفسي هيا تحدث أخبرني بما يجول في خاطرك ؟" اعتدل في جلسته ليصبح مقابلاً له

" لا يمكنني أن أجزم أو أقول بأني متأكد من مشاعري و لكن يبدو و كأني أعتدت على شيء ما و .... أنا مشوش "

حدق لويس به لدقائق " رايدر أنتَ تتكلم بالألغاز هل تريد أخباري بالتفصيل أم أنكَ تفضل أن تراجع هذا الشيء مع نفسكَ" صمت قليلاً " فقط أعطي نفسكَ وقت لتصفي فيه ذهنكَ" أومأ رايدر ألا أن لويس لم يرتاح لوضعه ولم يعلم بالتحديد ما به.

بقيت نويل تتمدد في سريرها بعد دقائق من أستيقاظها لقد كانت راضية عن نفسها لأنها أعطت جسمها الراحة التي يحتاجها بعد أن بقيت مستيقظة تفكر في ذلك المجهول قررت أن تخلد للنوم في الثانية صباحاً و بما أنها في عطلة بقيت نائمة حتى اكتفى جسدها من النوم .

دخلت الحمام لتستحم بعد أن انتهت لتلف شعرها بالمنشفة و تلبس بنطالها حيث أختارت سترة بيضاء قطنية و قميص أسود أرتده لتجعله مفتوح و مطوي الأكمام، سرحت شعرها لترفعه للأعلى رفعت رأسها للساعة وجدت بأنها الساعة الحادية عشر صباحاً. أخذت حقيبتها و نظارتها الشمسية لتخرج .

رايدر أنشغل مع قسم الأدارة لينظم بعض الأمور و يضع خطة جديدة للأدارة اما لويس فقد انهمك مع بقية الموظفين لتوقيع الملفات التي بحاجة لتوقيعها و مقابلة بعض المندوبين من المصارف التي أنشأها بعد أن قابل المندوبين الخمس دخل لمكتبه و هو يَفُكُ ربطة عنقه الكحلية

" لم نصِل لنصف النهار بعد" قال رايدر بسخرية

"سأذهب للمنزل في الثالثة"

" لن تذهب، سنزور المصرف "ب" هناك وفد من كوريا الجنوبية و هذه أول خطوة يقومون بها الا و هي أرسال الوفود لذلك من المهم تواجدنا لكي نترقب الخطوة التالية" رفع نظره من جهازه المحمول ثم أبتسم للويس الذي كان جالساً على مكتبه يرتشف كوب القهوة الثالث منذ الصباح "لذلك أيها الوسيم لن تذهب للمنزل"

"أنتَ مطرود" قال لويس بعد أن وضع كوب القهوة الفارغ من يده

" أنت تقول هذا منذ سنين عزيزي" نهض و وضع عدة أوراق مطبوعة أمامه "ما رأيك بهذه الخطة أنها من ضمن برنامجنا الجديد الذي تم طرحه قبل سنتين" راجع لويس أوراق الخطة من الخطة إلى الصيانات العامة و من هذه حيث كل شيء يجر آخر.

نويل كانت تتجول بين ضجيج لوس أنجلوس مدينة الملائكة التي لا تهدأ أبداً مختلف الجنسيات مختلف الأعراق و مختلف الأديان. بقيت تشق طريقها إلى أن وصلت إلى مصرف دخلت و أخذت من حسابها أثنان و خمسين دولاراً هي لا تعلم ربما تمر على مطعم و تتناول الغذاء أو قد تقودها قدماها لمتجر ما و بالفعل دخلت متجر ثم أخذت لها ساعة حائطية و بعض التحف لغرفتها و كتاب ما عندما خرجت من المتجر وصلها بريد

(الموعد بعد ساعة) – مجهول

"تم الأرسال منذ خمس دقائق"

لديها خمسة و خمسون دقيقة لتناول الغذاء و الوصول لشارع 237 هذا يبدو جيداً عندها توقفت عند مطعم ما و طلبت لها بطاطس مشوية مع الفصولاياء الحمراء .

في هذه الأثناء دخل رايدر مكتب لويس و هو يتنفس بسرعة " لويس هناك مشكلة " أخذ نفساً "المشكلة في حاسوب من حواسيب الموظفين "

"حسناً رايدر أهدأ هذه ليست بالمشكلة الكبيرة فقط أخبر أندرو ليصلحه هو و فريقه من قسم برمجة التقنيات" قال لويس بهدوء

" لويس أن المشكلة أكبر من هذه يقول الموظف أن هناك بريد قد وصل من كندا كان بعنوان تهانينا لقد تم قبول طلبكم و قد فتحه على أمل بأن مسؤولين كندا قد أعطوا موافقتهم ببناء مصرف أو فرع للشركة هناك و لكن المصيبة بأن فيروس قد اخترق النظام"

جف ريق لويس و اتسعت عيناه " هل تم اختراق جميع الحواسيب؟"

" لا فقد هذا الحاسوب أن النظام الأمني يجعل كل حاسوب منفصل عن الآخر و قد حذر أندرو بأنه يجب علينا أن لا نتفتح هذا البريد لأنه تم أرساله على عنوان الشكرة المشترك و لا يوجد ضمان بأن جميع الحواسيب في أمان"

"من إين أتت هذه المشكلة " همس لويس " هيا لنذهب لأندرو أريد معرفة التفاصيل"
في قسم البرمجيات أو كما تسمى ببرمجة التقنيات كان الفريق يقدم أفضل ما عنده للتخلص من هذا الفيروس فلا يوجد ضمان بأن جميع الحواسيب في أمان وهذا يهدد معلومات الشركة
"سيدي لا أعلم كيف تكمن من أختراق نظامنا الأمني! الفيروس قوي جداً و يؤسفني القول بأن جميع الحواسيب مهددة كذلك علينا أقفالها حتى نتمكن من القضاء عليه" شرح أندرو و هو يشير لشاشة إلكترونية
" هل يمكنكَ تحديد من هو مستخدم الجهاز الذي أرسل البريد و من أي منطقة أو بلدة هو ؟" قال لويس
" من الممكن سيدي و لكن ستأخذ هذه المهمة وقت ....لا تقلق سأعمل عليها بعد أن نتخلص من الفيروس"

شارع 237 بدى فارغاً لم يرتاده الكثير من الناس و كان تقريباً مجمعٌ للبيوت السكنية. بحثت عيونها عن مرسماً ما حتى وجدته في نهاية منعطف الطريق رفعت رأسها لتقرأ أسم المرسم كانت اللوحة مصنوعة من الخشب و كأنها كانت تقاوم لتبقى في موقعها .

فتحت الباب لتتفحص المكان كان مرسماً بسيطاً هناك بعض الأقمشة المتسخة و أدوات الرسم في كل مكان لم يكن بالحديث و لكن الفن يتكلم فيه اللوحات كانت مذهلة تسلب العقول رائحة المكان كانت عبارة عن طلاء و ألوان و رائحة خشب بقيت تتأمل في اللوحة التي أمامها رُسِمَ طاؤوس أرزق و ريشه كان وردي تمتد منها زخارف دقيقة رسمت بدق فائقة

" أنتِ على الموعد توقعت بأن تتأخري"

ألتفتت لتجد فتاة تضع صندوق ورقي من الأوراق على الطاولة التي وضعت في وسط المرسم أطفئت السيجارة التي كانت تدخنها و أخرجت كرسيان لتجلسا عليهما الفتاة كانت تبدو أكبر منها لديها عينان زرقاوتان تحيط بهما هالات سوداء أخفت جمالهما ،شعرٌ أشقرٌ غامق و فكٌ حاد أشعلت سيجارة أخرى لتحاوطها شفتيها

" ما علاقتك بأليزبيث؟ من إين عرفتها؟ و لما أنتِ مهتمة بمقتلها؟" أمطرت عليها بالأسئلة التي لم تفكر في أجوبتها و لا تعلم ماذا تقول لها

"لقد قرأت مقال عنها و يمكنكِ القول بأن فضول قد سيطر على عقلي فكان موضوعها يسد جوع فوضولي ...."

نفثت الدخان من فمها كانت الطريقة التي تدخن بها تدل على أنها مدخنة متمرسة " كانت مثلك لا تهتم للمخاطر ألا أنها لم تكن فضولية بل كانت هادئة جداً" لم تفهم نويل ما قالته خصوصاً عن عدم أهتمامها بالمخاطر

" هل تقصدين بأن تواجدي هنا معك يجلب لي المخاطر؟"

" ربما ؟"

" كيف قُتِلَت؟ من سيستفيد من مقتلها؟"

أليس مبكراً أن تسألِ كل هذه الأسئلة؟" صمتت قليلاً " لقد كانت بريئة و لطيفة جداً ، جميع أسئلتكِ لا أجابة لها "

" أذاً لماذا قُلتِ لي بأن لديكِ ما أبحث عنه؟" كان هناك غضب واضح في نبرة نويل

" نعم لدي ما تبحثين عنه، لدى مذكراتها و صورٌ ألتقطتها هي"

" أكانت مصورة فوتوغرافية؟"

" أشبه بذلك كانت تحب المخاطر و المجازفات ربما لهذا قتلت"

الشمس كانت تدنو من الأرض و المرسم قد تغيرت رائحته لرائحة سجائر حيث أن ضوء الشمس الذي كان يصل عبر الغيوم خفيف جداً

" ماذا عن عائلتها؟ أين هم؟" سألت نويل و هي تنظر خلف النافذة

" لم يعودوا في المدينة على الرغم من أنهم كانوا من العائلات الشهيرة "

" و لماذا أنتي تساعدينني ؟ لا توجد صلة تصلنا ببعض"

" هُناك، أنتِ تريدين أشباع فضولكِ و أنا أريد راحتي"

" راحتكِ؟" لم تفهم نويل ماذا تقصد براحتها

أنحنت لتاخذ كيس بلاستيكي و وضعته أمام نويل " جميع ذكرياتها و كل شيء خلفته بعد مقتلها مازال يتبعني و يرهقني كالأشباح بمجرد بقاء هذه الاشياء عندي ... أوكد لكِ الشعور مريب ..مريب جداً" أنتفضت في جملتها الأخيرة ألا أنها ضمت نفسها و قالت " أتمنى أن تجدي خيط ينزل السكينة على روحها لا أعلم ولكن مجرد إحساس يقول لي بأن فضولكِ سيوصلكِ لنتيجة"

" هل تظنين بأني سأجد هذا الخيط؟"

" الموت أو حياة جديدة" عقدت نويل حاجبيها " أتمنى لك التوفيق" و وقفت لتأخذ الأوراق الموجودة في الصندوق و تضعها جانباً ، أمسكت نويل مقبض الباب كادت تخرج ألا أن عقلها لا يترك عادته

" من أنتِ؟ من أنتِ بالنسبة لها؟" ألتفتت

نظرت مباشرة في عينها و قالت " غرور الطاووس"
------------------------
أتوقع نصكم فكرتوا ان المجهول صبي لا 😂🙈 المهم ما خليت أسألة لأن محد قال يبي
Comments and vote
Love you all xx

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top