الجزء الثالث
قال رائد:يبه،أبي اسألك سؤال،أنت ليش مهتم في سارة ها الكثر؟
قال سعيد:لأني خايف إن ما حد رح يهتم فيها بعدما موت.
قال رائد:بعيد الشر عنك يبه،بعد عمر طويل.
قال سعيد:الموت حق علينا يا ولدي،أنا وعدت زيمران إني اهتم ببنتها،
ما نسيت هذاك اليوم اللي خبرتني"الوالد يتذكر:
كنت قاعد بالحديقة إلا تجيني أمك تركض و تقول:ما تشوف لزمران،
قاعده تستفرغ كل أشوي،مدري اش بلاها؟
فقمت على طول و رحت لها و كان شكلها تعبان مرة و وديتها للمستشفى
فقالو لي إنها حامل و لما درت أمك بالسالفه قومت الدنيا وما قعدتها
لدرجة إنها شكت فيني،و مش بس هي كل الناس بدوا يتكلمون فقلت
في نفسي استر ع المره و اتزوجها،مع إني والله ما قربت عليها،
هي بالأساس كانت متزوجه لكن زوجها مات بمرض الربو،و لما مات زوجها
عاشت عند أهلها و لأن ظروف أهلها صعب جت هنا علشان الشغل،
والله قدر عليها إنها تحمل عندنا،و لما جاها الطلق و نحنا بسيارة الاسعاف
قالت لي:عدني أنك سوف تهتم بابني في حال حصل شيء بي.
فقلت لها:أعدك بأني سأهتم بهذا الولد و اعتبره فردا من عائلتي.
و كانت هذيك آخر حوار دار بينا،ﻻنها بعدما جابت البنت ماتت"نزلت دمعه
من عين سعيد و مسحها بسرعه"و بعد ما ماتت نقلوا جثتها للهند،
و من بعدها صارت سارة جزء من حياتي أو يمكن كل حياتي".
و التفت إلى ابنه فإذا به يبكي
و قال:آسف يبه،بدال ما أهديك قعدت أتبجبج عند رآسك.
ضحك سعيد و ضم ابنه و أخذ رائد يمسح دموعه.
جاء موعد سفر عبدالله و أخته ميعاد
و في المطار كان هو و رائد و طالب و أبو طالب و سارة
و أم طالب و بناتها.
قال رائد:رافقتك السلامه يا البريعصي.
ضحك عبدالله و قال:لسا ما نسيت ها اللقب؟
قال رائد:لا ما نسيت،و رح اقولها ليين تموت و اكتب على قبرك
المرحوم عبدالله البريعصي،فبدال ما الناس يبكون عليك رح يضحكون
عليك.
فصفعه طالب على رقبته
قال عبدالله:بسم الله علي بعد عمر طويل.
قال سعيد:فال الله ولا فالك،لسا ما شفناه متخرج ولا معرس
و أنت تبيه يموت،الله يسامحك بس.
قال عبدالله:أنا مجهز لك لقب جميل يليق بمقامك.
قال رائد:وشو؟
قال عبدالله:لقبك من الآن فصاعدا"رودي آكل الدودي".
ضحك الجميع من الاسم
قال رائد:لا والله،ما لقيت غير ها اللقب؟غيره غيره.
هز عبدالله أصبعه السبابه و هو يقول:لااااا اسحب كلامك أول بعدين
أنا.
قال رائد:مانيب ساحب.
"النداء الأخير لركاب الطائرة المتجهه لبريطانيا التوجه إلى الممر رقم..."
قال عبدالله:يلا لازم روح الحين،استودعناكم.
و ودع الجميع ثم قال:يلا ميعاد مشينا.
قالت ميعاد:يلا جايه.
"ميعاد هي الصديقة المقربه و الوحيده لسارة"
مشا عبدالله و ميعاد و الجميع يودعونهم حتى اختفوا بين المسافرين
كانت سارة تبكي على فراق صديقتها ميعاد،فوضع رائد يده على كتفها
و أخذ يهدأها و هو يقول:رح ترجع،أنتي بس ادعي لها بالتوفيق.
قالت سارة:الله يوفقها و يرجعها بالسلامه.
في الطائرة جلست ميعاد بجوار النافذة و جلس أخوها بجانبها
كانت ميعاد تمسح دموعها و وضعوا حزام الأمان
قال عبدالله:ش بلاك تبكين؟حسستيني إنك ما رح ترجعي.
قالت ميعاد:غصبا عني،مدري ليش ما حب لحظات الوداع.
قال عبدالله:مين أكثر وحده رح تشتاقين لها؟
قالت ميعاد:سارة.
قال عبدالله:و من بعد؟
قالت ميعاد:ما في أحد،بس سارة.
رفع عبدالله حاجبه و قال:يعني أمي ما رح تشتاقين لها؟
قالت ميعاد:إلا رح اشتاق لها،و رح اشتاق لخواني.
سكت عبدالله فقال:طيب اش معنى بس سارة رح تشتاقين لها؟
قالت ميعاد:لانها صديقتي الوحيده،و لأنها طيوبه و حبوبه بعكس خواتها.
قال عبدالله:حلوة؟
ابتسمت ميعاد و قالت:ما شاء الله عليها قمر قمر!بس هي سمرا أشوي،
بس على فكرة كأنك بديت تسأل كثير؟
قال عبدالله:بس كذا مجرد فضول أعرف عن صديقتك اللي ميته عليها.
قالت ميعاد:أنت بس تشوفها رح تخق عليها و رح تتمنى تصير زوجتك.
قال عبدالله:الله أكبر حسستيني إنها ملكة جمال.
قالت ميعاد:أنت بس شوفها مرة وحده،و بعدها احكم
قال عبدالله:أقول صلي ع النبي لا يصير شي بالبنت،بعدين أنا ما اهتم
بالمناظر كثر ما اهتم بالأخلاق.
قالت ميعاد:اللهم صل و سلم عليك يا نبي،ما شاء الله تبارك الله
الله يحرس صديقتي من العين و الحسد،خمسه و خميسه بعين العدو.
لف عبدالله وجهه و قال بصوت خافت:لا حول ولا قوة إلا بالله،
اللهم سكنهم مساكنهم.
في منزل أبو طالب:
كانت سارة جالسة في غرفتها فدخل عليها والدها
و قال:ليه قاعده بروحك هنا؟
ابتسمت سارة و قالت:تعال يبه تعال.
مشى والدها و لما وصل إليها رفعت سارة الدفتر
و قالت:ايش رأيك بخطي؟تحس إنه تحسن ولا؟
قال سعيد:عطيني الدفتر أشوف.
و أعطته الدفتر فنظر إليه و قال:يعني هه لا بأس،يبي لك بعد
تدريب،و لازم تتعلمين أشلون تشبكين الحروف.
"كانت سارة لا تعرف القراءة ولا الكتابة،لكنها كانت تعرف نطق الحروف
و كتابتها نوعا ما،لأنها لم تدخل المدرسة بسبب أم طالب التي رفضت
تسجيل سارة بالمدرسة"
قالت سارة:خلني أعرف أكتب الحروف أول بعدين رح اتعلم الباقي،
بعدين أنت قاعد تجاملني،أنت بس شف حرف الباء و التاء و الثاء،أشلون
شكلهم كأنهم كراتين مفتوحه،ولا الخاء و الجيم و الحاء كأنهم بطه تسبح.
ضحك سعيد و قال:أولا هذا حرف الجيم مو حرف الخاء،و النقطة تصير هنا
و هذا حرف الحاء مش الجيم و امسحي هذي النقطة،لأن الحاء مالها نقطة.
قالت سارة:معناها هذا حرف الخاء و النقطة تصير فوق.
قال سعيد:صح كلامك،ما شاء الله على بنتي الحلوة سارة.
و أخذ يمسح على رأس ابنته.
كان عبدالله يفكر في كلام عمه
و يقول في داخله:عمي قبل أمس كان يبي يقول لي
شي،بس أنا ما سمعته بسبب أمي،يا ترى وش ها الموضوع
المهم اللي كان يبي يقل لي عليه عمي؟
قلبي يقول لي إنه موضوع خطير،ليتني قعدت و عرفت ايش طلبه،
صدق إني غبي.
في يوم من الأيام:
كانوا الأهل جالسين في غرفة المعيشة يتبادلون الحديث
بينهم فجأة دخل عليهم طالب و هو في قمة السعادة
و هو يقول:و أخيرا،و أخيرا.
قالت الأم:وش بلاك،و أخيرا و أخيرا،ش السالفه؟
قال طالب:أبوي يقدر يرجع يمشي من جديد!
فرح الجميع فرحا شديدا من الخبر الذي سمعوه
قالت ريماس:طيب خبرنا من قال لك إنه يقدر يمشي؟
قال طالب:عبدالله قال لي،"لما سمعت سارة اسم عبدالله فز قلبها و بدأ يدق بسرعه"قبل أشوي كلمني و قال لي
إن في مستشفى تسوي عمليه من بعدها يقدر أبوي يمشي!
رفعت الأم يديها و هي تقول:يالله لك الحمد و لك الشكر،
و أخيرا رح كحل عيني بشوفة أبوكم يمشي على رجليه.
قالت إناس:طالب"نظر إليها طالب"وش تنتظر أحجز لبوك تذكره
علشان السفرة.
قال طالب بحماس:فورا.
و خرج مسرعا من البيت،
قالت إناس:من تبيه يسافر معك لبريطانيا؟
قال سعيد:رائد و سارة.
لما سمع الجميع اسم سارة عبست وجوههم و لم يتكلموا
قالت سارة:لا يبه خل أمي تروح معك.
قال سعيد:لا أنا ابيك أنتي تروحين معي.
قالت سارة:بس...
قاطعها سعيد و قال:ما أبي أعذار،أنا أبيك أنتي اللي تروحين معي.
اتصل رائد و أخبر أخوه بأن يجعلها ثلاث تذاكر
واحده للأب و الثانيه لسارة و الثالثة له...
إن شاء الله يعجبكم ها البارت
و الله بتعليقكم و نقدكم و دعمكم لي
و يعطيكم ألف عافية...
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top