الفصل الحادي والثلاثون: أرجوكم أن تكونوا بخير

أهلا كيف حالكم🤩
اشتقتلكم كثييير❤❤ اخيرا بعد توقف طويل رجعت تاني للكتابة بجد حسيت بفراغ كبير لما وقفت ما توقعت ان يكون عالم الواتباد وانتو قرائي اللي احبكم كثيير تشغلوا هالمكان الكبير في نفسي.. صارتلي كذا ظروف وانشغلت بأشياء ثانية بس مع هادا كنت متحمسة كثير اني ارجع واشوف تعليقاتكم وتفاعلكم معاي..
شكرا لكل من انتظرني وكل من سأل عني الفترة اللي غبت فيها، واتمنى منكم لا تخيبوني..نبي نشوف تعليقاتكم وحماسكم معاي عشان ارجع اكتب زي قبل😢

توا أخليكم مع الفصل واتمنى يعجبكم❤

*******

#فرنسا_قصر تشادولي الرئيسي- الساعة 9:00 مساءاً
2006\4\24

زمّت شفتيها باستياء، بعد أن توقفا أخيراً في منتصف أرضية الرقص، حيث كان هناك العديد من الأزواج الذين يرقصون حولهم بهدوء..

كان ما يزال واقفاً إلى جانبها، بينما يلف خصرها بذراعه كما لو كان ذلك أكثر شيء طبيعي على الإطلاق. كانت تشعر بالارتباك حقاً، رغم أنها لم تظهر هذا بالطبع.

لكنه حينها تحرّك أخيراً ليقف مقابلاً لها، بينما ينظر إلى ملامحها المنزعجة بابتسامة مستمتعة.

رفعت حاجبها لما رات ابتسامته تلك، وقالت وهي تعقد يديها أمام صدرها: إذاً...هل هناك تفسير للسبب الذي جعلك تجرّني إلى هنا بهذه الطريقة؟

لف يده حول خصرها مجدداً ثم قربها منه فجأة حتى اصطدم وجهها بصدره، ليحني رأسه ويهمس قرب أذنها قائلاً بمكر: ألم أقل لك؟ لقد وعدتني بالرقص معي هذا المساء، لذلك دعينا نرقص معاً الآن.

ارتكبت أكثر من حركته المفاجئة تلك، لكنها رفعت بصرها نحوه حتى التقت عيناها بعينيه العشبيتين. كان وجهه قريباً من وجهها إلى حد جعل قلبها ينبض بقوة. لكنها قالت بتهكم، محاولةً إخفاء ارتباكها قدر الإمكان: هل من الضروري أن تفعل هذا؟ يمكنني سماعك حتى لو تحدثت بطريقة طبيعية كما تعلم!

ضحك من كلامها، لكنه أمسك يدها اليسرى بيمناه، ليرفع يديهما إلى الأعلى قليلاً، في حين ظلت يده الأخرى ملفوفة حول خصرها، ليقول بعدها بابتسامة هادئةً متجاهلاً تهكمها ذاك: هلا شاركتني هذه الرقصة...لوسي أليسون؟

ردت لوسي وهي تتظاهر بالانزعاج، في حين لم تكن قادرةً على إخفاء ابتسامتها المستمتعة: لماذا تطلب مني الرقص وأنت قد اتخذت وضعية الرقص بالفعل؟ ألا تعلم أنه ينبغي أن تنحني للمرأة، وتسألها الرقص أولاً بطريقة لائقة قبل أن تفعل هذا؟

فقال كارل بنبرة لعوبة، وهو يجاري مزاحها ذاك: ومن يهتم بهذه الشكليات؟ إنني واثق من أنكِ تكادين تطيرين من الفرح الآن...

رفعت لوسي حاجبها وقالت بتحدي: ومن أين لك بكل هذه الثقة؟

فاقترب منها ليهمس في أذنها مرة أخرى ممازحاً: أستطيع أن أرى هذا في عينيك.. لوسي..

مدت لوسي لسانها له وقالت بغرور: في أحلامك!

فضحك كارل من تصرفها ذاك، لكنها وضعت يدها على كتفه وقالت بنبرة لعوبة، وهي تنظر إلى عينيه بابتسامة مرحة: إنه لشرف لي أن أقبل الرقص معك...كارلوس تشادولي...

لم يمض الكثير من الوقت حتى بدأ كلاهما يتمايلان بتناغم مع صوت الموسيقى الهادئة، في حين ينظر كل منهما إلى عيني الآخر باستمتاع.

كانا غارقين تماماً في تلك اللحظة، وقد تجاهلاً كل ما يؤرقهما آنذاك. تلك الدقائق القليلة بدت كفيلةً بأن تجعلهما ينسيان ولو مؤقتاً كل ما يفصلهما، وكل ما يبقيهما بعيداً عن بعضهما، وهما يعلمان جيداً أنه لا أمل لهما أن يكونا معاً أبداً.

كانت لوسي تعلم جيداً أن الشاب الواقف أمامها الآن، هو أكثر من يجب عليها أن تكرهه في هذا العالم. لكنها لا تدري أبداً ما الذي جعل قلبها ينبض له بجنون هكذا. ما السحر الذي تملكه هاتان العينان اللتان شعرت أنها غارقة تماماً في جمالهما، وفي غموضهما اللذان أربكاها كثيراً؟ هو أكثر من يجب ألا تثق به أبداً، لكن لماذا تشعر بكل هذا الأمان بين يديه؟

وضعت خدها على صدره، لتغلق عينيها ببطء وهي تستمع إلى نبضات قلبه المضطرب، كقلبها الآن.

لقد قال أنه يحبها...

ليست غبية حتى لا ترى ذلك في عينيه. ولقد استطاعت أن تلاحظ نظراته الحارقة، نحو الرجال الذين شاركتهم الرقص قبل قليل، مما جعل قلبها يرقص فرحاً وارتباكاً في الآن ذاته.

وفي كل مرة، تزداد رغبتها في أن تكون معه أكثر وأكثر..

لكنها لا تقدر. لا، هي لا يمكنها ذلك. أبعدت خدها عن صدره، لتنظر مرة أخرى إلى عينيه اللتان كانتا تراقبان كل حركة تقوم بها بتركيز تام.

ابتسمت بحزن وهي تنظر إليه، لكن ابتسامتها سرعان ما اختفت لما نظرت إلى ذاك الواقف أمامها مستنداً على إحدى الطاولات، وهو يحمل في يده كأساً من النبيذ..

حرك رأسه باعتراض، وهو يخبرها بعينيه أن تتوقف عن ذلك. لا يمكنها السماح لمشاعرها أن تسيطر عليها خصوصاً في هذه اللحظة.

لم يكن كارل قادراً على رؤيته فقد كان يقابله بظهره، لكنه استطاع أن يلاحظ تغير تعابير لوسي فجأة. فبعد أن كانت تنظر إليه بلهفة قبل قليل، بدا وجهها خالياً من أي مشاعر الآن، في حين ظلت تحدق بالفراغ دون أن تقول أي شيء.

بعد أن رقصا لعدة دقائق أخرى، استأذنته لوسي فجأة حتى تذهب إلى الحمام، فتركها تذهب دون أن يعلق على أي مما حدث.

بعد أن خرجت لوسي من الحمام، تنهدت بضيق وهي تتذكر ما حدث قبل قليل.

أياً كانت اللحظة التي جمعتهما معاً اليوم، فهي تدرك جيداً أنه عليها ألا تسمح لذلك بالتأثير عليها بأي شكل من الأشكال.

تنهدت بضيق، لتسير عائدةً إلى حيث يقف راولي والمعلمين الآخرين. تلك النظرة في عينيه جعلتها تعود إلى الواقع الآن. يجب أن تنفذ الخطة، يجب أن تنهي كل شيء!

لكنها توقفت مكانها وقد عقدت حاجبيها باستغراب، بينما تراقب ايمي وهي تغادر القاعة نحو الحديقة عبر الباب الخلفي، برفقة امرأة يبدو أنها معلمة ما على الأرجح..

همست قائلةً بحيرة: ايمي؟

أرادت أن تتابع طريقها، لكن شيئاً ما في داخلها جعلها تشعر بأن هناك شيء خاطئ.
فنظرت إلى الباب مرة أخرى بعد غادرتا المكان، لتسير إلى هناك بسرعة، وذلك الشعور ظل يزداد في قلبها مع كل خطوة تخطوها..

الساعة 9:40 مساءاً
نفس اليوم

حتى رغم الإضاءة الخافتة، لم تخف على ايمي تلك النظرة الغريبة في عيني الآنسة ماكينيل، وهي تنظر إلى الأرض في صمت طويل..

وقبل أن تكون ايمي قادرةً على قول أي شيء، تراجعت خطوة إلى الوراء وهي تنظر إلى تلك التي خرجت من ذلك الظلام الحالك، لتقف جنباً إلى جنب قرب الآنسة ماكينيل، وعلى شفتيها ابتسامة شيطانية ماكرة جعل قلبها ينبض بقوة.

خصلات شعرها الذهبي الطويل، ظلت تتراقص مع نسمات الهواء. في حين بدت عيناها الداكنتان خاليتان تماماً من أي مشاعر. لا تدري ايمي لماذا شعرت أنها رأت تلكما العينين الذابلتين من قبل، رغم أنها واثقةً تماماً من أنها لم ترى هذا الوجه من قبل أبداً...

لكنها ابتعدت أكثر إلى الخلف وهي تنظر نحوها بصدمة ما إن قالت بصوتها الحاد الذي ميزته على الفور: ها قد التقينا أخيراً كما أخبرتك من قبل..ايمي..

عندها تمتمت ايمي بين أنفاسها المضطربة، وقد شعرت بالذعر تماماً: شيرين؟!

ضحكت شيرين ما إن سمعت ذلك وقالت بسخرية: كما توقعت..ما تزالين تتذكرين صوتي!

سألتها ايمي وهي تنظر إليها بحذر: ما الذي تريدينه مني؟

فنظرت نحوها شيرين ببرود وقالت: لقد أخبرتك من قبل أن الأمر لم ينتهي بعد. لا نزال في حاجتك ايمي...

فسألتها ايمي مرة أخرى باضطراب، وهي تشعر بأن صوتها بدأ يخونها الآن: ما الذي تريدونه مني؟ أنا لا أفهم!

أخذت شيرين المسدس من بين يدي الآنسة ماكينيل، وقالت بعد أن صوبته على رأس ايمي: ستعرفين ذلك لاحقاً. والآن اتبعيني دون أن تصدري أي صوت. أنت لا تريدين أن يتأذى الأخوان تشادولي صحيح؟

نظرت ايمي بين شيرين والآنسة ماكينيل، لتقول بنبرة يائسة: هل خططتما لهذا منذ البداية؟

أجابت شيرين بملل: لقد كان يجب أن أكون أنا من تنفذ كل شيء. ثم نظرت إلى الآنسة ماكينيل باستحقار وتابعت كلامها قائلة: لقد سمعتِ صوتي من قبل، وأعلم أنك لا تنسين أبداً. لذلك كان من الضروري جعل هذه الحثالة تفعل ذلك حتى لا أخاطر بكشف هويتي.

جفلت الآنسة ماكينيل بألم لما قالت هذا، لكن شيرين تجاهلتها، وقالت ببرود: جينيفر، اذهبي وجهزي السيارة بسرعة. سوف التحق بتريفور ونخرج من هنا بسرعة.

فقالت جينيفر بتردد: لكن كا..

عندها صاحت بها شيرين قائلة: اخرسي! لقد قلت لك ألف مرة ألا تناديني هكذا! فلتنفذي ما قلته لك حالاً ولا تضيعي الوقت.

ثم أردفت بابتسامة ساخرة: هذا إذا كنت تريدين رؤيته حقاً كما تقولين!

عضت جينيفر على شفاهها السفلى بقوة، لكنها أومات على أي حال، لتركض نحو السور مختفيةً تماماً وسط الظلام.

كانت ايمي تنظر بينهما بحذر شديد، وقد بدا حديثهما الغامض هذا مريباً جدا بالنسبة لها.
ولما نظرت إليها شيرين أخيراً، سألتها ايمي بتردد: لقد كنتِ أنتِ من أنقذتني في ذلك الوقت عندما حاول أولئك الرجال قتلي، صحيح؟

ابتسمت شيرين بخبث وقالت: لقد سمعت صوتي وقتها، لذلك لابد أن تعرفين ذلك بالفعل.

عضت ايمي شفتها السفلى بغيظ دون أن ترد على كلامها، لكن شيرين قالت بنبرة آمرة وهي تشير بالمسدس ناحيتها: والآن دعينا لا نضيع الوقت أكثر إذا ما أردتِ أن ينتهي كل بسلام.

كانت ايمي ترتجف بذعر.

بقدر ما كانت تريد الهرب الآن، بقدر ما كانت تعرف أن ذلك مستحيل تماماً. فلا يمكنها السماح بأن يتأذى كارل وهاري بسببها مهما حدث.

لذلك أغلقت عينيها بعد أن أخذت نفساً عميقاً. لتفتحهما من جديد، ثم تسير باتجاه شيرين بخطوات بطيئة متثاقلة.

وقبل أن تقترب منها أكثر، ظهرت لوسي من وسط تلك الشجيرات المحيطة بهما، لتقف أمام شيرين مباشرة وعيناها تشتعلان غضباً. وبحركة خاطفة، أبعدت رسغها بحافة كفها بقوة ليطير المسدس من يد شيرين ويسقط قرب الشجيرات، في حين قبضت يدها الأخرى لتلكمها على بطنها بكل ما أوتيت من قوة حتى تراجعت شيرين عدة خطوات إلى الوراء، بينما وضعت كلتا يديها على بطنها وهي تتأوه من الألم.

لكنها نظرت إلى لوسي بحقد وقالت من وراء أسنانها التي ضغت عليها بقوة حتى تكبت ذلك الألم الفظيع في بطنها: كيف تجرئين على فعل ذلك أيتها الحقيرة!

لم تكترث لوسي لما قالته، بل إنها نظرت إلى ايمي من وراء كتفها لتصيح بها قائلة: ايمي اهربي بسرعة وأخبري كارل بما حدث!

انتفضت ايمي لما سمعت صوتها وقالت وهي تنظر إليها بحيرة: لوسي؟!

فقالت لوسي بسرعة: لا وقت لذلك ايمي، يجب أن تذهبي إلى كارل وتخبريه بكل شيء!

عندها أسرعت شيرين باتجاهها بعد أن استعادت شيئاً من قوتها. رفعت يدها لتلكمها، فاستعدت لوسي لتصد ضربتها، لكنها فاجأتها لما ركلت جانب خصرها بقوة حتى تأوهت لوسي بقوة من الألم..

شهقت ايمي لما رأت ذلك. وأرادت أن تسرع إليها، لكن لوسي صاحت بها قائلةً بانفعال: ايمي اركضي الآن! سأتدبر أمري!

أرادت ايمي أن تركض، لكن صوت شيرين أوقفها لما قالت بخبث: لا أنصحك بالهرب ايمي...لقد أمرت القناصين بأن يقتلوا الأخوين تشادولي ما إن تبتعدي من هنا!

ضغطت لوسي على أسنانها بغيظ، وقالت لايمي بعد أن استعادت توازنها: لا تكترثي لها ايمي، إنها تكذب! الحراسة هنا مشددة جداً، ويستحيل أن يتواجد عدة قناصون هنا دون أن يكون الحراس قادرين على ملاحظتهم!

لوهلة كادت ايمي أن تقتنع بكلامها وتركض عائدةً نحو كارل، لكنها تسمّرت مكانها لما سمعت كلمات شيرين الساخرة تلك: إذا ما كان الحراس قادرون على ذلك كما قلت، فلكان من الأجدر لهم أن يمكسوا بي أولاً! لا أنصحك بأن تفعلي هذا ايمي، أنت لا تريدين أن تري وجه هاري وهو مضرج بالدماء...صحيح؟

عندها ركضت لوسي نحوها لتلكمها، لكن شيرين استطاعت أن تتفادى لكمتها على الفور. ولما أرادت لكم لوسي على وجهها، أمسكت لوسي بقبضتها بقوة، لتجذبها نحوها، ثم تركلها بركبتها على بطنها حتى كادت شيرين تفرغ كل ما بجوفها..

تراجعت شيرين خطوتين إلى الوراء، ثم جثت على ركبتيها وهي تضغط بيديها على بطنها حيث ركلتها لوسي للتو..

أخذت تلعنها تحت أنفاسها بسخط. أما لوسي، فقد نظرت إلى ايمي وقالت بحدة: لا تصغي لها ايمي، أنا واثقة من أنها تكذب!

بدت ايمي مترددة في تصديق ذلك، لذلك استدارت لوسي نحوها وقالت وهي تنظر إليها برجاء: ايمي أرجوك...لن أستطيع حمايتك بينما أقاتل هذه المرأة الآن. يجب أن تذهبي إلى كارل، عندها سأكون مطمئنة أنكِ بخير!

استغلت شيرين لحظة انشغال لوسي بالحديث مع ايمي، لذلك قامت من مكانها بسرعة لتلف يديها حول عنقها، وتخقنها بقوة من الخلف..

حاولت لوسي أن تبعد يديها عنها على الفور، مما دفع شيرين للضغط على عنقها بقوة أكبر حتى صارت لوسي تجاهد من أجل سحب شيء من الهواء إلى رئتيها.
ورغم أن كل شيء أمامها صار يميل للسواد فجأة، إلا أنها لم تتوقف عن المقاومة أبداً.

ضغطت على أسنانها بقوة حتى تستعيد شيئاً من قوتها، ثم ثنت يدها ورفعتها إلى الأمام قليلاً، لتهوي بها ناحية شيرين بكل قوتها حتى أصاب مرفقها بطنها مما دفع شيرين للابتعاد عنها، وهي تضع يدها حيث ضربتها لوسي الآن.

أخذت لوسي تسعل بشدة وهي تدلك عنقها بإحدى يديها. لكن لا وقت لهذا أبداً! فها هي شيرين قد اندفعت نحوها الآن لتتصارع الفتاتان بكل ما أوتيتا من قوة.

كانت ايمي تراقب قتالهما بقلق. بدتا متكافئتان تقريباً في القوة، في حين بدت تحركاتهما محترفةً جداً ومدروسةً إلى أبعد الحدود. لم تحتج ايمي إلى معرفة واسعة فيما يخص الفنون القتالية، حتى تدرك أنهما من مستوى عالٍ جداً.

الآن هما تقفان بعيداً عن بعضهما نوعاً ما، في حين تنظر كل منهما إلى الأخرى بعدوانية، بينما تلتقط أنفاسها بتعب..

فكرت شيرين وعيناها لم تبتعدا أبداً عن لوسي الواقفة أمامها: قدراتها القتالية ليست عادية أبداً. كما توقعت، لوسي أليسون هي الCIM الذي تم إرساله لأخذ تشادولي!

لكنها بدت حائرة جداً وهي تنظر الآن بين ايمي ولوسي، لتقول في نفسها بعدم استيعاب: لكنها مع ايمي الآن، كيف يمكن أن يكون ذلك معقولاً؟ هل يعقل أنهم لم يكتشفوا هويتها بعد؟!

لكنها ابتسمت بخبث فجأة، وقالت في نفسها بانتصار: الأمر هكذا بالتأكيد. فلو عرف أولئك الأغبياء من تكون ايمي، لما استغرقوا كل هذا الوقت في فعل ذلك!

لكنها لم تكن قادرةً على التفكير في أي شيء آخر لما اندفعت نحوها لوسي فجأة لتلكمها على وجهها، لكن شيرين تفادت لكمتها على الفور. غير أن لوسي فاجأتها لما ركلت جانبها بقوة، مقلدةً ما فعلته لها قبل قليل..

لكن لوسي لم تكتفي عند هذا الحد، بل إنها لكمتها الآن بقوة على خدها مما جعلها تتراجع خطوة للوراء، ثم لكمتها مرة أخرى على خدها الآخر مما جعل شيرين تفقد القدرة على رؤية أي شيء لوهلة من أثر الصدمة.

الآن صارت لوسي قادرةً على توجيه عدة لكمات سريعة نحو بطنها دون توقف. ولما شعرت أنها تكاد تفقد وعيها، رفعت لوسي ساقها لتركلها بحركة سريعة على وجهها. فجثت أخيراً على ركبتيها، بعد أن أسندت جسدها بكلتا يديها اللتان بسطتهما على الأرضية الترابية الخشنة، وهي بالكاد قادرة على الحفاظ على وعيها في هذه اللحظة..

كانت لوسي تتنفس بسرعة وهي تنظر نحوها بحذر. لكنها لما لمحت ايمي الواقفة بالقرب منها، بينما تنظر نحو المنظر أمامها بصدمة، صاحت بها قائلةً بحدة: ايمي! ما الذي تفعلينه هنا؟ ألم أخبرك أن تذهبي وتستدعي كارل؟!!

ارتبكت ايمي في الرد عليها. لكنها قبل أن تقول أي شيء، سمعت ذلك الصوت الرجولي الخشن الذي قال بنبرة جافة: لا أنصحك بالتحرك خطوة واحدة من هذا المكان..

عندها نظرت كلتاهما إلى ذلك الضخم، صاحب العضلات المفتولة الذي ظهر فجأة من وسط الظلام، بينما يحمل في يده مسدساً كان موجهاً نحو رأس ايمي مباشرةً..

تسمّرت ايمي مكانها وهي تنظر إلى عينيه اللتان اعتلتهما نظرة سادية متعطشة للدماء، في حين تسلل شبح ابتسامة شيطانية في شفتيه الممتلئتين..

عندها تكلمت شيرين أخيراً، وهي تنظر إليه بوجهها المنتفخ، وجسدها المليء بالكدمات: ما الذي جعلك تستغرق كل هذا الوقت للظهور تريفور؟!

ابتسم تريفور بسخرية وقال: وهل أظهر وأفسد ذلك العرض الممتع؟ لا تدرين ما مقدار التسلية التي شعرت بها وأنا أرى المغرورة شيرين تتلقى كل تلك الضربات!

ضغطت شيرين على أسنانها بغيظ، لكنها قالت بنبرة آمرة وهي لم تقو على مجادلته أبداً -الآن على الأقل- : خذ الطفلة ودعنا نتحرك من هنا حالاً!

قال تريفور بعد أن تظاهر بالحزن، مما جعل ملامحه تبدو مرعبةً أكثر: أخشى أنني سأخيب ظنكِ عزيزتي شيري. أنا لم آتي إلى هنا لأخذ هذه الطفلة أبداً.

ثم تغيرت ملامحه إلى تعابير متقززة، بينما ينظر إلى ايمي بكره ومسدسه ما يزال موجهاً نحو رأسها: بسبب هذه الطفلة، تحوّل الزعيم إلى أحمق مهوس مثير للمتاعب.
لم يكن يفترض بنا أن نتحول إلى حمقى ونظهر للأضواء هكذا، ولا أن نتعامل مع الانذال أمثال هوريستون. ومن أجل إزالة هذا العار الذي لحق بنا، يجب على هذه الطفلة أن تختفي من الوجود!

اتسعت عينا شيرين بصدمة، في حين تحركت لوسي على الفور نحو ايمي وهي تصيح قائلةً بانفعال: ابتعدي من هنا حالاً!!

أما ايمي فقد تجمدت مكانها وهي تنظر إلى أصابعه التي أخذت تضغط على الزناد ببطء..

وقبل أن تدرك أي شيء، كان جسدها محاطاً بجسد آخر لا يمكنها أن تخطئ في معرفة صاحبه أبداً حتى وهي لم ترى وجهه بعد..

فتلك الرائحة التي ألفتها طوال الشهور الماضية، ذلك الشخص الذي أقسم على حمايتها طوال الوقت، وذلك الوجود الذي كان يشعرها بالأمان دائماً لا يمكنها ألا تتعرف عليه أبداً حتى لو فقدت القدرة على الإبصار يوماً.

هاري..

كان ذلك آخر ما أدركته قبل أن تسمع صوت تلك الرصاصة الذي أخذ يدوي وسط سكون ذلك الليل المظلم..

فرنسا_قصر تشادولي الرئيسي_الساعة 10:30 مساءاً
2006\4\24

رغم اعتياده على هذه الأجواء الخانقة، وهذه الوجوه المنافقة من حوله، إلا أنه اليوم كان متضايقاً حقاً من وجوده بين كل هؤلاء في هذا اليوم بالذات.

لا يمكنه التوقف عن التفكير بها أبداً. نظراتها المتلهفة تلك جعلته يوقن مثل كل مرة أنها تبادله نفس الشعور. لقد شعر بهذا منذ وقت طويل جداً حتى ما عاد هناك أي مجال للشك أبداً. لكنه بقدر ما يعلم أنها تحبه، بقدر ما يعلم أنها تتصارع مع نفسها من أجل القبول بتلك المشاعر. أو ربما من أجل الاعتراف بها من الأساس.

لقد قال هاري أنها تنوي قتله. كان يعلم من البداية أن هاري لن يشك بأي أحد من فراغ، وهذا أكثر ما كان يضايقه دائماً حتى رغم أنه أراد إنكار ذلك في البداية. لكن ما الذي تريده لوسي منه؟ لماذا تريد قتله؟ ما الذي فعله حتى تحقد عليه هكذا حتى رغم أنها تحبه؟

لا يمكنه أن يتذكر أبداً أنه قد التقى بها يوماً. ما الذي حدث في الماضي حتى جعل الأمور بينهما على هذه الحال الآن؟

تنهد بضيق وهو ينظر أمامه بشرود، رغم أن عيناه لم تكونا تنظران إلى أي شيء في الواقع.

أعاده للحاضر صوت تلك الفتاة الواقفة أمامه بفستانها القصير الأسود الذي أظهر من جسدها أكثر مما كان يخفيه، لما قالت له بصوتها الأنثوي الرقيق، وعيناها لم تحيدا أبداً عن وجهه في نظرة ملؤها الإعجاب والشهوة: ذلك رائع حقاً أيها الرئيس تشادولي، رغم سنك الصغير، إلا أنك قادر على إنجاز كل ذلك وحدك! إنني معجبة حقاً بموهبتك الفريدة!

نظر إليها كارل بحيرة للحظات، حيث كان قد نسي حقاً ما الذي كانا يتحدثان عنه. إلا أن جدته الواقفة إلى جانبه قد أنقذته من ذلك الموقف المحرج لما قالت بعد أن أحست بشرود حفيدها طوال الوقت: من اللطيف سماع ذلك آنسة هوبر. إنني أيضاً فخورة جداً بحفيدي. رغم أنني أشعر بالقلق عليه حقاً، فهو كثيراً ما يرهق نفسه كثيراً بالعمل.

أرادت تلك الفتاة أن تعلق على كلامها، لكن الجدة سمانثا قاطعتها لما أردفت وهي تنظر إلى كارل بقلق: بالحديث عن ذلك، لقد أخبرتني لوسي أن هاري كان يشعر بالصداع قليلاً. هلا تفقدته من أجلي؟ إنني مشغولة مع الضيوف الآن.

أومأ كارل بهدوء وهو يبتسم في داخله. لطالما كانت جدته هكذا، تعرف دائماً متى تحين الأوقات التي يحتاج فيها حقاً أن يكون وحيداً. خصوصاً بعد أن أزعجته تلك الفتاة بميوعتها، وحركاتها التي كانت تحاول فيها إغواءه بشكل صريح دون أي خجل.

سار مبتعداً عنهم وهو يبحث فعلاً عن هاري، فهو لم يره منذ وقت ليس بالقصير. لكنه الآن فقط قد لاحظ أنه لا أثر أبداً لكل من لوسي وايمي أيضاً.

ظل يجول بعينيه بين الحضور باحثاً عن الثلاثة الذين بدوا كما لو أنهم قد تبخروا تماماً من المكان، مما جعل القلق في داخله يكبر أكثر وأكثر.

لكنه حينها رأى أوليفيا، الطفلة التي كانت ترافق ايمي طوال الوقت. فسار نحوها وقد كانت تقابله بظهرها. فنقر كتفها بسبابته برفق، وقال وهو ينظر إليها بابتسامة هادئة: فِيا صحيح؟

جفلت فِيا من حركته المفاجئة تلك. لكنها لما التفتت نحوه، اتسعت عيناها بصدمة، وغطت فمها وهي تحاول كبت شهقتها المتفاجئة بصعوبة. أخيراً تكلمت لتقول بعدم تصديق: كارلوس تشادولي؟!

ضحك كارل من تصرفها الغريب ذلك، لكنه قال بنبرة مرحة: ما الأمر؟ تبدين كما لو أنكِ رأيت شبحاً ما. لا أظن أنه من الغريب أن تقابليني بما أنكِ في منزلي كما تعلمين..

احمرت وجنتا فِيا خجلاً من تصرفها الذي بدا لها سخيفاً الآن. ما قاله صحيح تماماً، فلماذا هي مصدومة هكذا بينما من الطبيعي جداً أن يكون متواجداً أمامها في حفله الخاص!

لكن كارل سألها مغيراً الموضوع، بينما بدت على وجهه تعابير جادة فجأة: هل رأيتِ ايمي؟ لقد بحثت عنها في كل مكان لكنني لم أجدها بعد.

بدا القلق على وجه فِيا لما قالت وهي تشعر بالخوف نوعاً ما: وأنا أيضاً كنت أبحث عنها طوال الوقت. لقد ذهبت إلى الحمام. كان يجب أن انتظرها بجانب الطاولة، ثم أتت تلك المرأة ولم أجدها بعدها رغم أنني ذهبت إلى حيث أخبرتني!

استغرب كارل من كلامها الذي بدا عشوائياً نوعاً ما، لذلك سألها بحيرة: امرأة؟ عن ماذا تتحدثين؟

ارتبكت فِيا لما قالت بتردد: امرأة جميلة شقراء ترتدي فستاناً فضياً. قالت لي أنها تعرف ايمي، وأن ايمي تنتظرني بالقرب من الدرج حتى تريني غرفتها. لكنني عندما ذهب هناك، لم تكن ايمي في أي مكان أبداً!

تلك الكلمات المضطربة التي نطقت بها هذه الطفلة، جعلت كل خلية من جسد كارل تتحفز تلقائياً. الآن صار بوسعه تجميع كل القطع معاً. اختفاء هاري ولوسي وايمي في الآن ذاته، وتلك المرأة الغريبة التي تتدعي معرفة ايمي، والتي أرادت وبكل وضوح أن تبعدها عن صديقتها لسبب ما.

كل ذلك جعله يدرك على الفور أن هناك شيء ما قد حدث. شيء ربما يكون سيئاً جدا في الواقع..

لكنه وضع يده على رأس فِيا وقال متصنعاً الابتسامة: لا تقلقي فِيا، إن ايمي بخير. يمكنك انتظارها حيث اتفقتما على اللقاء من قبل، ولن تتاخر في القدوم إليك.

لم تبد فِيا مقتنعةً بكلامه، لكنه أومأت على أي حال وقالت بخفوت: حسناً، شكرا لك.

انتظر قليلاً حتى ابتعدت عنه فِيا تماماً، ثم سار بسرعة متجهاً إلى قائد حراسه الشخصيين جيفريك، الواقف على جانب القاعة بعيداً عن الضيوف. ليقول له دون أي مقدمات: أخبر الجميع أن يبحثوا عن ايمي وهاري ولوسي على الفور.

لم يحتج جيفريك لأن يسأله عن أي شيء، فتعابير وجه سيده جعله يدرك فوراً أن الأمر جدي بالتأكيد.

ضغط على زر ما في السماعة التي ثبتها على أذنه ليتكلم عبرها بنبرة جافة: هل رأى أحد منكم السيد الصغير، والآنسة أليسون والآنسة ايمي؟

بعد أن سكت للحظات وهو يستمع إلى ما قاله أحد الحراس عبر السماعة، ضغط ذلك الزر مرة أخرى ثم قال مخاطباً كارل بجدية: لقد خرجت الآنسة ايمي برفقة إحدى معلماتها عبر الباب الخلفي للقاعة منذ أكثر من ساعة، في حين لحقتها الآنسة أليسون والسيد الصغير الذي ظل يلاحق الآنسة أليسون طوال الحفلة لسبب ما.

تفاجأ كارل لسماع ذلك، لكنه قال بجمود محاولاً إخفاء شعوره بالقلق قدر الإمكان: أخبر نصف الحراس أن يتوجهوا إلى الحديقة الخلفية من أجل البحث عنهم، وليلتزم البقية مواقعهم في الوقت الحالي. لقد حدث شيء ما على الأرجح. لا أريد القفز بالاحتمالات، لكن حدسي يخبرني أن الأمر سيء جداً.

أومأ جيفريك بصمت، ليسير برفقة كارل إلى الباب الخلفي وهما ينتظران وصول بقية الحراس حتى يشرعوا جميعاً بالبحث عنهم.

كان ذلك عندما سمعوا دوي طلق ناري صادر من قلب الغابة الكثيفة في الحديقة الخلفية للقصر، أتبعه بعد عشر دقائق تقريباً، صوت ثلاث طلقات نارية أخرى سمعها كارل وحراسه الشخصيين لما كانوا يركضون في الغابة باتجاه مصدر الصوت..

ضغط كارل على أسنانه وقال في نفسه بيأس بينما يسارع في ركضه أكثر وأكثر: هاري، ايمي، لوسي..أرجوكم أن تكونوا بخير!

يتبع...

******

_رأيكم في الفصل؟

_توقعاتكم للأحداث القادمة؟

_من هم هؤلاء الذين يريدون خطف ايمي؟ ومن يكون الCIM؟

_ما سر ذلك الحديث الغامض بين جينيفر(الآنسة ماكينيل) وشيرين؟ ومن هو الذي تريد جينيفر لقاءه؟

_ما الذي حدث في النهاية؟ هل أصيبت ايمي بذلك الطلق الناري حقا؟ أم انه أصاب شخصا آخر؟

_هل سيصل كارل وحراسه في الوقت المناسب؟ وما توقعاتكم لما سيحدث الآن؟

_وما سر الطلقات الثلاث التي سمعها كارل بعد الطلق الناري الأول؟

أحداث كثيرة وشائقة بانتظاركم في الفصول القادمة فلا تنسو متابعتي❤

أدري أن الفصل أقصر من فصولي المعتادة، وفي الواقع كنت انوي وضع هذه الأحداث في فصل واحد وتقسيمها على جزئين لكن أظن أنها ستكون أفضل هكذا😌

الفصل الجاي يعتمد موعد نشره على تفاعلكم معاي..تفاعلو مع الفصل عشان انزل في أسرع وقت..يلا عاد لا تبخلو علي😢

ارجو أن الفصل قد نال إعجابكم..دمتم في أمان الله وحفظه🌷

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top