101


"لم اعرف ماذا اسمي هذه القصة فتركة اسمها للقارئ يختار الأنسب لها.

على سرير الزوجية كان يربطها ويدس في فمها قطعة قماش تحسباً لأي كلمة  "لا"  أو صراخ ثم يبدأ بإلقاء ""رماد السجائر ""مرةً تلو مرة، فوق جسدها وهو يضحك بعد ان ربطها من عنقها لكي  تجثوا على الارض ليفرض سيطرته عليها.
تبكي هي بصمتٍ وتتوسل له بعد كل مرة أن يعتقها لوجه الله، يتابع هو الضحك ويعلق: "لو كان أهلك يرضون أن تعودي إليهم مطلّقة.. لفعلت".
كان يضربها كثيراً على وجهها،
لقد أخبرت أمها بذلك فأجابت بأن : "كل الرجال عندما يغضبون.. يفعلونها".
في بيت رجلٍ يتلذذ بتعذيب روحها.. وأم تحاول أن تبرر لابنتها أفعال زوجها ...تتذكر "مريم"  نحو ست سنوات مضت.. تحديداً: إلى حيث ذلك اليوم الذي عج بضجيج المطر يطرق سقف "الزينكو" الحديقة.. عندما استيقظت على صوت "امها تناديها: "تجهّزي فأهل العريس قادمون بعد الصلاة".
– ""اسمه فهد انه متعلم ووضعه المادي جيد واهلوا ""كويسين""
والدك موافق ""فسترة الفتاة بيت زوجها""..
وبذكائك تجعلينه خاتماً في إصبعك.. وترجع تقول: ""سترة الفتاة بيت زوجها"".
تزوجته! حتى أمها استعدت لذلك الفرح؛ حيث أخيراً أزاح الله عن قلبها هم بنت من البنات!
كانت مريم كلما نظرت إلى عيني امها عند كل زيارةٍ تبتسم.. تتحسس ساقها المورمة ببقايا "الرماد" الذي أقنعتها يوم رأت بعضه في ذراعها بأنه بسبب الغاز .. كانت تهم طوال الوقت بأن تقول لها :"شكراً".. لكنها كانت تنسحب وقت الليل إلى بيتها حاملة الهموم والآلام.
أنجبت منه طفلين! وكانت تسأل نفسها كل مرة: "أتراه يملك إحساساً مثلنا؟".. كانت تبكي في الحمام وتنظر الى نفسها بالمرآة كلما انتهى ذلك الوقت المستقطع من حياتها اليومية...كانت تبكي أمام أبنائها الذين اعتادوا على أمهم وهي تتألم، الذين اعتادوا على بكائها!
شاء الله لـ"مريم" أن تتم في بيت فهد"مستورةً" كما أرادت لها امها ست سنوات !
فقد قام "" فهد "" بضربها  كعادته بعد عودته من العمل؛ "لأنها ترد سلامه من طرف روحها"، كما قال! فاض القلب بما يحمله.. انفجرت فيه تصرخ دون أن تضع يدها على وجهها رداً لصفعاته "المتوقعة" هذه المرة: ""اتركني يا فهد.. اتركني.. اذهب وربي صديقاتك اتركني يا فهد اذهب إليهن""!
هذه المرة تلقت "مريم" كل صفعاته وهي واقفة! تماماً كشجرة سرو اسقطها على الارض وامسك شعرها وجرها نحو الباب ثم قال لها ""اذهبي لبيت اهلك"" و رمى بها خارج البيت ...
لتجد نفسها عند بيت اهلها مورمة اليدين والوجه.
لن تصدقوا أن "مريم" هذه المرة فعلتها: نظرت في وجه أمها ، تعالت على كل وجع وابتسمت؛ ثم قالت لها: "شكرًا "..
تجلس "مريم" في بيت أهلها منذ عدة أشهرٍ بعيدة عن أولادها وبعيداً عن ذلك الزوج الذي قال عنه إخصائيو علم النفس على ان وضعه الصحي يسمى بـ"السادية المرضية"! تحمل في قلبها الم فراق أولادها  وذكريات " قاتل السعادة " فهد..
كانت صباحات "مريم"  تتجلى في ذكريات ضحكات أطفالها ومشاكساتهم تجلس في شرفة منزل أهلها  لا يعكر صفو روحها سوى صور الذكريات المؤلمة التي عاشتها ، وامها تصر عليها بضرورة العودة إلى بيت زوجها حيث ظل "الرجل" أفضل من ظل "حيطة"! ثم تردد عبارتها المعهودة: "سترة الفتاة بيت زوجها"..
تتدخل اخت مريم في الحديث "لقد وعدك أن يتغير.. لم يبق في البلد أحد لم يتوسط لدى والدك كي تعودي إليه.. لو أنه لا يحبك لتزوج عليك منذ أشهر"!..
مريم وقعت في خيارين لا ثالث لهما كلاهما مر بالنسبة لها الاول البقاء مع زوجها فهد وتحمل آذاه والثاني الطلاق وترك الاطفال لان أهلها أشترطوا عليها إن تطلقت من فهد لن تأخذ أطفالها .
ولكنها قررة الذل والأهانة من أجل أطفالها نعم أنها قبلت الرجوع ولكنها  قررت أن تربّي في عقول أطفالها قيم "الخير" و"الحق" و"الجمال"" و"" الحب "" الذي انحرمت منه.
ترجع مريم إلى فهد من أجل أطفالها ، ثم تردد عبارة أمها المعهودة: " سترة الفتاة بيت زوجها"...
ترجع الى التعامل مع الشخصية السادي والإهانات والضرب والبكاء طول الليل طلبا من الله تعالى الفرج القريب...
"كانت تجلس في الشرفة وقت الشروق ووقت الغروب ترسم في مخيلتها الحياة السعيدة""...
و مع استبداد أهل فهد الذين ينظرون إلى ""الكنة"" بأنها خادمة لهم فقد كانت تنظف بيتها ثم تنزل لبيت ""حماها"" لمساعدتهم في تنظيف البيت ولما كانت تشتكي لهم عن فهد كانوا يقولون لها"" الزلمة ما بعيبه شي وكل الرجال يفعلون ذلك""....
وهنا بدأ شخص اخر يعكر صفو روح مريم والد فهد الذي رأى السعادة في وجهها ، فقرر ان يخطف هذه السعادة بحرمانها من أولادها فقد  بدأ بالحديث عن شرف مريم ،وطلب من فهد أن يطلقها، لأنها تخرج كل يوم من المنزل. إن مريم كانت تخرج كل يوم من المنزل، لكي تعمل لكي تحاول تأمين ما يحتاجه أولادها ،استحملت مريم كل ذلك من اجل أولادها ولكي لا تنحرم منهم.
أمر والد فهد بوضع أقفال على أبواب البيت لمنع مريم من الدخول الى البيت ، وعندما رجعت مريم هي وأطفالها من عملها بقية في الشارع تنتظر بأن يُفتح لها الباب ولكن بلا فائدة طرقت الباب والجرس ولكنهم لم يفتحوا فذهبت الى بيت أهلها.
قرر والدها إرجاع الأطفال ركبت مريم السيارة مع والدها لكي توصل اطفالها الى والدهم ""فهد ""وأثناء نزول أطفالها من السيارة نظرت مريم لفهد دون ان تتلفظ باي كلمة وسلمته أطفالها فلذة كبدها وركبت مريم السيارة ثم حدث شيء كسر قلب مريم عندما تحركت السيارة ابنت مريم والتي عمرها ثلاث سنوات اخذت تبكي وتركض خلف السيارة وتنادي ماما ماما هنا تمزق قلب مريم ودمعت عيناها.
رجعت مريم الى أهلها...وهي تنظر الى أمها وتنتظر الجملة المعهودة منها
"" سترة الفتاة بيت زوجها"" ولكنها لم تقلها ...
وتمر الأيام وتذهب مريم إلى المحكمة لحضور جلسات طلاقها وبعد ست أشهر حكم القاضي بالطلاق تغادر مريم المحكمة صامتة لا تدري اتفرح من طلاقها وتخلصها من فهد أم تحزن على فراق أطفالها .
خسرة مريم مرتين خسرة نفسها بالزواج من فهد وخسرة أطفالها بسبب أهل فهد .
هنا تمر الأشهر ومريم تضحك وشريط "من الوجع" عمره ست سنوات يمر سريعاً أمام عينيها.. تتمتم من طرف لسانها: "بما أن ظل الحيطة ذاك ستري، فأنا إذا أختار الفضيحة".. تعود إلى الضحك ثم تصمت.. وتعود الى الحزن على اطفالها ... عاهدت نفسها أبداً.. أبداً.. أنها لن تلدغ مرةً اخرى.
عندما يستبد القهر.. تعلن "الروح" العصيان وتبدأ رحلتها الطويلة مع قول "لا" فقط للبحث عن تلك المساحة الصغيرة بين أن يكون المرء أو لا يكون!
وهذا تماماً: هو ما أدركته "مريم" عندما فضّلت  "الستر".. "على الفضيحة"!

( فقد وصى خير الخلق سيدنا محمد صلِ الله عليه وسلم يوم حجة الوداع "" اتقوا الله في النساء"")....
            فرفقاً بالقوارير.

*ملاحظة: بطلة القصة صاحبة الاسم المستعار التقتها الكاتبة في المحكمة."

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top